S A L W A
حريق
الفصل الحادي و الثلاثين ( " لست كما تظنني " )
= هل هذا انت يا جين !
صرخت بانفعال شديد , انه صوته , انه هو ! استطيع تدبر امري الان بطريقة ما ...
- مارغريت ؟
هذا تأكيد جازم على انه هو
- مارغريت ؟ هل هذه انتِ؟ ما الذي تفع- جوزيف ما الذي يحصل ؟!
- هل تعرفها ؟
قال جوزيف متسائلًا , لم يجبه جين فأردف : حسنًا هذه الانسة قد صعدت الى السيارة و كانت مختبئة بها , لم افهم الامر جيدًا منها و لكن-
صمت قليلًا ثم انتظر اي كلام من جين ، لكن جين قد بقي صامتًا و لم يتحدث
- حسنًا ، لقد هربت
قلت بنبرة متثاقلة
فرد علي جين بحدة : هربتي ؟ هل تسخرين مني يا ميغ هذا ليس وقت الأمور المضحكة ..
- لست في مزاج جيد لكي اسخر أو اقوم بالمزاح كما تعلم ! لقد هربت و اختبأت بهذه السيارة بطريقة ما و انتهى بي الأمر بالبقاء بها و حصل ما حصل !
- انتي تجعلين الأمر يبدو في غاية البساطة بشرحه بهذه الطريقة يا فتاة ، هل تعلمين ما الذي اقحمتي نفسك ب ه بتهورك هذا و دخول سيارة لا تعلمين هي لمن أو ماذا تفعل في هذا المكان !! هل فقدتي عقلك !
قال جين بانفعال واضح ... فصمت و تابع هو قائلًا : جوزيف هل تستطيع أن تتخلص من الذي يقوم باتباعك ؟
- و هي معي بالطبع لا ...
تنهد جين ثم ساد الصمت كرة أخرى ثم قال : هل لديك طريقة في رأسك ... ؟
- سوف ابتعد قليلًا عن هذه المنطقة لأرى أن كان سوف يستمر في اتباعي ام لا ..
همهم جين ثم قال : هذه الفتاة في عهدتك
قاطعه جين بنبرة هادئة بشكل غريب , اتسعت عينا جوزيف و كأنه قد فهم الامر ... أما انا فقد طغى علي شعور غير واضح
- في أي شارع انت
- انا في الشارع الثاني عشر قرب السكة الحديدية ..
قال ذلك و هو يلف عجلة القيادة لنلتف حول جزيرة ...
- نحن بعيدون عن اي تجمع سكاني , اقرب تجمع يبعد حوالي خمس عشرة كيلومترًا...
بعد ان قال جوزيف ذلك اردف بنبرة محبطة قليلًا : للاسف لن استطيع وضعها بالقرب من اي مكان هنا ...
- هل انت بالقرب من المحطة ام بعيد عنها ؟
اتى صوت رجل اخر
- انا قريب يا رافاييل
- اذن خذها الى منزلي ..
قطب جوزيف حاجبيه , ثم فرك جبينه بكف يده . و قام بزيادة السرعة ..
- جوزيف اياك و رفع سلاحك بأي شكل كان , اي تبادل للعيار الناري سوف يكون خطرًا .. اوصلها لمفترق الطرق القريب منك بعد ثلاث لوحات ارشادية ...
كان صوت جين ...
- يا آنسة هل تسمعينني ؟
قال الرجل الاخر الذي برفقة جين و الذي يدعى رافاييل
شعرت بيدي ترتجف لقد اصبت بالذعر , انا في خطر , هذه السيارة في خطر , انا لا اعلم ما الذي علي فعله ... لقد غرقت في عالم اخر من الافكار التي قد تدفقت الى عقلي دون توقف ابتداء من المعاتبة التي لم تنتهي بسبب فعلتي الخرقاء . و ما يحصل الان , ان سيارة هذا الرجل ملاحقة , ولا يبدو الامر طبيعي ! و ماذا قصد باشتباك ؟! هل سوف يتبادل اطلاق النار معهم !
- مارغريت !
صوت جين المنفعل قد افاقني .. نظرت الى جوزيف عبر المرآة فبادلني النظرة و كأنه يقول لي بأن اركز معه , فقلت بصوت مرتعش : انا استمع ..
- انا ادعى رافاييل يا آنستي .
قال الشاب الاخر عبر اللاسلكي ..
- نعم يا رافاييل
- سوف ينزلك جوزيف في مكان قريب بعد قليل ... عندما تنزلين سوف تمشين قليلًا لبضعة امتار عبر الشارع , ثم ستجدين كوخًا صغيرًا بجانبه سيارة صغيرة الحجم حسنًا ..؟ أنه الكوخ الصغير الوحيد في ذلك المكان أنه يبدو و كأنه غرفة واحدة
- نعم
- السيارة امام المنزل صفراء بلون فاقع .. سوف تستطيعين تمييزها ..
- أجل
- ان كانت موجودة
اجبته : ماذا ؟
- اطرقي باب الكوخ و سوف يجيب عليك رجل في الخمسين , قولي له بأنك من طرف رافاييل فينسنت و قولي له ان يوصلك الى منزلي , اما ان لم تكن موجودة .. فأكملي السير قليلًا بعيدًا عن الكوخ و سوف تجدين صالونًا , هنالك امرأة تعيش فيه سوف تخبئك ريثما يتخلص جوزيف من ملاحقيه و يأتي لاستعادتك , حسنًا ؟
- و لكن .. ماذ-
- لا تقلقي تلك المرأة سوف تساعدك ان قلتي لها بأنك من طرفي .. هل فهمتِ ؟
- اجل
صمت قليلًا .. و بعدها تشوش الصوت , سوف ينزلني لأسير وحدي ! .. نظرت من النافذة الخلفية , فلمحت السيارة في الخلف . لم تكن اضواؤها مفتوحة , لكن انعكاس اضواء القطار الذي مشى في ذلك الحين قد جعلني اراها بوضوح .. لقد كان صوت القطار عاليًا و مزعجًا و صوت الصرير اثر احتكاك العجلات المعدنية بحديد السكة كان يصدح في الانحاء
لقد كانت يداي ما تزال ترتجف , قبضتهما معًا احاول ايقاف ارتجافها و بعدها سمعت صوتًا : لا تقلقي يا ميغ , سوف تكونين بخير , ثقي بجوزيف , سوف يحميكي حسنًا ؟
كان جين قال تلك الجملة بلطف , و كأنه يشعر بذعري و كأنه يعلم ما أنا به من حال , ابتلعت ريقي ثم اردفت بصوتي الاجش قليلًا : حسنًا ..
- فتاة جيدة
قال ذلك بنبرة خافتة و قد شعرت و كأنه يبتسم اثناء قوله لذلك ..
- كن حذرًا يا جوزيف ..
- اجل سيدي
و اغلق الخط . و ما ان اغلقه حتى شعرت باصطدام شيء ما بالسيارة فاصابني الذعر أكثر ... ما الذي يحدث ؟! لقد كان الاصطدام من الخلف ! هل هي السيارة التي وراءنا !
ما ان حدث ذلك الاصطدام حتى رأيت جوزيف يسحب زناد المسدس , ثم فتح نافذة بابه , و حاول اخراج يده التي تمسك بالمسدس ..
- هذا لن ينفع
قال ذلك و هو يعيدها ليفتح باب السيارة بدلًا من ذلك لينبثق على مصرعه .. و بعدها نظرت له و الذعر قد تملكني : ما الذي تفعله !!!!!
- فالتصمتِ يا آنسة
قال بعصبية .. حدق في مرأة السيارة جيدًا.. ثم اطلق رصاصتين متتاليتين .. غطيت على اذني بسبب الصوت العالي و القريب جدًا.. ادخل نفسه ثم وازن وضع السيارة التي قد باتت تميل لليمين .. عاود النظر من المرآة الجانبية ثم قال : لم تصب
عض شفته السفلية ثم ضغط اكثر على الدواسة لتزداد السرعة .. تشبثت بالكرسي الذي بجانب السائق و قلت له : ارجوك لا تتهور !
فرد علي : لا تقلقي انا متمرس في هذه الامور !
- اشكرك على طمأنتي لكن ليس هذا ما اريد سماعه !
عاودت تغطية اذني اذ انه قد اعاد الاطلاق مرة اخرى , سمعت صوت الطنين الذي جعل رأسي يبدو و كانه يدور : الم يقل لك قائدك ذاك الا تطلق ! فلماذا تفعل !
- لسنا في وضع يسمح لنا بعدم استخدام الاسلحة
قال ذلك بنبرة هادئة
انه مجنون ياللهول ! و ربما اكثر جنونًا من ذلك الاحمق الاخر ! هل كل الذين يعملون في الجيش مجانين ؟! هل لن يقبلوا في الجيش ان لم يكن عرق الجنون في اجسادهم !
بعدها نظرت للخلف فوجدت السيارة تبتعد , بالتأكيد فهذا المجنون يسير بسرعة عالية .. امتدت يده على طولها لتلتقط مقبض الباب و يسحبه , شعرت بأنه احتاج بعض القوة لكي يستطيع اغلاقه .
بعد ان اختفت تلك السيارة عن مرأى النظر .. سمعته يقول : لقد اقتربنا , هل تذكرين ما قاله لك رافاييل ؟
امأت برأسي بشدة ..
- سوف اتوقف لعدة ثواني , ازيلي حزام الامان و تشبثي بالكرسي و كوني على اهبة الاستعداد للنزول حسنًا ؟
- اجل حسنًا
فعلت ما طلب مني و امسكت بمقبض الباب الذي على اليمين بيد و بالاخري تشبثت بالمقعد الذي امامي .. و بعد ان شعرت به يخفض السرعة ليتوقف اتانا اصطدام آخر !
- سحقًا لك ايها ال-
لم يتوقف و اضطر ليكمل السير , فتخطينا التقاطع و تلك السيارة كانت ما زالت تلحق بنا .. اوه اجل , يبدو بأنها نهايتي , لقد كافحتي كثيرًا في حياتك يا ميغ , لقد احسنتي صنعًا , سوف تذهبين الان لترقدي بسلام لاحقًا في قبرك .. انا اسفة يا هارلين لأنني لن استطيع ازعاجك مرة اخرى , و اسفة يا ابي لانني لم الكمك على وجهك بعد , انا سوف الحق بك يا اماه .. انتظريني ..
- هلا افقتي من احلام اليقظة يا انسة ؟
قال ذلك لي عندما وجدني اغلق عيني بشدة و غارقة في التفكير ... تنهدت و شددت قبضتي ثم قلت له : ان لم أكن معك فماذا كنت ستفعل ؟
- كنت سوف اواجهه مباشرة ..
اجاب بنبرة واثقة
- اذن فالتوقف السيارة و فالتفعل ذلك
- ماذا تقولين ؟
قال بنبرة حانقة ... عقد حاجبيه ثم هز رأسه مستنكرًا ثم قال : يا آنسة انا لست في وضع يسمح لي بفعل ذلك افهمي الوضع رجاء
- انا اعلم تمامًا ما يحدث , لكن الى متى سوف تبقى تبتعد عنهم هكذا و تزيد السرعة كل حين و تلحقك تلك السيارة لتصطدم بك ! المعذرة و لكنني خائفة جدًا بل و يكاد يغمى علي من الخوف , لكنني صامدة لأنني اريد النجاة ! ان كان السبيل الوحيد هو مجابهته اذًا رجاء فالتفعل ان كنت واثقًا من مقدرتك على على فعل ذلك ! سوف ابقى في السيارة ريثما تهتم بالامور ... هل زجاج النوافذ مقاوم للرصاص ؟
- انها سيارة تابعة للجيش
- حسنًا اذن ! لما القلق , فالتغلق علي السيارة و فالتخرج .
- ماذا ان حدث شيء خطير ؟ ..
- اذن اعطني مسدسًا
- هل تمزحين ؟
- هل ابدو و كأنني افعل , اعطني واحدًا ... ان لم تعجبك خطة البقاء في السيارة اذن سأهرب ..
ذلك الذي يلاحقك لا يعلم بأنني معك اليس كذلك ؟ اذن اوقف السيارة بشكل عرضي في منتصف الشارع قبل ان يصل .. سوف انزل بحيث اكون في الجانب الخلفي و هم لن يرونني , و سوف اهرب بسرعة حتى اذا ارادو صدم السيارة لن اكون خلفها .. هنالك منخفض صغير بجانب الطريق يذهب الى السكة .. استطيع الاختباء هناك ريثما تنتهي ..
- هل تستطيعين استخدام المسدس ؟
- و كأنني استطيع .. انه فقط لأشعر نفسي و كأنني استطيع حماية نفسي
- هراء
- ان لم يعجبك الامر برمته اذًا انا اعطيك كامل الاحقية في القيام بما تريد و البقاء في الطريق ريثما ينتهي وقود السيارة الذي شارف على الانتهاء بسبب استهلاكك العقيم له !
صمت لبرهة ثم قال : المشكلة انني حامل لمسؤولية الامر كله , فإن حدث شيء لك رأسي سوف يتعرض للانفجار بسبب تفريغ مسدس احدهم به ..
ابتسمت بسخرية : لا تقلق انا لست كما تظنني ..
بل انا حقًا كما تظنني , لكنني ادعي الشجاعة هنا محاولة حل الامر بأقرب فرصة .. عضضت شفتي و انا افكر برغبتي العارمة في القفز من السيارة الان لأنتهي من هذا .
مد يده التي تحمل المسدس ثم قال .. : خذي هذا .. به ستة طلقات اخرى ... لا اظنك ستستخدمينها لكن اقول هذا للاحتياط . سوف افعل ما عرضته علي .. و لكن يجب عليك الابتعاد عن هنا بقدر ما تستطيعين ... و اياكي و الالتفات الى هنا مهما حدث ..
قاطع حديثه صوت ما يقول : هاي يا فتاي
كان صوت شخص من اللاسلكي الذي التقط اشارة الاتصال .. و قد كان جين مرة أخرى
- نعم ايها القائد
- نبرتك هذه غير مطمئمة ، اراهن بأن الوضع متأزم لديك ها ..
- انت لا تعرف شيئًا حقًا ..
قال بنبرة هادئة و لكنها بدت ساخرة قليلًا ...
- هل هي في السيارة ؟
- اجل ..
سمعت صوت تنهيدته ...
- لم ينجح الامر اذًا ؟
- لقد اصطدم بي عندما اقتربت من التقاطع .. و الاسوء بأن عددهم قد ازداد , لقد اصبحوا ثلاث سيارات ..
اتسعت عيناي بدهشة .. ماذا يقول ؟!
- ماذا ! و كنت تريد ايقاف السيارة كما قلت لك ! لم اكن اعلم بأنهن قد اصبحن ثلاثًا ..
- انها خطة متهورة منذ البداية
اجاب بحدة ..
- ماذا تقصدان ..
قال جين بنبرة متساءلة
- لقد كنت سوف اوقف السيارة قليلًا و اواجههم من الداخل , بينما اتركها تهرب مبتعدة قدر المستطاع , هم لا يعلمون بأنها في السيارة ..
- انا لم اكن اعني ان تقوم بذلك !
قلت بانفعال شديد
- اهدأي يا ميغ
قال جين محاولًا تهدأتي
صمتنا قليلًا , كنت احدق بهذا الشخص الغبي الذي يقبع امامي بحنق , كيف سوف يفعل ذلك ! ماذا عنه هل سوف يتركني اذهب لكي يقوم بدور بطولي و ينتحر ! هراء !!
ازدادت انفاسي تسارعًا بسبب توتري و غضبي الشديد .. ان مشاعري متناقضة حقًا ...
قطع الصمت قول جين بنبرة هادئة : سوف تكون خطة جيدة ان كانت سيارة واحدة بغض النظر عما ان كانوا اكثر من رجل , لكنهم الان ثلاث سيارات .. و على الاغلب سيحيطون بك بمحاولة محاصرتك و بالتالي لن تستطيع هي الهرب ..
ضرب جوزيف المقود بحنق شديد واضح على وجهه .. حسنًا يجب علي ان اكون اسفة حقًا فأغلب الخطأ يقع علي , لو انني لم اكن معه لما عانا هكذا للتخلص من الوضع ..
- انا اعتذر ..
قلت بنبرة خافتة
- هذا ليس وقت اعتذارك , ليس و كأنه سيفيدني بشء ما ..
انه وقح , لكن لا بأس لنتحمل الامر ..
- جوزيف , هل لديك مصدر وقود في السيارة ؟
انتبه كلانا انا و جوزيف لحديث جين ...فكر جوزيف قليلًا ثم قال : اجل لدي .. انتظر هل تريد مني - ؟
- اجل تمامًا ان فهمت ما اعنيه حقًا .. سوف يوفر لكم وقتًا للهروب و ليس هنالك مباني سكنية قريبة ... استطيع ارسال اشعار بالامر لمحطة الاطفاء القريبة سوف يصلون في اقل من ربع ساعة ان اسرعوا .. سوف يكون حريقًا بداعي حماية مدني لذلك لا بأس .. لن تكون هنالك خسائر , الا ان امتد الحريق لسكة الحديد حينها سوف يكون امرًا مجنونًا .. لحظة
قال مستوقفًا حديثه فجأة ..
- هل قطع اي قطار قبل قليل ؟
- أجل !
هتفت مجيبة على سؤاله .. فأردف : عظيم ! انه آخر قطار .. لقد مُهدت لك كل السبل يا عزيزي فلتقم بعمل مهرجان يمتعهم بينما تهرب !
فركت بين عيناي بكلا اصبعاي الابهام و السبابة .. انه الجنون .. نعم
رأيت ابتسامة طفيفة على فاه جوزيف .. يبدو بأن الامر قد اعجبه تمامًا .. ارجوك يا الهي فلترحمني رجاء ...
- اذن اعتمد عليك .. سوف اعتبر بأن هذا اخر اتصال حسنًا .. ان متما فلا شان لي بعد ذلك
- جين !
قلت بانزعاج .. فأغلق الخط .. اوه يا الهي سوف اموت بسكتة قلبية ... على كل بعد هذا .. اعاد جوزيف الاسراع مرة اخرى مبتعدًا قدر المستطاع ليأخذ وقته بعمل مسرحه الملفت ذاك ...
بعدها اوقف السيارة .. و نزل و فتح مخزن السيارة ثم اخرج قارورة متوسطة الحجم .. فتحها و بدأ برشق ارض الشارع بها ... كان قد فعل ذلك بعيدًا قليلًا عن السيارة ... و بعد ان افرغ العلبة على الارض و كانت تعلو وجهه ملامح اجرامية و كانه معتاد على فعل ذلك , بنظرته الواثقة بوجهه الذي تعلوه ملامح قاسية .. ابتعد قليلًا ثم اطلق بالمسدس لتنبثق شرارة لتكون افتتاحًا لمهرجان اللهب !
ابتدأت النيران بالنشوب و الارتفاع و قد بدا الامر و كأنني اشاهد حسنًا , انني اشاهد حريقًا ضخمًا ينشب امام عيناي , هرع جوزيف الى السيارة .. ليشغل المحرك و ينطلق بسرعة مبتعدًا عن المكان .كانت دقات قلبي تتسارع بشكل مجنون , الا يعلم بأنه خطير .. ماذا ان حصل شيء ما و انفجرت السيارة مثلًا ..
- لن تنفجر السيارة
قال فجأة ففتحت فاهي مندهشة بأنه قد رد على سؤالي الذي قد طرحته داخل عقلي الان !
عندما ابتعدنا اكثر بعد ، شعرت بالهدوء , توقف قلبي عن النبض كأنه طبل ...
- سوف آخذك الى بيت رافاييل الان .. و منه تستطيعين فعل ما تشائين ..
- حسنًا
اجبت بنبرة هادئة , لم يكن لدي ما يكفيني من الطاقة لمعارضة الامر او ان اطلب منه اكثر من ذلك .. الحمد لله بأنني قد نجوت من الامر الذي كنا به , اريد فقط اغماض عيني و الحصول على قسط من الراحة , فأعصابي تالفة تمامًا ...
بعد ان اخذ يسير في بضع شوارع بعيدًا عن سكة الحديد بمسافة كبيرة .. دخلنا تجمعًا سكنيًا .. لقد كانت قرية , قرية وولكفورد .. سار قليلًا بعد حتى تعمق بالداخل , ثم توقف امام احد المنازل ..
- انزلي و اتبعيني
- لا تملي علي الاوامر ...
نزلت من السيارة ثم تبعته حتى دخل من بوابة صغيرة تصل الى خصري .. و قطع طريقًا من الاعشاب القصيرة وصولًا الى الباب الامامي الذي كان هنالك مصباح صغير يضيئ امامه , كان الباب قرميدي اللون .. و كان هنالك رقم معلق على الباب من المعدن " 36 " كان رقم المنزل .. طرق الباب و انتظر قليلًا .. ثم رن الجرس .. فسُمع صوت امرأة من الداخل تقول : من الذي يأتي الى منازل الناس في العاشرة مساء بحق الخالق ..
فتح الباب بقوة فظهرت امامنا امرأة اربعينية على ما بدا لي كانت صهباء الشعر ببشرة فاتحة و عينان خضراوان واسعتان .. كانت جميلة على الرغم من التجاعيد المنتشرة حول عينيها .. كانت ممتلئة قليلًا جدًا .. ترتدي ملابس النوم
نظرت لجوزيف باندهاش ثم حولت نظرها لي ثم قالت بصوت رقيق : ما الذي تفعله هنا يا جوزيف ؟ ثم من هذه الفتاة ؟
قالت بتعجب ثم شهقت و غطت ثغرها فتعجبت منها قأردفت هي تقول : لا اصدق ! هل تخون كيت ؟
- ارجوك يا عمتي هذا ليس وقت الهراء ..
نظرتُ اليه بتعجب ثم نظرت اليها مرة اخرى .. نزلت درجة ثم دفعت جوزيف لتأتي الي و تمسك بيداي و تقول : اوه يا زير النساء لقد وجدت فتاة لطيفة حقًا ..
- ارجوكي
قال و هو يقطب حاجبيه و يشير بوجهه بعيدًا بنبرة منزعجة , لم استطع اخفاء دهشتي التي باتت ظاهرة جدًا على وجهي .. نظرت لها قليلًا فابتسمت لي ثم قالت : هل حدث شيء ما ؟ انت ترتدي الزي العسكري ..
- سوف تخبرك هي بالامر , لقد احضرت بها الى هنا بناء على طلب رافاييل , دعيها تبيت هنا او لتستخدم الهاتف لتعود الى منزلها فلتفعل ما تشاء , اما انا فسأذهب
- هل تهرب من الاستجواب ؟
- لست متفرغًا لهذا الان ، اغاني بها جيدًا رجاءً
- حسنًا يا بني اعتني بنفسك .
قالت ذلك و هي تراقبه يبتعد نحو السيارة
قالتها بنبرة مرحة ثم شدت على يداي و قالت : ما اسمك يا بنيتي ؟
- مارغريت , مارغريت تشارلز
قلت لها بعفوية .. فابتسمت لي و اخذت بي تدخلني الى المنزل الذي قد تسلطت عليه الاضواء الصفراء , كانت الصالة غير مرتبة..
- اوه ياللعار لقد طلبت من كاتي ان ترتب الصالة لكنها لم تستمع لي , سوف اوبخها لاحقًا ..
اغلقت الباب خلفي ثم اقفلته بالمفتاح .. اشارت لي بالجلوس على الاريكة و ابتسامتها لم تفارق ثغرها , انها امراة لطيفة .
جلست على الاريكة الفردية .. نظرت حولي فوجدت العابًا للأطفال هنا و هناك .. كانت الصالة مستطيلة تحوي ارائك من الخشب متجمعة امام الحائط الذي بجانب الباب على شكل نصف دائرة .. كان فراشها ذا لون زمردي , تتوسطها طاولة من الخشب البلوطي , كانت الارضية خشبية .. و على بعد مترين من مكان الارائك كانت هنالك خزانة كيرة امام حائط في منتصفها كان يوجد فراغ لتلفاز مربع .. و كانت ابواب الخزائن زجاجية تحوي على صحون و كؤوس من الكريستال في الداخل .. كان نظام المكان حيث المطبخ يكون مفتوحًا على الصالة .. على يمين الخزانة باب و على يسارها الدرج الذي يؤدي للطابق الثاني ..
سمعت صوت خطواتها تقترب , نظرت لها و هي تمسك كأسًا من الماء و تتقدم نحوي , ناولتني كأس الماء ثم ربتت على كتفي و جلست امامي و اعطتني نظرة مطمئنة ... انتظرتني حتى شربت الكأس بالكامل .. ثم تناولته مني و قالت لي : اذن هل لديك رغبة في الحديث بشأن المر , فالفضول يقتلني
ان هذه المرأة لرائعة بحق , انها لطيفة حتى مظهرها نفسه يبث الاطمئنان , لقد عاودت امساك يدي تربت عليها بلطف و كانها قد لاحظت بانني كنت متوترة منذ ان خطت قدمي هذا الباب و ارادت طمئنتي حتى اكون مرتاحة تمامًا معها , و ها انا ذا ..
- حسنًا انها قصة طويلة و لكن سوف اختصرها قدر المستطاع
- على الرغم من اني لن احبذ ذلك
ضحكت لكلامها ثم اردفتُ : حسنًا انا كنت هاربة من منزلي و بطريقة ما اختبأت في سيارة السيد جوزيف , آل الامر لأن يكون ملاحقًا من قبل بضعة اشخاص فانتهى بنا الامر نسير الى المالانهاية .. اشار لنا السيد رافاييل حيث كان يكلمنا بجهاز اللاسلكي في السيارة الى ان ياخذني السيد جوزيف الى منزل السيد رافاييل و ها انا ذا امامك ..
ابتسمت لي ابتسامة لطيفة ثم قالت بصوتها الدافئ : حسنًا يا بنيتي , اذن انتي هاربة ها , و هروبك هذا جلب المشاكل ... ياللهول على شباب هذه الايام . هل تريدين الاتصال بأحدهم لأخذك من هنا ام تريدين البقاء ؟
- حسنًا لقد قلت لتوي بأنني هاربة لذا ان تفضلت ..
ضحكت بخفوت ثم شدت يدي تخبرني بأن الحقها , بقيت ممسكة بيدي طوال صعودنا للدرج , مشينا في ممر يحوي اربعة ابواب .. كان احدها مفتوحًا , لم التفت او انظر لأنني رأيتها وقاحة بطريقة ما , مشت بي حتى اخر غرفة .. فتحت الباب بقوة فجفلت الفتاة التي كانت تجلس على السرير تقرأ كتابًا بين يديها
- اوه المعذرة آنستي الصغيرة , هل ازعجتك بينما تقرأين كتابك
بان التوتر على ملامحها و لكنه تغير الى التعجب عندما رأتني اقف خلف السيدة ..
- من هذه يا أمي ..
قالت الفتاة الصهباء ذات العيون الزرقاء و الجديلتين اللتين على كتفيها كانتا طويلتان كفاية لتصلا إلى خصرها ، و غرتها تبدو و كأنها بالكاد تنظر بسبب تغطيتها لعينيها .. ازاحت شعرها عن عينها ثم أردفت : لما لا تجيبين ؟
شدتني السيدة لأتبعها لداخل الغرفة .. اوقفتني امام السرير المقابل لسرير الفتاة ثم قالت : تستطيعين البقاء هنا يا عزيزتي مارغريت, هل استطيع ان اناديك باسمك ام بلقبك ؟
- لا بأس بمارغريت
قلت بعد ان رسمت ابتسامة على وجهي .. كانت الفتاة ما زالت تحدق بي .. التفتت السيدة اليها لتقول : الم اطلب منك ترتيب الصالة قبل النوم ماذا حدث ؟
تنهدت الفتاة ثم اجابت : حسنًا استطيع ترتيبها غدًا في الصباح !
- انا طلبت شيئًا و يجب عليكي تنفيذه , اذهبي حالًا و رتبي الصالة , اريد ان استيقظ غدًا لأجد الصالة مرتبة تمامًا .
- أممميييي
- كاترينا , بلا غنج , هيا اذهبي
وقفت الفتاة بانزعاج و تركت كتابها على سريرها و ذهبت لتأدية ما أمرتها به والدتها ..
- انا اسفة لذلك , انها في الثامنة عشرة بالفعل لكنها تتصرف بطفولية ..
- لقد كنت مثلها لذلك اعرف ذلك تمامًا ..
ابتعدت متوجهة نحو خزانة الملابس .. : لدي ابنة كبرى و بنيتك قريبة من بنيتها سوف اخرج لكي ملابس نوم من خاصتها حسنًا ؟
امأت لها ببطئ فتابعت اخراج الملابس ..
جلست على السرير أتامل الغرفة ذات الطابع الانثوي بالكامل , انها ليست كغرفتي , غرفتي أكثر جمودًا و أقل حيوية , هذه الغرفة من الخشب الابيض و هنالك سريران متلاصقان مقابل بعضهما امام النافذة .. و توجد خزانة الملابس بجانب الباب تمامًا .. مكتبان متفرقان واحد على الحائط الذي على يمين الباب و الاخر الذي على يساره .. كانت مليئة بالدمى المحشوة .. و الاغطية كانت ذات الوان هادئة , الذي اجلس عليه كان ذا لون رمادي , اما السرير المقابل للفتاة كاترينا كان ذا لون ارجواني باهت ..
وقفت السيدة امامي لتناولني ملابس النوم ثم قالت : ان اردت شيئًا اطلبي من كاتي , واذا لم تلبي طلبك فاطلبي منها استدعائي , لا تكوني متوترة حسنًا ؟ كل شيء سيكون على ما يرام .
تركت تربيتة على كتفي ثم غادرتني مبتسمة .. و اغلقت الباب وراءها , اخذت راحتي قليلًا و بدلت ثيابي ثم جلست على السرير مجددًا بعد ان طويت ثيابي و وضعتها على الطاولة الصغيرة بجانب السرير .. شعرت بالغرابة الشديدة لما حدث , انها ليلة مليئة بالاحداث و كانت شيئًا لن ينسى حقًا , شعرت بالقليل من التوتر لأنني في منزل غريب و السيدة كانت تتصرف بلطف غامر و بكل عفوية و كأنه امر عادي جدًا ما يحدث . قاطع سلسلة افكاري دخول كاترينا الى الغرفة بعد ان طرقت الباب , دخلت و هي تنظر باستغراب و هي تتمتم : لا اعلم لما اطرق باب غرفتي و لكن ..
تنهدت ثم اتت لتجلس بجانبي .. : ما اسمك يا آنسة ..
فاجئتني عفويتها فقد توقعت عداء منها لا اعلم لماذا فأجبتها باستغراب : اسمي مارغريت ..
- لطيف , كم عمرك ؟
- اربعة و عشرون
- اذن تكبرينني بستة اعوام , انتي اصغر من كيت ايضًا , هل يجب انا اناديك باحترام ام انك لا تابهين بالرسميات ؟
- ناديني و تحدثي معي كما تشائين .
اتسعت ابستامتها ثم قالت : انت تعجبينني , على كل فلتحصلي على بعض النوم خذي راحك على سرير كيت فهي لن تعود لبضعة ايام , استغلي الفرصة فقد اشترت فراشًا جديدًا و هو طري جدًا سوف تشعرين و كأنك على السحاب ..
قالت ذلك و هي تغمز لي , ثم تناولت كتابها و وضعته على الطاولة التي بجانب سريرها ثم استلقت على سريرها و غطت نفسها جيدًا ..
- تصبحين على خير يا آنسة مارغريت ..
تعجبت قليلًا منها و من تقبلها للأمر بشكل طبيعي جدًا ..
- تصبحين على خير
اجبتها و انا استلقي بدوري على السرير لأنعم بالراحة
فصل مليئ بالاحداث اللي مالهاش داعي بس عجبتني
سوف نتعرف اكثر على هذه العائلة التي قد اقتحمت ميغ منزلهم في الليل هكذا لتنام بكل بساطة في غرفة فتيات المنزل
الفصل الجاي رح يكون بس تمطيط للأحداث عين ما يجي الجد , و ما اخبي عليكم بعديه فصل دراما حبيتين بعدين رح نرجع للأكشن مرة ثانية
المهم كانت معكم ساندرا حامية حمى البشرية , و دمتم في آمان الله ~
التعديل الأخير بواسطة المشرف: