الختم الذهبي ڪآن لُِمجٍرٍدِ إضآعٍة آلُِوُقٌت (1 زائر)


S a n d r a

مشرفة فضاء التون ~
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,280
مستوى التفاعل
23,849
النقاط
868
أوسمتــي
6
العمر
17
توناتي
5,879
الجنس
أنثى
LV
1
 
at166844978574161.png


at16695065057311.png

S A L W A


جوجو1 حريق جوجو1



at166845030578221.png



الفصل الحادي و الثلاثين ( " لست كما تظنني " )



= هل هذا انت يا جين !
صرخت بانفعال شديد , انه صوته , انه هو ! استطيع تدبر امري الان بطريقة ما ...

- مارغريت ؟

هذا تأكيد جازم على انه هو

- مارغريت ؟ هل هذه انتِ؟ ما الذي تفع- جوزيف ما الذي يحصل ؟!

- هل تعرفها ؟

قال جوزيف متسائلًا , لم يجبه جين فأردف : حسنًا هذه الانسة قد صعدت الى السيارة و كانت مختبئة بها , لم افهم الامر جيدًا منها و لكن-

صمت قليلًا ثم انتظر اي كلام من جين ، لكن جين قد بقي صامتًا و لم يتحدث
- حسنًا ، لقد هربت
قلت بنبرة متثاقلة
فرد علي جين بحدة : هربتي ؟ هل تسخرين مني يا ميغ هذا ليس وقت الأمور المضحكة ..
- لست في مزاج جيد لكي اسخر أو اقوم بالمزاح كما تعلم ! لقد هربت و اختبأت بهذه السيارة بطريقة ما و انتهى بي الأمر بالبقاء بها و حصل ما حصل !
- انتي تجعلين الأمر يبدو في غاية البساطة بشرحه بهذه الطريقة يا فتاة ، هل تعلمين ما الذي اقحمتي نفسك ب ه بتهورك هذا و دخول سيارة لا تعلمين هي لمن أو ماذا تفعل في هذا المكان !! هل فقدتي عقلك !
قال جين بانفعال واضح ... فصمت و تابع هو قائلًا : جوزيف هل تستطيع أن تتخلص من الذي يقوم باتباعك ؟

- و هي معي بالطبع لا ...
تنهد جين ثم ساد الصمت كرة أخرى ثم قال : هل لديك طريقة في رأسك ... ؟
- سوف ابتعد قليلًا عن هذه المنطقة لأرى أن كان سوف يستمر في اتباعي ام لا ..
همهم جين ثم قال : هذه الفتاة في عهدتك


قاطعه جين بنبرة هادئة بشكل غريب , اتسعت عينا جوزيف و كأنه قد فهم الامر ... أما انا فقد طغى علي شعور غير واضح

- في أي شارع انت

- انا في الشارع الثاني عشر قرب السكة الحديدية ..

قال ذلك و هو يلف عجلة القيادة لنلتف حول جزيرة ...

- نحن بعيدون عن اي تجمع سكاني , اقرب تجمع يبعد حوالي خمس عشرة كيلومترًا...

بعد ان قال جوزيف ذلك اردف بنبرة محبطة قليلًا : للاسف لن استطيع وضعها بالقرب من اي مكان هنا ...

- هل انت بالقرب من المحطة ام بعيد عنها ؟

اتى صوت رجل اخر

- انا قريب يا رافاييل

- اذن خذها الى منزلي ..

قطب جوزيف حاجبيه , ثم فرك جبينه بكف يده . و قام بزيادة السرعة ..

- جوزيف اياك و رفع سلاحك بأي شكل كان , اي تبادل للعيار الناري سوف يكون خطرًا .. اوصلها لمفترق الطرق القريب منك بعد ثلاث لوحات ارشادية ...

كان صوت جين ...

- يا آنسة هل تسمعينني ؟
قال الرجل الاخر الذي برفقة جين و الذي يدعى رافاييل

شعرت بيدي ترتجف لقد اصبت بالذعر , انا في خطر , هذه السيارة في خطر , انا لا اعلم ما الذي علي فعله ... لقد غرقت في عالم اخر من الافكار التي قد تدفقت الى عقلي دون توقف ابتداء من المعاتبة التي لم تنتهي بسبب فعلتي الخرقاء . و ما يحصل الان , ان سيارة هذا الرجل ملاحقة , ولا يبدو الامر طبيعي ! و ماذا قصد باشتباك ؟! هل سوف يتبادل اطلاق النار معهم !

- مارغريت !

صوت جين المنفعل قد افاقني .. نظرت الى جوزيف عبر المرآة فبادلني النظرة و كأنه يقول لي بأن اركز معه , فقلت بصوت مرتعش : انا استمع ..

- انا ادعى رافاييل يا آنستي .

قال الشاب الاخر عبر اللاسلكي ..

- نعم يا رافاييل

- سوف ينزلك جوزيف في مكان قريب بعد قليل ... عندما تنزلين سوف تمشين قليلًا لبضعة امتار عبر الشارع , ثم ستجدين كوخًا صغيرًا بجانبه سيارة صغيرة الحجم حسنًا ..؟ أنه الكوخ الصغير الوحيد في ذلك المكان أنه يبدو و كأنه غرفة واحدة

- نعم

- السيارة امام المنزل صفراء بلون فاقع .. سوف تستطيعين تمييزها ..
- أجل

- ان كانت موجودة

اجبته : ماذا ؟

- اطرقي باب الكوخ و سوف يجيب عليك رجل في الخمسين , قولي له بأنك من طرف رافاييل فينسنت و قولي له ان يوصلك الى منزلي , اما ان لم تكن موجودة .. فأكملي السير قليلًا بعيدًا عن الكوخ و سوف تجدين صالونًا , هنالك امرأة تعيش فيه سوف تخبئك ريثما يتخلص جوزيف من ملاحقيه و يأتي لاستعادتك , حسنًا ؟

- و لكن .. ماذ-

- لا تقلقي تلك المرأة سوف تساعدك ان قلتي لها بأنك من طرفي .. هل فهمتِ ؟

- اجل

صمت قليلًا .. و بعدها تشوش الصوت , سوف ينزلني لأسير وحدي ! .. نظرت من النافذة الخلفية , فلمحت السيارة في الخلف . لم تكن اضواؤها مفتوحة , لكن انعكاس اضواء القطار الذي مشى في ذلك الحين قد جعلني اراها بوضوح .. لقد كان صوت القطار عاليًا و مزعجًا و صوت الصرير اثر احتكاك العجلات المعدنية بحديد السكة كان يصدح في الانحاء

لقد كانت يداي ما تزال ترتجف , قبضتهما معًا احاول ايقاف ارتجافها و بعدها سمعت صوتًا : لا تقلقي يا ميغ , سوف تكونين بخير , ثقي بجوزيف , سوف يحميكي حسنًا ؟

كان جين قال تلك الجملة بلطف , و كأنه يشعر بذعري و كأنه يعلم ما أنا به من حال , ابتلعت ريقي ثم اردفت بصوتي الاجش قليلًا : حسنًا ..

- فتاة جيدة

قال ذلك بنبرة خافتة و قد شعرت و كأنه يبتسم اثناء قوله لذلك ..

- كن حذرًا يا جوزيف ..

- اجل سيدي

و اغلق الخط . و ما ان اغلقه حتى شعرت باصطدام شيء ما بالسيارة فاصابني الذعر أكثر ... ما الذي يحدث ؟! لقد كان الاصطدام من الخلف ! هل هي السيارة التي وراءنا !
ما ان حدث ذلك الاصطدام حتى رأيت جوزيف يسحب زناد المسدس , ثم فتح نافذة بابه , و حاول اخراج يده التي تمسك بالمسدس ..

- هذا لن ينفع

قال ذلك و هو يعيدها ليفتح باب السيارة بدلًا من ذلك لينبثق على مصرعه .. و بعدها نظرت له و الذعر قد تملكني : ما الذي تفعله !!!!!

- فالتصمتِ يا آنسة

قال بعصبية .. حدق في مرأة السيارة جيدًا.. ثم اطلق رصاصتين متتاليتين .. غطيت على اذني بسبب الصوت العالي و القريب جدًا.. ادخل نفسه ثم وازن وضع السيارة التي قد باتت تميل لليمين .. عاود النظر من المرآة الجانبية ثم قال : لم تصب

عض شفته السفلية ثم ضغط اكثر على الدواسة لتزداد السرعة .. تشبثت بالكرسي الذي بجانب السائق و قلت له : ارجوك لا تتهور !

فرد علي : لا تقلقي انا متمرس في هذه الامور !

- اشكرك على طمأنتي لكن ليس هذا ما اريد سماعه !

عاودت تغطية اذني اذ انه قد اعاد الاطلاق مرة اخرى , سمعت صوت الطنين الذي جعل رأسي يبدو و كانه يدور : الم يقل لك قائدك ذاك الا تطلق ! فلماذا تفعل !

- لسنا في وضع يسمح لنا بعدم استخدام الاسلحة

قال ذلك بنبرة هادئة

انه مجنون ياللهول ! و ربما اكثر جنونًا من ذلك الاحمق الاخر ! هل كل الذين يعملون في الجيش مجانين ؟! هل لن يقبلوا في الجيش ان لم يكن عرق الجنون في اجسادهم !

بعدها نظرت للخلف فوجدت السيارة تبتعد , بالتأكيد فهذا المجنون يسير بسرعة عالية .. امتدت يده على طولها لتلتقط مقبض الباب و يسحبه , شعرت بأنه احتاج بعض القوة لكي يستطيع اغلاقه .
بعد ان اختفت تلك السيارة عن مرأى النظر .. سمعته يقول : لقد اقتربنا , هل تذكرين ما قاله لك رافاييل ؟

امأت برأسي بشدة ..

- سوف اتوقف لعدة ثواني , ازيلي حزام الامان و تشبثي بالكرسي و كوني على اهبة الاستعداد للنزول حسنًا ؟

- اجل حسنًا

فعلت ما طلب مني و امسكت بمقبض الباب الذي على اليمين بيد و بالاخري تشبثت بالمقعد الذي امامي .. و بعد ان شعرت به يخفض السرعة ليتوقف اتانا اصطدام آخر !

- سحقًا لك ايها ال-

لم يتوقف و اضطر ليكمل السير , فتخطينا التقاطع و تلك السيارة كانت ما زالت تلحق بنا .. اوه اجل , يبدو بأنها نهايتي , لقد كافحتي كثيرًا في حياتك يا ميغ , لقد احسنتي صنعًا , سوف تذهبين الان لترقدي بسلام لاحقًا في قبرك .. انا اسفة يا هارلين لأنني لن استطيع ازعاجك مرة اخرى , و اسفة يا ابي لانني لم الكمك على وجهك بعد , انا سوف الحق بك يا اماه .. انتظريني ..

- هلا افقتي من احلام اليقظة يا انسة ؟

قال ذلك لي عندما وجدني اغلق عيني بشدة و غارقة في التفكير ... تنهدت و شددت قبضتي ثم قلت له : ان لم أكن معك فماذا كنت ستفعل ؟

- كنت سوف اواجهه مباشرة ..

اجاب بنبرة واثقة

- اذن فالتوقف السيارة و فالتفعل ذلك

- ماذا تقولين ؟

قال بنبرة حانقة ... عقد حاجبيه ثم هز رأسه مستنكرًا ثم قال : يا آنسة انا لست في وضع يسمح لي بفعل ذلك افهمي الوضع رجاء

- انا اعلم تمامًا ما يحدث , لكن الى متى سوف تبقى تبتعد عنهم هكذا و تزيد السرعة كل حين و تلحقك تلك السيارة لتصطدم بك ! المعذرة و لكنني خائفة جدًا بل و يكاد يغمى علي من الخوف , لكنني صامدة لأنني اريد النجاة ! ان كان السبيل الوحيد هو مجابهته اذًا رجاء فالتفعل ان كنت واثقًا من مقدرتك على على فعل ذلك ! سوف ابقى في السيارة ريثما تهتم بالامور ... هل زجاج النوافذ مقاوم للرصاص ؟

- انها سيارة تابعة للجيش

- حسنًا اذن ! لما القلق , فالتغلق علي السيارة و فالتخرج .

- ماذا ان حدث شيء خطير ؟ ..

- اذن اعطني مسدسًا

- هل تمزحين ؟

- هل ابدو و كأنني افعل , اعطني واحدًا ... ان لم تعجبك خطة البقاء في السيارة اذن سأهرب ..
ذلك الذي يلاحقك لا يعلم بأنني معك اليس كذلك ؟ اذن اوقف السيارة بشكل عرضي في منتصف الشارع قبل ان يصل .. سوف انزل بحيث اكون في الجانب الخلفي و هم لن يرونني , و سوف اهرب بسرعة حتى اذا ارادو صدم السيارة لن اكون خلفها .. هنالك منخفض صغير بجانب الطريق يذهب الى السكة .. استطيع الاختباء هناك ريثما تنتهي ..

- هل تستطيعين استخدام المسدس ؟

- و كأنني استطيع .. انه فقط لأشعر نفسي و كأنني استطيع حماية نفسي

- هراء

- ان لم يعجبك الامر برمته اذًا انا اعطيك كامل الاحقية في القيام بما تريد و البقاء في الطريق ريثما ينتهي وقود السيارة الذي شارف على الانتهاء بسبب استهلاكك العقيم له !

صمت لبرهة ثم قال : المشكلة انني حامل لمسؤولية الامر كله , فإن حدث شيء لك رأسي سوف يتعرض للانفجار بسبب تفريغ مسدس احدهم به ..

ابتسمت بسخرية : لا تقلق انا لست كما تظنني ..

بل انا حقًا كما تظنني , لكنني ادعي الشجاعة هنا محاولة حل الامر بأقرب فرصة .. عضضت شفتي و انا افكر برغبتي العارمة في القفز من السيارة الان لأنتهي من هذا .


مد يده التي تحمل المسدس ثم قال .. : خذي هذا .. به ستة طلقات اخرى ... لا اظنك ستستخدمينها لكن اقول هذا للاحتياط . سوف افعل ما عرضته علي .. و لكن يجب عليك الابتعاد عن هنا بقدر ما تستطيعين ... و اياكي و الالتفات الى هنا مهما حدث ..

قاطع حديثه صوت ما يقول : هاي يا فتاي

كان صوت شخص من اللاسلكي الذي التقط اشارة الاتصال .. و قد كان جين مرة أخرى


- نعم ايها القائد

- نبرتك هذه غير مطمئمة ، اراهن بأن الوضع متأزم لديك ها ..

- انت لا تعرف شيئًا حقًا ..

قال بنبرة هادئة و لكنها بدت ساخرة قليلًا ...

- هل هي في السيارة ؟

- اجل ..

سمعت صوت تنهيدته ...

- لم ينجح الامر اذًا ؟

- لقد اصطدم بي عندما اقتربت من التقاطع .. و الاسوء بأن عددهم قد ازداد , لقد اصبحوا ثلاث سيارات ..

اتسعت عيناي بدهشة .. ماذا يقول ؟!

- ماذا ! و كنت تريد ايقاف السيارة كما قلت لك ! لم اكن اعلم بأنهن قد اصبحن ثلاثًا ..

- انها خطة متهورة منذ البداية

اجاب بحدة ..

- ماذا تقصدان ..

قال جين بنبرة متساءلة

- لقد كنت سوف اوقف السيارة قليلًا و اواجههم من الداخل , بينما اتركها تهرب مبتعدة قدر المستطاع , هم لا يعلمون بأنها في السيارة ..

- انا لم اكن اعني ان تقوم بذلك !

قلت بانفعال شديد

- اهدأي يا ميغ

قال جين محاولًا تهدأتي
صمتنا قليلًا , كنت احدق بهذا الشخص الغبي الذي يقبع امامي بحنق , كيف سوف يفعل ذلك ! ماذا عنه هل سوف يتركني اذهب لكي يقوم بدور بطولي و ينتحر ! هراء !!

ازدادت انفاسي تسارعًا بسبب توتري و غضبي الشديد .. ان مشاعري متناقضة حقًا ...

قطع الصمت قول جين بنبرة هادئة : سوف تكون خطة جيدة ان كانت سيارة واحدة بغض النظر عما ان كانوا اكثر من رجل , لكنهم الان ثلاث سيارات .. و على الاغلب سيحيطون بك بمحاولة محاصرتك و بالتالي لن تستطيع هي الهرب ..

ضرب جوزيف المقود بحنق شديد واضح على وجهه .. حسنًا يجب علي ان اكون اسفة حقًا فأغلب الخطأ يقع علي , لو انني لم اكن معه لما عانا هكذا للتخلص من الوضع ..

- انا اعتذر ..

قلت بنبرة خافتة

- هذا ليس وقت اعتذارك , ليس و كأنه سيفيدني بشء ما ..

انه وقح , لكن لا بأس لنتحمل الامر ..

- جوزيف , هل لديك مصدر وقود في السيارة ؟

انتبه كلانا انا و جوزيف لحديث جين ...فكر جوزيف قليلًا ثم قال : اجل لدي .. انتظر هل تريد مني - ؟

- اجل تمامًا ان فهمت ما اعنيه حقًا .. سوف يوفر لكم وقتًا للهروب و ليس هنالك مباني سكنية قريبة ... استطيع ارسال اشعار بالامر لمحطة الاطفاء القريبة سوف يصلون في اقل من ربع ساعة ان اسرعوا .. سوف يكون حريقًا بداعي حماية مدني لذلك لا بأس .. لن تكون هنالك خسائر , الا ان امتد الحريق لسكة الحديد حينها سوف يكون امرًا مجنونًا .. لحظة

قال مستوقفًا حديثه فجأة ..

- هل قطع اي قطار قبل قليل ؟

- أجل !

هتفت مجيبة على سؤاله .. فأردف : عظيم ! انه آخر قطار .. لقد مُهدت لك كل السبل يا عزيزي فلتقم بعمل مهرجان يمتعهم بينما تهرب !

فركت بين عيناي بكلا اصبعاي الابهام و السبابة .. انه الجنون .. نعم

رأيت ابتسامة طفيفة على فاه جوزيف .. يبدو بأن الامر قد اعجبه تمامًا .. ارجوك يا الهي فلترحمني رجاء ...

- اذن اعتمد عليك .. سوف اعتبر بأن هذا اخر اتصال حسنًا .. ان متما فلا شان لي بعد ذلك

- جين !

قلت بانزعاج .. فأغلق الخط .. اوه يا الهي سوف اموت بسكتة قلبية ... على كل بعد هذا .. اعاد جوزيف الاسراع مرة اخرى مبتعدًا قدر المستطاع ليأخذ وقته بعمل مسرحه الملفت ذاك ...

بعدها اوقف السيارة .. و نزل و فتح مخزن السيارة ثم اخرج قارورة متوسطة الحجم .. فتحها و بدأ برشق ارض الشارع بها ... كان قد فعل ذلك بعيدًا قليلًا عن السيارة ... و بعد ان افرغ العلبة على الارض و كانت تعلو وجهه ملامح اجرامية و كانه معتاد على فعل ذلك , بنظرته الواثقة بوجهه الذي تعلوه ملامح قاسية .. ابتعد قليلًا ثم اطلق بالمسدس لتنبثق شرارة لتكون افتتاحًا لمهرجان اللهب !

ابتدأت النيران بالنشوب و الارتفاع و قد بدا الامر و كأنني اشاهد حسنًا , انني اشاهد حريقًا ضخمًا ينشب امام عيناي , هرع جوزيف الى السيارة .. ليشغل المحرك و ينطلق بسرعة مبتعدًا عن المكان .كانت دقات قلبي تتسارع بشكل مجنون , الا يعلم بأنه خطير .. ماذا ان حصل شيء ما و انفجرت السيارة مثلًا ..

- لن تنفجر السيارة

قال فجأة ففتحت فاهي مندهشة بأنه قد رد على سؤالي الذي قد طرحته داخل عقلي الان !

عندما ابتعدنا اكثر بعد ، شعرت بالهدوء , توقف قلبي عن النبض كأنه طبل ...

- سوف آخذك الى بيت رافاييل الان .. و منه تستطيعين فعل ما تشائين ..

- حسنًا

اجبت بنبرة هادئة , لم يكن لدي ما يكفيني من الطاقة لمعارضة الامر او ان اطلب منه اكثر من ذلك .. الحمد لله بأنني قد نجوت من الامر الذي كنا به , اريد فقط اغماض عيني و الحصول على قسط من الراحة , فأعصابي تالفة تمامًا ...

بعد ان اخذ يسير في بضع شوارع بعيدًا عن سكة الحديد بمسافة كبيرة .. دخلنا تجمعًا سكنيًا .. لقد كانت قرية , قرية وولكفورد .. سار قليلًا بعد حتى تعمق بالداخل , ثم توقف امام احد المنازل ..

- انزلي و اتبعيني

- لا تملي علي الاوامر ...

نزلت من السيارة ثم تبعته حتى دخل من بوابة صغيرة تصل الى خصري .. و قطع طريقًا من الاعشاب القصيرة وصولًا الى الباب الامامي الذي كان هنالك مصباح صغير يضيئ امامه , كان الباب قرميدي اللون .. و كان هنالك رقم معلق على الباب من المعدن " 36 " كان رقم المنزل .. طرق الباب و انتظر قليلًا .. ثم رن الجرس .. فسُمع صوت امرأة من الداخل تقول : من الذي يأتي الى منازل الناس في العاشرة مساء بحق الخالق ..

فتح الباب بقوة فظهرت امامنا امرأة اربعينية على ما بدا لي كانت صهباء الشعر ببشرة فاتحة و عينان خضراوان واسعتان .. كانت جميلة على الرغم من التجاعيد المنتشرة حول عينيها .. كانت ممتلئة قليلًا جدًا .. ترتدي ملابس النوم

نظرت لجوزيف باندهاش ثم حولت نظرها لي ثم قالت بصوت رقيق : ما الذي تفعله هنا يا جوزيف ؟ ثم من هذه الفتاة ؟

قالت بتعجب ثم شهقت و غطت ثغرها فتعجبت منها قأردفت هي تقول : لا اصدق ! هل تخون كيت ؟

- ارجوك يا عمتي هذا ليس وقت الهراء ..

نظرتُ اليه بتعجب ثم نظرت اليها مرة اخرى .. نزلت درجة ثم دفعت جوزيف لتأتي الي و تمسك بيداي و تقول : اوه يا زير النساء لقد وجدت فتاة لطيفة حقًا ..

- ارجوكي

قال و هو يقطب حاجبيه و يشير بوجهه بعيدًا بنبرة منزعجة , لم استطع اخفاء دهشتي التي باتت ظاهرة جدًا على وجهي .. نظرت لها قليلًا فابتسمت لي ثم قالت : هل حدث شيء ما ؟ انت ترتدي الزي العسكري ..

- سوف تخبرك هي بالامر , لقد احضرت بها الى هنا بناء على طلب رافاييل , دعيها تبيت هنا او لتستخدم الهاتف لتعود الى منزلها فلتفعل ما تشاء , اما انا فسأذهب

- هل تهرب من الاستجواب ؟

- لست متفرغًا لهذا الان ، اغاني بها جيدًا رجاءً

- حسنًا يا بني اعتني بنفسك .

قالت ذلك و هي تراقبه يبتعد نحو السيارة

قالتها بنبرة مرحة ثم شدت على يداي و قالت : ما اسمك يا بنيتي ؟

- مارغريت , مارغريت تشارلز

قلت لها بعفوية .. فابتسمت لي و اخذت بي تدخلني الى المنزل الذي قد تسلطت عليه الاضواء الصفراء , كانت الصالة غير مرتبة..

- اوه ياللعار لقد طلبت من كاتي ان ترتب الصالة لكنها لم تستمع لي , سوف اوبخها لاحقًا ..

اغلقت الباب خلفي ثم اقفلته بالمفتاح .. اشارت لي بالجلوس على الاريكة و ابتسامتها لم تفارق ثغرها , انها امراة لطيفة .

جلست على الاريكة الفردية .. نظرت حولي فوجدت العابًا للأطفال هنا و هناك .. كانت الصالة مستطيلة تحوي ارائك من الخشب متجمعة امام الحائط الذي بجانب الباب على شكل نصف دائرة .. كان فراشها ذا لون زمردي , تتوسطها طاولة من الخشب البلوطي , كانت الارضية خشبية .. و على بعد مترين من مكان الارائك كانت هنالك خزانة كيرة امام حائط في منتصفها كان يوجد فراغ لتلفاز مربع .. و كانت ابواب الخزائن زجاجية تحوي على صحون و كؤوس من الكريستال في الداخل .. كان نظام المكان حيث المطبخ يكون مفتوحًا على الصالة .. على يمين الخزانة باب و على يسارها الدرج الذي يؤدي للطابق الثاني ..

سمعت صوت خطواتها تقترب , نظرت لها و هي تمسك كأسًا من الماء و تتقدم نحوي , ناولتني كأس الماء ثم ربتت على كتفي و جلست امامي و اعطتني نظرة مطمئنة ... انتظرتني حتى شربت الكأس بالكامل .. ثم تناولته مني و قالت لي : اذن هل لديك رغبة في الحديث بشأن المر , فالفضول يقتلني

ان هذه المرأة لرائعة بحق , انها لطيفة حتى مظهرها نفسه يبث الاطمئنان , لقد عاودت امساك يدي تربت عليها بلطف و كانها قد لاحظت بانني كنت متوترة منذ ان خطت قدمي هذا الباب و ارادت طمئنتي حتى اكون مرتاحة تمامًا معها , و ها انا ذا ..

- حسنًا انها قصة طويلة و لكن سوف اختصرها قدر المستطاع

- على الرغم من اني لن احبذ ذلك

ضحكت لكلامها ثم اردفتُ : حسنًا انا كنت هاربة من منزلي و بطريقة ما اختبأت في سيارة السيد جوزيف , آل الامر لأن يكون ملاحقًا من قبل بضعة اشخاص فانتهى بنا الامر نسير الى المالانهاية .. اشار لنا السيد رافاييل حيث كان يكلمنا بجهاز اللاسلكي في السيارة الى ان ياخذني السيد جوزيف الى منزل السيد رافاييل و ها انا ذا امامك ..

ابتسمت لي ابتسامة لطيفة ثم قالت بصوتها الدافئ : حسنًا يا بنيتي , اذن انتي هاربة ها , و هروبك هذا جلب المشاكل ... ياللهول على شباب هذه الايام . هل تريدين الاتصال بأحدهم لأخذك من هنا ام تريدين البقاء ؟

- حسنًا لقد قلت لتوي بأنني هاربة لذا ان تفضلت ..

ضحكت بخفوت ثم شدت يدي تخبرني بأن الحقها , بقيت ممسكة بيدي طوال صعودنا للدرج , مشينا في ممر يحوي اربعة ابواب .. كان احدها مفتوحًا , لم التفت او انظر لأنني رأيتها وقاحة بطريقة ما , مشت بي حتى اخر غرفة .. فتحت الباب بقوة فجفلت الفتاة التي كانت تجلس على السرير تقرأ كتابًا بين يديها

- اوه المعذرة آنستي الصغيرة , هل ازعجتك بينما تقرأين كتابك

بان التوتر على ملامحها و لكنه تغير الى التعجب عندما رأتني اقف خلف السيدة ..

- من هذه يا أمي ..

قالت الفتاة الصهباء ذات العيون الزرقاء و الجديلتين اللتين على كتفيها كانتا طويلتان كفاية لتصلا إلى خصرها ، و غرتها تبدو و كأنها بالكاد تنظر بسبب تغطيتها لعينيها .. ازاحت شعرها عن عينها ثم أردفت : لما لا تجيبين ؟

شدتني السيدة لأتبعها لداخل الغرفة .. اوقفتني امام السرير المقابل لسرير الفتاة ثم قالت : تستطيعين البقاء هنا يا عزيزتي مارغريت, هل استطيع ان اناديك باسمك ام بلقبك ؟

- لا بأس بمارغريت

قلت بعد ان رسمت ابتسامة على وجهي .. كانت الفتاة ما زالت تحدق بي .. التفتت السيدة اليها لتقول : الم اطلب منك ترتيب الصالة قبل النوم ماذا حدث ؟

تنهدت الفتاة ثم اجابت : حسنًا استطيع ترتيبها غدًا في الصباح !

- انا طلبت شيئًا و يجب عليكي تنفيذه , اذهبي حالًا و رتبي الصالة , اريد ان استيقظ غدًا لأجد الصالة مرتبة تمامًا .

- أممميييي

- كاترينا , بلا غنج , هيا اذهبي

وقفت الفتاة بانزعاج و تركت كتابها على سريرها و ذهبت لتأدية ما أمرتها به والدتها ..

- انا اسفة لذلك , انها في الثامنة عشرة بالفعل لكنها تتصرف بطفولية ..

- لقد كنت مثلها لذلك اعرف ذلك تمامًا ..

ابتعدت متوجهة نحو خزانة الملابس .. : لدي ابنة كبرى و بنيتك قريبة من بنيتها سوف اخرج لكي ملابس نوم من خاصتها حسنًا ؟


امأت لها ببطئ فتابعت اخراج الملابس ..
جلست على السرير أتامل الغرفة ذات الطابع الانثوي بالكامل , انها ليست كغرفتي , غرفتي أكثر جمودًا و أقل حيوية , هذه الغرفة من الخشب الابيض و هنالك سريران متلاصقان مقابل بعضهما امام النافذة .. و توجد خزانة الملابس بجانب الباب تمامًا .. مكتبان متفرقان واحد على الحائط الذي على يمين الباب و الاخر الذي على يساره .. كانت مليئة بالدمى المحشوة .. و الاغطية كانت ذات الوان هادئة , الذي اجلس عليه كان ذا لون رمادي , اما السرير المقابل للفتاة كاترينا كان ذا لون ارجواني باهت ..


وقفت السيدة امامي لتناولني ملابس النوم ثم قالت : ان اردت شيئًا اطلبي من كاتي , واذا لم تلبي طلبك فاطلبي منها استدعائي , لا تكوني متوترة حسنًا ؟ كل شيء سيكون على ما يرام .

تركت تربيتة على كتفي ثم غادرتني مبتسمة .. و اغلقت الباب وراءها , اخذت راحتي قليلًا و بدلت ثيابي ثم جلست على السرير مجددًا بعد ان طويت ثيابي و وضعتها على الطاولة الصغيرة بجانب السرير .. شعرت بالغرابة الشديدة لما حدث , انها ليلة مليئة بالاحداث و كانت شيئًا لن ينسى حقًا , شعرت بالقليل من التوتر لأنني في منزل غريب و السيدة كانت تتصرف بلطف غامر و بكل عفوية و كأنه امر عادي جدًا ما يحدث . قاطع سلسلة افكاري دخول كاترينا الى الغرفة بعد ان طرقت الباب , دخلت و هي تنظر باستغراب و هي تتمتم : لا اعلم لما اطرق باب غرفتي و لكن ..

تنهدت ثم اتت لتجلس بجانبي .. : ما اسمك يا آنسة ..

فاجئتني عفويتها فقد توقعت عداء منها لا اعلم لماذا فأجبتها باستغراب : اسمي مارغريت ..

- لطيف , كم عمرك ؟

- اربعة و عشرون

- اذن تكبرينني بستة اعوام , انتي اصغر من كيت ايضًا , هل يجب انا اناديك باحترام ام انك لا تابهين بالرسميات ؟

- ناديني و تحدثي معي كما تشائين .


اتسعت ابستامتها ثم قالت : انت تعجبينني , على كل فلتحصلي على بعض النوم خذي راحك على سرير كيت فهي لن تعود لبضعة ايام , استغلي الفرصة فقد اشترت فراشًا جديدًا و هو طري جدًا سوف تشعرين و كأنك على السحاب ..

قالت ذلك و هي تغمز لي , ثم تناولت كتابها و وضعته على الطاولة التي بجانب سريرها ثم استلقت على سريرها و غطت نفسها جيدًا ..

- تصبحين على خير يا آنسة مارغريت ..

تعجبت قليلًا منها و من تقبلها للأمر بشكل طبيعي جدًا ..

- تصبحين على خير


اجبتها و انا استلقي بدوري على السرير لأنعم بالراحة

at166845030587052.png


فصل مليئ بالاحداث اللي مالهاش داعي بس عجبتني ضض1

سوف نتعرف اكثر على هذه العائلة التي قد اقتحمت ميغ منزلهم في الليل هكذا لتنام بكل بساطة في غرفة فتيات المنزل هه4
الفصل الجاي رح يكون بس تمطيط للأحداث عين ما يجي الجد , و ما اخبي عليكم بعديه فصل دراما حبيتين بعدين رح نرجع للأكشن مرة ثانية هه4



المهم كانت معكم ساندرا حامية حمى البشرية , و دمتم في آمان الله ~


at166844953246932.png




 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

S a n d r a

مشرفة فضاء التون ~
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,280
مستوى التفاعل
23,849
النقاط
868
أوسمتــي
6
العمر
17
توناتي
5,879
الجنس
أنثى
LV
1
 
احم بخصوص انه كان في لخبطة في عدد الفصول و بالآخر طلعت كاتبة واحد و ثلاثين فصل ...
بصراحة أنجاز هيرو6
 

S A L W A

مراقبة الأقسام العامة ~
إنضم
6 يونيو 2015
رقم العضوية
4508
المشاركات
1,470
الحلول
1
مستوى التفاعل
8,007
النقاط
959
أوسمتــي
9
العمر
25
توناتي
8,798
الجنس
أنثى
LV
2
 
PvwokQE.png



MR.HERO - 10/04/2023


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك سندورة؟ ان شاء الله بخير ما كل هذا الإبداع ي فتاة! قلبي الصغير لا يتحمل
رغم كل شي كانت أحلى لحظات اشوف فصول روعة تنتظرني، وجا الرد اللي ما كان يجي
رد عبارة عن ثلاثة بواحد فيمكن اطول رد بكتبه بحياتي! نشوف ونقول بسم الله
أول الفصل مرضي جداً حسيت بالمنطق يب، الوقت اللي تجلس فيه تفكر بمنطق وعدم فهم
مش تبتسم بلطافة لوالدها والوضع عادي انها زي الأطرش بالزفة! ولا فارق معها انها انسحبت من بيتها
ودخلت بتمثيلية من ترتوسة اللي يستاهل الضرب فعلاً وصولاً للف والدوران تبع أبوها
حسيت بتطور بالأسلوب والوصف ما شاء الله حتى توضيحك صار انسيابي وروعة اكتر

صحيح بأنه والدي و لكن المعذرة انا لم افعل شيئًا لكي تحاصر حريتي و تضعني في هذا القفص الابيض .

معها كل الحق، صراحة ما توقعت منه انه يحطها بهالغرفة ولا يشوفها ولا يوضحلها ويمنعها كمان من الخروج؟!
تصرفه ينرفز، والمفروض الصفقة انتهت وخلص.. صعب كتير تبقى لحالها بالسجن الانفرادي لتغرق بأفكارها
والأصعب ذكرياتها! وتصحصح الأحزان والطاقة السلبية نح3

بعد أن قالت ذلك حدقت بي و تلمست وجنتي حتى فقدت قوتها و وقعت تلك اليد التي كانت دافئة على وجنتي ليختفي دفئها و يأتي البرود الذي قد غلف قلبي بعد ان اختفى مصدر دفئي .

هي أول مرة تذكري لنا والدتها او كيف توفت، مرض ! ولا قتل ؟ ي ترى كم كان عمرها ؟
شعلتي اسئلة كثيرة براسي بذكر هالنقطة اللي كانت مجهولة النا وحركت عواطفنا
ما بقدر أحدد مين اللي حياتها مأساوية اكتر.. جوميرا ولا ميغ؟ بس اتوقع ميغ لأنها عاشت مع امها
وبنت ذكريات معها وشهدت لحظة موتها وبقيت لحالها بعد هيك.. شي يوجع القلب ب11

شعرت بيد تربت على رأسي , و يد اخرى تضمني نحو صدر قاسٍ كان يعلو و يهبط كعصفور كسر احد جناحيه و لكنه مصر على الطيران , كان دافئًا و مريحًا , لدرجة جعله لدموعي التي قد جفت ان تنهمر من جديد الى المالانهاية . دفئ وجنته التي قد كانت الدموع تنهمر عبرها لتصل الى رقبتي التي قد قام بدفن وجهه بها ... كلماته التي قد تركت في قلبي عبقًا " آسف , آسف يا ميغ , سامحيني ... اغفري لي "

المشهد المششششهد ي قلبي ب11
ظنيته والدها! بعدها شكيت يكون أرثر! ميييين قوليلي ؟؟ وليه ليطلب الغفران والمسامحة بوقت متل هيك؟
انه تركها لحالها ؟ او ما قدر يوقف شي مثلاً ؟؟ لقطة جننتني! انا انسانة اكثر شي يأثر فيني الأحضان والعناق
وما ممكن انسى اللحظة اللي بتلقى فيها هيك شي وقت حاجتي اله، يبقى تأثيره أبدي! فقادرة افهم مشاعر ميغ تجاه هالذكرى

او ان يأت لكي يجعلني المح وجهه ذا الملامح البديعة لكي يقول لي " أنا آسف , كل شيء سيكون على ما يرام " لا اعلم ما الشيء الذي سيكون على ما يرام لكنني راغبة في ان احصل على الراحة و السكينة بسماع تلك الجملة .

يب حتى لو كنا داخل فوضى عارمة! سماع هالشي من شخص مقرب يخلينا نتطمن ونثق، كثير ارددها كل شي حيكون تمام بعد اليوم
وضحتيلنا مشاعر ميغ تجاه آرثر وحاجتها لتشوفه، حققتي هدفك اللي كان بدك ياه! بس نذالة انه يرجع يختفي وما تشوفه!
واضح انك أجلتي فكرة اللقاء لمشهد رهييب يمزع عقولنا!! متحمسة كتير لهديك اللحظة اكثر من حماس ميغ لرؤية آرثر


وجدت بابًا سريًا صغيرًا ذا فتحة مربعة .. مغطًى بباب من الخشب الذي قد صبغ بلون الغرفة . كان موجودًا خلف احدى طاولات السرير الجانبية ...
واااو واو واو حمااااس حسيت انها آليس ببلاد العجائب وانا اتخيل الباب صغير تنخفض لتدخله!
بحب الاستكشاف والأكشن وإشباع الفضول ضض1

كان المكان معتمًا حقًا فلم المح الكثير , كمظهر الرجل او شكل أبي ... و لكن الضوء الذي كان قادمًا قام بلفت الرجل ليجعله ينظر للخلف ... فتقدم بانفعال نحو النافذة ليمسك بالستارة و يحدق بها ..
لقد كان شعره أبيض ساحر امتزج بألاضواء القادمة من الخارج ,عيناه الزرقاء كسماء صافية لا غِمام بها ولا ما يعيق تأملها .. رموشه طويلة خفيفة بلون كما شعره ... كانت تقاسيم وجهه بديعة .. على الرغم من قسوة تعبيراته الا ان ملامحه فيها من الرقة الكثير ... و كأنه أمير من احدى القصص الخيالية
التفت الى والدي ..

" من الذي دخل الى الغرفة ؟ "

ي جمااااله والله وانا أتخيل كيف اضواء المدينة الخافتة بهالليل تتموج ع ملامحه الخالية من الألوان
الأخت طبسسسست بجماله هههااااي راحت أيامك ي جين انت الخسران ضض1 أميرها الحلو هون بقصتها الخيالية
تعال شوف تعا ه1 التصوير خطييير وصلتيه لنا ندى1 توترت مثلها ضض1

بعد ان انتهت طلبت منه ان يقف , لتتناول ربطة العنق من علاقة الملابس التي كانت فوق مقبض الخزانة و تبدأ بربطها جيدًا حول عنقه .." انت تخنقينني " قال بانزعاج واضح

- هل تحولت الى طفل مدلل بعد الاصابة ؟

- هل تسخرين من أمري ؟ لو كنت استطيع اعداد نفسي بنفسي فلم أكن لأحتاج هذه المساعدة التي تعرضينها على بنفسٍ منسدة

هههههههههههههه ضحكتني عبارة بنفس منسدة ه1 البنت مخيفة
هارلين ومايكل وجودهم بالرواية عاطي نكهة رهيبة فخمة ولطييفة، ما احسها رقيقة ولطيفة معه ه1 أشفقت عليه
اخيراً شفنا لهم لقطة احس دخولهم ع الأحداث قليل لكن يعطي تنوع ممتع، حبييييت لطافة وهي تجهزله ثيابه
وتسرحله شعره وكلشي ع كيفها من هلأ ه1 من قبل الزواج مالك كلمة ي مايكل ضض1
هلأ بس فهمت ليه الجدة تعارض بشكل جنوني ما يعجبها هالشي ه1


كان شعره أبيضًا طويلًا مجمعًا بشريط ذا لون ذهبي لينسدل على كتفه الايسر .. عيناه خضراوان داكنتان ينظر بهما للاوراق بتركيز شديد .

" أحيي جلالة الملك المعظم "

انحنى الرجل باهتمام للامام

شو قصة الشعر الأبيض مع هالشخصيات؟ يقرب لـ إليوس ؟ احسه ابن عمه او شي ف1
من تحقيق جين فهمنا علاقتهم معه وعداوة إليوس له، الأحداث صايرة خطيرة بدقة اكشنية بوليسية رهيبة
مو الكل يقدر يخترع هيك سيناريوهات أحيييييكي ندى1

اومأ جلالته تارة اخرى ثم اشار له بالجلوس على المقعد امام مكتبه الكبير , جلس فابيان واضعًا قدمًا على الاخرى و شابكًا يديه معًا . نظر للملك بعينيه الزرقاء الباهتة التي تحيطها التجاعيد ثم أردف : لقد وصلني خبر من وزير الدفاع عبر برقية الى ان هنالك اقتحام غريب لإحدى القواعد العسكرية لدينا في الحدود الشمالية الغربية مع ايريونيا

عدل جلستك ي اخ! هم2
قلة احترام تجلس رجل ع رجل امام الملك، هالشخصية ما طقتها بالأخص وهو يرفع حاجبه مو عاجبه العجب
ويشوف نفسه ع البقية وما يوفر فرصة تخريب سمعتهم امام الملك<< مجرد نظرتي له مدري لو الحقيقة غير

- أيها القائد لقد هرب السجين رقم 1222 !!
- تصفييير - بالله كيف عرفتوا انه هذا آرثر ضض1 متتتت
عرفت من لما كان ابوها لميغ يكلم إليوس عنه انه هرب وقتل شخص ضض1
الله يعينك ي جين حيجلطه الفريق بالأخبار خبر ورا الثاني، وينه أرثر ووينه أبوه اللي تورط وممكن يوصل للإعدام!!
ي ساتر او11

اتسعت عينا جين إثر سماعه لهذا .. تراجع خطوة للوراء و تعابيره أبدت بأنه لم يستوعب الامر بعد بشكل جيد , رفع يده الى رأسه بشكل مفاجئ . بان القلق على وجه ليفيوس لأن هذه الحركة معهودة بالنسبة له عندما يحدث شيء ما لجين و السبب -
ما هذه النذالة ي بنت او11
شو فيه ترتوستنا ؟؟ ارتفاع ضغط ولا كيف ؟ طمنينا شو السسسسبببب !!! ب11

أماء له الرجل ثم ناوله شارة القيادة , تناولها جين ثم استأذنه و خرج .

وقف بعد ان خطى بضعة خطوات بعيدًا عن الباب ثم قال : اللعنة عليه

التفت ثم تابع مشيه السريع باتجاه مكتبه .. فتح الباب بقوة ثم دخل و صفع الباب خلفه بعنف , نظر له الثلاثة الذين كانوا في الداخل بوجوه متفاجئة .

مين هاد ؟ لولا الوصف المتغير كنت ظنيته ذاك اللي كان يكلم الملك! لكن لأ ذاك رئيس الوزراء وهذا جنرال يمكن؟
مدري ليه احساسي يقول انه نفسه اللي كان يتكلم عنه جين لـ جون وهو يقوله يترقى وياخذ مكانه ضض1
إذا لأ فعادي سلكي ذاكرتي مخضوضة نح3

قام كلاهما ليهرعا لأداء المهمات التي اوكلت لهما , و بعد ان خرجا نظر جين لعين الصقر و قال و ابتسامة خبيثة مرتسمة على فاهه : و انت يا عزيزي لديك المهمة الذهبية

حبيييييت هالشخصية عين الصقر يجنن ش2ق1
كان عندي فضول ع هالمهة بس ما توقعت ابداً اللي صار ه1

كانت ماري تبدو متشوشة و لكنها ابتسمت و اجابت بنبرة مرحة : ماذا , ما الذي تفعله هنا ؟ هل تحاول الحصول على المغفرة مني بعد شجارنا الاخير ؟
- انت التي تسببت به لذلك لا شان لي بالامر , انت من يجب ان تعتذر
- هراء
قالت و هي تتابع خطواتها نحوه , و لكن شيئًا استوقفها فأردفت و هي تشير الى الباب الذي كان يقف امامه ذلك الشاب الاشقر و هو يواجهه معطيًا ظهره للذين خلفه : من ذلك الش -
لم تكمل جملتها , بل حدقت به مطولًا و مع اطالة تحديقها تغيرت تعابيرها الى تعابير متوجسة , ثم متوترة و في النهاية ثبتت على تعبير غير مصدق لما تراه عيناها ... اوقعت الاكياس من بين يديها عنوة ثم بدأت تخطو للأمام وهي تتمتم بصوت خافت لكن مسموع : آرثر ؟
لم يجب هو و لم يلتفت حتى ...

بالبداية كان عندي تساؤل متى تشاجروا هالاثنين ؟ جون والعمة ماري
لكن المشهد طييير التساؤلات كلها لما ادركت لقاء هالاثنين بالأخص انه حاول جين يخبرها عنه بس كنسل نح3
يعني وحدة تعرف عنه بس ما شافته، ووحدة شافته بصدمة وما كانت بتعرف بخبر رجوعه، إنها لعبة الكاتب ي سادة!
اللحظة اللي ترددت فيها تلمسه مؤثرة وكيف لف لعندها وحضنها وصار يبكي ب11 شو عملتي فينا
ثلاث فصول خبصت مشاعري كلها ببعضها ككوكتيل مشاعر لذيذ ورهيب بصياغة احترافية !!

لكنها قد شدت على يده : ما شأنك تقول , الم تخبره ؟

نظر آرثر لروبرت الذي قد بادله النظرات , و لكنه عندما لحظه ينظر له اشاح بعينيه بعيدًا عنه , فابتسم روبرت و قال : لقد اخبرته لكنه بحاجة للقليل من الوقت بعد

نظرت ماري لآرثر ثم ابتسمت بلطف : يجب عليك القلق بسبب هذا الفتى , فهو يابس الرأس أكثر من جين بمئة مرة ..
لطيفيين كتير كـ اب وابن اخ شو مخلف ي جون، إذا ابوهم يجنن فكيف أولاده ؟ داركو1
بس اتوقع مع هروبهم سوا رح تقوى علاقتهم ش2ق1 اتأمل

بعد يومين من حادثة استراقي للسمع في الغرفة المجاورة لغرفتي .. قُرِرَ و بأمر من القيادة العليا لمجلس الحواس الجسدية و الذي هو دماغي و بموافقة من رئيس المجلس الاعلى للضخ الدموي العام ان اهرب في هذا المساء .. بغض النظر عن كيف , اريد الخروج من هذه الغرفة التي سوف تصيبني عاجلًا ام اجلًا بالجنون .
كفوووو تحيااا القيادة العليا تحمسست وتوترت ع لحظة الهروب ، كل شوي أقول حتتكشف حتتكشف
حيمسكهااا إليوووس ندى1 مو معروف وضعي إذا عم شجع هروبها ولا عم ادعي عليها تنمسك ه1

كانا رجلين و قد وقفا امام الباب الذي قد اغلقته , انزلت نفسي قليلًا لأجلس بين الكرسي الامامي و الخلفي , كانت بينهما مساحة كافية لأحشر نفسي بها .. سمعتهما يتحادثان لكن الاصوات لم تكن واضحة , بعدها .. سمعت صوت فتح باب السائق .. و شعرت بأحد يدخل اليها .. بعدها اغلق الباب و سمعت تنهيدته ..

تبًا , تبًا , تبًا ... ماذا أفعل الان , ماذا افعل الان !!

هل اخرج و اقول بشكل ابله " اوه المعذرة لقد كنت مختبئة بالسيارة اريد الخروج هوهو " , و كأنني سأفعل , لكن ان خرجت فسوف ينتبه , ان فتحت الباب فسوف ينتبه , و انا لا اعلم اي نوع من الاشخاص هو !

سيارة إليوس ؟ ش2ق1 كان اول شي خاطر ع بالي
ي مصيبتك ي ميغ ليلتك سودااا كان ببالي تخيلاتي اكتر من هيك عن انه شخص سيء او عدو وتتورط الأخت

عندما اردت ان اضبط جسدي حدث شيء ما ، انحرفت السيارة بشكل مفاجئ لتبتعد عن شيء ما كما بدا لي , فضرب رأسي بالباب .. و بعد ان عاد مسار السيارة بشكل صحيح قال جوزيف

- كيت سوف اغلق الخط

هههههههههههههههههههه متتت لما انضرب راسها ع القيادة المجنونة خلاص اتكشفت وعرفت شو هي المهمة الذهبية ضض1

حسنًا , لا تتأخر , فأنت لن تريد من السيد الوقور تيريوس ان يجعلك تسهر طوال الليل و انت تقف على يديك
ترتووووسةةة ندى1 وقساوته وجنونه متت ه1
اتوقعها تطمنت لما سمعت اسمه وبما انهم في الجيش فيعرفوه ويشتغلوا سوا والوضع أمان
إلا لو تناذل جين مرة ثانية ورجعها لأبوها هم2

رفعت نفسي و جلست على الكرسي و نطقت : المعذرة

و فجأة رأيت يدًا تحمل مسدسًا تندفع نحو وجهي الذي اظهرته , تجمدت في مكاني

اللعنة , انا حقًا سوف اقتل ..

نظرت للمرآة فرأيت رجلًا في العشرين من عمره كما بدا لي , كان ذا شعر بني محروق , و عينان سوداوان , سوداوان بالمعنى الحرفي ذلك اللون نادر جدًا , كان عاقدًا لحاجبيه و لكنه هادئ التعبير , سألني : هل يمكنك التعريف بنفسك ؟

- ارجو ان تخفض سلاحك

- تصفير ثاااني - حبيييت اديشه حلو ووقح وما عنده تريث ه1
ليه كلهم حلوين طيب ؟ نح3

- لدي مدني في السيارة

- ماذا ! ما هذا الهراء الذي تقوله ! من الذي معك !

- و كأنني أعلم , انها امرأة قد صعدت للسيارة عندما كنت في ذلك المكان ..

= هل هذا انت يا جين !
صرخت بانفعال شديد , انه صوته , انه هو ! استطيع تدبر امري الان بطريقة ما ...

- مارغريت ؟

الدنيا حتحلوووو بصيح من الحماس!! توقعته يلحقهم بسيارته ويأنقذ الوضع ويتلقوا
لكن شكله اللقاء لاسلكياً بس وسبرايز جابله جلطة ه1 بس لحظة!! خربتي خططنا هيك
وين إليوس ووين ظهوره ولقاءه ما الأخت هربت ؟ الأسبوع عليها كان جاف
وين شعللة الغيرة وكذا ؟ نح3 فيييين الحب ؟

تنهد جين ثم ساد الصمت كرة أخرى ثم قال : هل لديك طريقة في رأسك ... ؟
- سوف ابتعد قليلًا عن هذه المنطقة لأرى أن كان سوف يستمر في اتباعي ام لا ..
همهم جين ثم قال : هذه الفتاة في عهدتك


قاطعه جين بنبرة هادئة بشكل غريب , اتسعت عينا جوزيف و كأنه قد فهم الامر ... أما انا فقد طغى علي شعور غير واضح

حتى انا جاني شعور غريب مش واضح! بس ليه اتسعت عيون جوزيف ؟ شو اللي فهمه ؟!! هم2
انها البنت مهمة، لكن لمين؟ مهمة لـ جين؟ ولا فهم انها ابنة ادوارد الخطير ؟ ارررروووع مقطع اكشني حبيته ب11

- مارغريت !

صوت جين المنفعل قد افاقني .. نظرت الى جوزيف عبر المرآة فبادلني النظرة و كأنه يقول لي بأن اركز معه , فقلت بصوت مرتعش : انا استمع ..

- انا ادعى رافاييل يا آنستي .

قال الشاب الاخر عبر اللاسلكي ..

- نعم يا رافاييل

صوت جين ي ربي ه1 الله يعينه المصايب فوق راسه حيفقد اعصابه ه1
ي ويلي نظرات الصقر ع المرآة! لو انا مكانها حسرح مثلها يب بس مو من المصيبة وإنما من السواق ه1
رافايييل كيوت ومؤذب أكتر واحد لطيف من الطاقم كله .. طاقم المجانين
واحد مجنون يصيح عليها ويبهدل والثاني وقح معها وانا اعشق الشخصية الوقحة ه1
ي حلاوتك ي رافاييل ش2ق1 << سلوى مارح تترك حدا من شرها


لقد كانت يداي ما تزال ترتجف , قبضتهما معًا احاول ايقاف ارتجافها و بعدها سمعت صوتًا : لا تقلقي يا ميغ , سوف تكونين بخير , ثقي بجوزيف , سوف يحميكي حسنًا ؟

كان جين قال تلك الجملة بلطف , و كأنه يشعر بذعري و كأنه يعلم ما أنا به من حال , ابتلعت ريقي ثم اردفت بصوتي الاجش قليلًا : حسنًا ..

- فتاة جيدة

قال ذلك بنبرة خافتة و قد شعرت و كأنه يبتسم اثناء قوله لذلك ..

- كن حذرًا يا جوزيف ..

- اجل سيدي

تعلموا من جين كيفية خطف قلوب الفتيات! شخصيته ولطف وهو حاسس فيها ويطمنها ندى1
مشهد لمس قلبي من جوا تباً عالجفاف ياخي ب11

انه مجنون ياللهول ! و ربما اكثر جنونًا من ذلك الاحمق الاخر ! هل كل الذين يعملون في الجيش مجانين ؟! هل لن يقبلوا في الجيش ان لم يكن عرق الجنون في اجسادهم !

هههههههههههههههههه ضحكتني هون، اهلاً فيكِ بين المجانين.. اتوقع لأنهم مجانين هم لساتهم ع قيد الحياة
وينجوا دائماً من الكوارث، ما تعرفي؟ الحياة تعجز مع المجانين ضض1ق1

- ان لم يعجبك الامر برمته اذًا انا اعطيك كامل الاحقية في القيام بما تريد و البقاء في الطريق ريثما ينتهي وقود السيارة الذي شارف على الانتهاء بسبب استهلاكك العقيم له !

صمت لبرهة ثم قال : المشكلة انني حامل لمسؤولية الامر كله , فإن حدث شيء لك رأسي سوف يتعرض للانفجار بسبب تفريغ مسدس احدهم به ..

ومرة أخرى نرجع للغموض هم2
مين حيفجر راسك ؟ ابوها ولا ترتوسة ؟ وضحيلنا ي اختاه لا نجيب العيد

مد يده التي تحمل المسدس ثم قال .. : خذي هذا .. به ستة طلقات اخرى ... لا اظنك ستستخدمينها لكن اقول هذا للاحتياط . سوف افعل ما عرضته علي .. و لكن يجب عليك الابتعاد عن هنا بقدر ما تستطيعين ... و اياكي و الالتفات الى هنا مهما حدث ..

قاطع حديثه صوت ما يقول : هاي يا فتاي

كان صوت شخص من اللاسلكي الذي التقط اشارة الاتصال .. و قد كان جين مرة أخرى

تدخل الأخ بالوقت المناسب تقول قلبه حسس بالجنون اللي يخططوله، هيييه وين تعطيها مسدس؟ رجعه رجعه مكانه ه1
بس صراحة هذا ابو الحلول اللي جاب أخرتها وانقذ الوضع ضض1 كان الجو يوتر فصل كامل من اكشن وملاحقة ي ساتر!


نظرت لجوزيف باندهاش ثم حولت نظرها لي ثم قالت بصوت رقيق : ما الذي تفعله هنا يا جوزيف ؟ ثم من هذه الفتاة ؟

قالت بتعجب ثم شهقت و غطت ثغرها فتعجبت منها قأردفت هي تقول : لا اصدق ! هل تخون كيت ؟

- ارجوك يا عمتي هذا ليس وقت الهراء ..

نظرتُ اليه بتعجب ثم نظرت اليها مرة اخرى .. نزلت درجة ثم دفعت جوزيف لتأتي الي و تمسك بيداي و تقول : اوه يا زير النساء لقد وجدت فتاة لطيفة حقًا ..

- ارجوكي

قال و هو يقطب حاجبيه و يشير بوجهه بعيدًا بنبرة منزعجة , لم استطع اخفاء دهشتي التي باتت ظاهرة جدًا على وجهي

افاااااا طلع مرتبط؟ - تمشي مكسورة القلب -
بالبداية تلخبطت وظنيته اخذها ع بيت حبيبته كذا من راسه! لأن حسب علمي شطحوا أماكن اللي ينزلها فيها
لكن بعد القراءة الثانية استظوعبت انه بيت عائلة رافاييل اللطيف ش2ق1
وييييت جوزيف يحب اخته ؟ ش2ق1ويشتغلوا كفريق واحد ... حبيييت !

قالت الفتاة الصهباء ذات العيون الزرقاء و الجديلتين اللتين على كتفيها كانتا طويلتان كفاية لتصلا إلى خصرها ، و غرتها تبدو و كأنها بالكاد تنظر بسبب تغطيتها لعينيها .. ازاحت شعرها عن عينها ثم أردفت : لما لا تجيبين ؟
اخ مو عدل كلهم حلوين بالأخص هالبنوتة.. المواصفات اللي اعشقها اتخيلها شو كيوت وملكة جمال نح3
ليتها تدخل الأحداث وحدا يخق عليها اشوفها احلى من كيت، تلبق لجوزيف اكتر من اختها ضض1
مع حلاوة هالشخصيات كلها صار عندي فضول اعرف مواصفات ميغ وكيف حلاوتها
يلا هاتي فصول ثانية هيني ردييييت ب11
لا تتأخري علينا ي ويلك! ما عندي صبر بعد هلأ بدي شوف التكتيك التالي
ي ليت يجي إليوس يرجعها عاد ويعلق نقاش بينه وبين جين
او لو تشارك معهم بالحرب بالمنطقة اللي رايحين عليها مهمة ضض1
دخلنا بأجواء مسلسل أحفاد الشمس ه1 المهم لا تتركيها هيك بدون اكشن وتورط ضض1
بدي يلتقى الكل بالكل وتولع الدنيا << اسحبي ع مزاجي الحالي
اشوفك ع خير بنوتة دولور2ق1
باي4
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

S a n d r a

مشرفة فضاء التون ~
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,280
مستوى التفاعل
23,849
النقاط
868
أوسمتــي
6
العمر
17
توناتي
5,879
الجنس
أنثى
LV
1
 
at166844978574161.png


at16695065057311.png

S A L W A



أنى لكِ فعل هذا بي


at166845030578221.png



الفصل الثاني و الثلاثين ( " إليكَ ما في قلبي .. " )





وصل جوزيف الى المقاطعة الحدودية بعد احداث كثيرة سببت له المًا في الرأس ... نزل من سيارته متوجهًا للثكنات و التي لا بد من ان جين قد امر بإقامتها مباشرة بعد ان وصلوا لكي يحضروا الجرحى و الجنود الذين قد اصيبوا بسبب ما حدث في القاعدة العسكرية على هذه الحدود ... عندما اقترب سمع صوت امرأة من الداخل تقوم بما بدا له صراخًا ...


- ما معنى هذا يا هذا ؟! هل انت مجنون ! لما لم ترسلو لي تقريرًا في وقت مبكر !! لما جعلتموني اقطع تلك المسافة المجنونة من المستشفى لذي يقبع في المدينة المجاورة الى هنا !!

لقد تعرف على صاحبة الصوت مباشرة ... اقترب قليلًا بعد فسمع صوتها و هي تتحدث بهدوء بعد صراخها هذا ...

- المعذرة , و لكن هذا غير مقبول , لم اكن اعلم بأن الحالة مستعصية الى هذه الدرجةلذلك انا متوترة حسنًا ؟ لقد احضرت معي ممرضًا واحدًا و ها انا الان امام كومة من الجرحى ... ارجوكم الان فالتخرجو لكي اكمل عملي بهدوء .. هلا بقيتي رجاء يا كيت ؟

قالت و هي تسأل كيت الي على ما يبدو كانت ايضُا داخل الثكنات اين تقبع تلك المرأة .. لم يسمع صوت كيت فقد كان في الخارج .. ربما قد اومأت برأسها فكان ذلك اشارة ليخرج بعض الاشخاص الاخرين من الثكنات و لم لكونو الا قائد فرقته الذي قد كان يبدو متعبًا قليلًا و عيناه محمرتين و يبدو غاضبًا بشدة و لم ينتبه له حتى اثناء مشيه .. و خلفه كان رافاييل الذي قد كان في نفس الحالة ايضًا .. لكن الفرق بان تعابير رافاييل كانت اكثر هدوءً ..خلفهما كان رجلين اخرين من الفريق .. اقترب جوزيف من الثكنة و نظر عبر الفتحة التي خرجوا منها اولئك توًا لكي يرى مجموعة كبيرة من الاشخاص الذي كانوا ممدين على طول الثكنة .. و كانت تلك الطبيبة في زيها العسكري تقف امامهم توجه بضعة امور لكيت التي كانت تقف امامها و الممرض الذي قد ذكرته قبل قليل .. الفتت فلمحته فاقتربت منه ثم وقفت امامه و نظرت له بترقب ثم قالت له بنبرة هادئة و كانها ليست نفس لشخص الذي قد كان يصرخ قبل قليل ... : جوزيف , هل كل شيء على ما يرام مع جين ؟

تعجب جوزيف .. " ما به القائد ؟ " فكر و لكنه لم يتفوه بشيء فأتبعت تقول : لقد كان منزعجًا . و يبدو بأن ما حدث في القاعدة العسكرية قد ازعجه كثيرًا .. لكنه يبدو متوترًا على غير العادة هل تعرف شيئًا ؟


كان على وشك قول " لا " لكن كيت قد طلبت من الطبيبة ان تحضر .. نظر هو لكيت فوجده تنظر له و عندما التقت عيناهما اشاحت بوجهها عنه بنظرة منزعجة .. فتعجب من امره هي ايضًا .. ما بهم هؤلاء ؟

*****



في الصباح التالي للحفلة التي قد حدثت في الليلة السابقة .. استيقظت مارغريت على اصوات قد سببت لها صداعًا .. كانت اصواتًا مختلطة .. و الكثير منها ايضًا .. كانت ضوضاء مزعجة و ازعجها اكثر هو وجود شيئٍ يتحرك حولها , على السرير تحديدًا .. كان يتقلب و يتحرك و يقوم بدفعها بقدميه .. لحظة قدميه ؟

رفعت مارغريت رأسها تنظر لتجد طفلًا اصهب بدا في عمر الثالثة جالسًا الان على اقدامها .. تعجبت من ذلك فالتفتت حولها لتجد الغرفة فارغة لكنها سمعت فجاة صراخًا عاليًا قادمًا من الممر : كلارا !!!! هل اخذتي حقيبتي التي اشتريتها اخر مرة للمدرسة ! اوه يا الهي انتي تمازحينني انظري الى هذه الاوساخ !

لقد كان صوت كاتي .. رفعت مارغريت جسدها لتواجه اشعة الشمس التي قد صدمت عينها فوضعت يدها تحاول ان تحيل بين الضوء الساطع و عينيها حتى لا تفقد بصرها بطريقة ما ..

عندما اصلحت جلستها كان ذلك الطفل ما يزال ينظر لها بعينيه الخضراء كأوراق الشجر نحوها بتركيز و بوجه بلا تعابير و بصمت تام جعلها تشعر بالغرابة .. فجأة دخلت كاترينا الى الغرفة و قد وجدتها مرتدية ملابسًا بدت كزي مدرسي انيق .. كان عبارة عن قميص بلون زهري باهت تفوقه تنورة مزجت بين اللون الخمري و الرمادي بخطوط متقاطعة .. كانت ترتدي جواربًا طويلة و التي تغطي الساق بأكملها .. و حذاءًا ذا كعب عالٍ قليلًا قد يكون لبضعة سنتيمترات .. كانت قد جدلت شعرها لجهة واحدة و هي اليمنى تسدلها على كتفها الايمن ذاك .. كانت تردي اقراطًا من اللؤلؤ الصناعي و تضع بعضًا من مساحيق التجميل و لكن كانت طفيفة جدًا فوجهها الجميل لم يكن يحتاج .. نظرت لها كيت ثم قالت بنبرة متعجرة قليلًا : منظرك مؤلم يا مارغريت يجب عليك ان تقومي بانقاذ نفسك حالًا ..

رفعت مارغريت حاجبها متعجبة من هذا القول المفاجئ .. حولت كاترينا نظرها للطفل الصغير الذي يقبع على اقدام ميغ فاندفعت نحوه و حملته من ذراعيه و انزلته على الارض ثم انحنت قليلًا و قالت بنبرة هادئة : ماما تصنع حليبًا بالشوكولاة في الاسفل فلتذهب لها بسرعة قبل ان يخلص عليه كل من كلارا و كارل يا كريس ..

و عندما قالت ذلك أومأ لها الطفل ثم خرج مسرعًا .. و فجأة سمعتا صوت ارتطام فقالت كاتي بنبرة ساخرة : لقد وقع ..

تعجبت مارغريت مرة اخرى و لكن استوقفتها كاتي عن اكمال تعجبها عندما قالت : قفي يا فتاة ماذا هل ستبقين في السرير ؟!

ارادت مارغريت و بكل شغف ان تتجه نحوها لكي تضع بصمة من خمس اصابع على وجهها لان نبرتها و صوتها العالي كان مزعجًا جدًا , و مارغريت تكره الصخب في الصباح بل تمقته .

اعتدلت ثم وقفت و سألت كاتي عن الحمام فأشارت لها بانه موجود على يسار باب هذه الغرفة .. و ما ان خرجت مارغريت من الغرفة لتتوجه الى الحمام حتى تجد فتًا عاري الصدر امامها يرتدي بنطالًا من الكتان في فمه فرشاة اسنان يقف على باب الحمام .. نظر لها نظرة باردة اما هي فقد كانت متفاجئة لدرجة لا توصف .. تعجب هو من تعابيرها المندهشة ثم بصق ما في فمه و غسله ثم وضع الفرشاة و خرج و كان شيئًا لم يكن .. حينها التفتت مارغريت لتنظر له مندهشة .. ثم عاودت النظر للحمام ثم دخلت بتوتر .. و بعدها سمعت صوتًا من خلفها يقول : اوه هذه انتي صباح الخير يا مارغريت ..

الفتت فوجدت السيدة الجميلة الصهباء تقف خلفها و هي تحمل الطفل الصغير بين ذراعيها .. فقالت لها مارغريت ببعض التعجب : صباح الخير ..

و ما ان قالت ذلك حتى التفتت السيدة تنظر من باب غرفة كاتي لتقول لها : اسرعي يا فتاة انها الثامنة لم يتبقى الكثير من الوقت سوف تتأخرين .. قالت ذلك ثم التفتت لميغ مرة اخرى و ابتسمت لها ثم اكملت طريقها نحو الاسفل ..


رمشت مارغريت ثلاث مرات ثم قالت بصوت خافت : ياللروعة


*****

ما حصل في ذلك اليوم هو شيء لن ينساه ذلك الشاب طوال حياته , كان و لأول مرة يشعر بالتناقض تجاه شيء ما .. و كان حزنه عميقًا عندما فقده على الرغم من انه لا يعلم لماذا

توتر شديد في هذا المجلس الصامت , طرفان لهما كبرياؤهما , والذي يمنعهما من فتح الحديث , كانت هي تسترق النظرات له كل حين بعينيها العسليتين الباهتتين و اللتين قد اصبحت حولهما التجاعيد تأخذ مطرحًا عندهما . كان هو يجلس على الكرسي الذي بجانب سريرها يحدق بالارضية البيضاء ... كان صمته يضايقها نوعًا ما , على الرغم من انهما قد عتادا على هذا النوع من المجالس .


رفعت ناظريها عنه لوهلة , محدقة في الفراغ .. لقد كبر هذا الصبي كثيرًا , هي فقط تتذكره كطفل صغير عابس يرفض تناول الخضار على مائدة الطعام لأنه يكرهها .. تتذكر حينما كان يجلس في المكتبة بهدوء يتصفح كتابًا أدبيًا قصيرًا طلب منه معلمه ان يقوم بتلخيصه , و حينما كانت تتسلل احيانًا الى غرفته في منتصف الليل لتتفقد ان كان نائمًا ام لا , مرتاحًا ام لا , فتجد تلك المرأة الشقراء ذات الملامح الرقيقة و عينيها البندقيتان الناعستان تحدقان بالطفل الصغير و هو نائم ..

حينما دخلت رفعت لها المرأة عينيها لها , لتتسع عيناها و هي تراقب دخولها عبر الباب لتقف بعدها تحييها بلطف و ادب . كانت و على الرغم من انها معلمة بسيطة و امرأة بسيطة الا انها تملك من الاداب و الاخلاق ما يعجب هذه الكونتيسة التي قد اعتادت على الجو النبيل و التصرفات و السلوكات المهذبة .. كانت تجد في هذه المرأة مثالًا للمرأة النبيلة .. كان اصلها عاميًا .. لكنها علمت ان احد اجدادها كان من عائلة نبيلة مشتقة .. بالنسبة لإمراة كبيرة في السن قد ولدت في عائلة نبيلة و رسخت بها افكار المجتمع الارستقراطي القديم الذي يحتقر العوام و يرفع من شأن الدماء النبيلة على الرغم من ان والدها كان من الاشخاص الذين لا يعترفون بهذه الامور فهو لا يرى فرقًا دام ان هذا الشخص الذي امامه ناجح في حياته ... " مساء الخير "

همست تلك المرأة بصوت خافت .. اومأت لها الكونتيسة ببطئ ثم تقدمت نحو سرير الصبي الذي ينام بعمق ... جلست على الطرف ثم داعبت شعره ببطئ .. و بعد ان رمقته بآخر نظرة لطيفة كانت مرتسمة على وجهها هذا اليوم قامت من مكانها ثم وقفت امام المرأة الشقراء ثم قالت لها : يمكنك الذهاب اللى غرفتك و الراحة يا انسة كاميليا ..

ابتسمت الشقراء بلطف ثم القت نظرة على الصبي النائم لآخر مرة ثم انحنت بلطف و رقي تاركة الكونتيسة مع الصبي الصغير في الغرفة .. و هنا انتهت عملية الاستذكار حين سمعت نحنحة الرجل الذي يجلس بجانب سريرها ... ابتسمت ابتسامة طفيفة ثم قالت بصوتها المتهدج اثر التعب ... : كيف حال تلك الشابة ؟

رفع الرجل بصره نحوها , و نظر لها نظرة بعدم استيعاب .. فقالت : اقصد زوجتك الشابة ..

رفع حاجبه كانه فهم ما ترمي اليه فأماء ببطئ ثم قال : انها على ما يرام ..

حسنًا ... لم تكن تعرف كيف من الفترض بها ان تسأله عن اصابة ذراعه لذلك حاولت ببطئ ان تستفتح حديثًا .. هي باردة و قاسية بعض الشيء من الخارج , لكن قلبها اكثر رقة مما قد يظن اي احد ... فعندما رأته يدخل اليها بهدوء و لمحت ذراعه المضمدة اسفل المعطف شعرت بقلبها يعتصر قلقًا , و جزعًا و خوفًا على صبيها الصغير الذي قد بات رجلًا ثلاثينيًا و لكن في نظرها ما زال ذلك الطفل ذو الوجنتين الممتلئتين المتوردتين ..

حدقت قليلًا به ثم اردفت : هل انت على ما يرام ؟

قالت و هي تنظر لذراعه .. ففهم مقصدها ثم قال بعد لمست اصابع يده اليسرى ذراعه اليمنى ببطئ : انها ليست خطيرة ... لقد كانت اصابة عادية ...

قالها بفتور , فأماءت بهدوء ثم اعادت نظرها للسقف مجددًا .. لقد حصل ذلك عدة مرات بالفعل ... و لكن هذه المرة لقد استمر الصمت لمدة اطول ...

كان الشاب يبدو عليه الهدوء من الخارج و لكن في الحقيقة فهو يشعر بانه لا يفهم نفسه فمشاعره متشابكة و لا يستطيع ايجاد نفسه بينها ... كان يتخيل هارلين تقول له و هي تربت على كتفيه بكلتا يديها و تقول بوجه ممتعض : " لا تكن احمقًا و تحدث ! " , حسنًا انه ليس شيئًا سهلًا ... فهو يعلم كم تملك هذه المرأة من كبرياء ... و قد ورث عنها كبرياءها هذا فلم تكن له المقدرة على بدء الحديث عن صلب الموضوع بكل بساطة ... كان يملك بعضًا من القلق في جوفه .. حيث انها مريضة منذ فترة و ها هي الان على سرير المشفى لا يعلم متى من المفترض ان تحدث لها نكسة مرة اخرى كاللتي حدثت قبل ايام ... كان يشعر بنوع من المسؤولية على الرغم من انه كان مقتنعًا بأنه لا شان له بها منذ زمن بعيد ... الا ان هذا المرض قد جعلهما يجتمعان مرة اخرى بعد مرور اشهر ... حسنًا هو لن يستطيع ان يقطع الاتصال معها ابدًا .. فهي قد كانت تمسك عليه خيوطًا كثيرة ..

تنهد ثم نظر لها مرة اخرى فوجدها تنظر اليه ... كان يرى نوعًا من اللطف في بريق عينيها الخافت .. كان يلمح ذلك بين فينة و اخرى لكنه كان يقنع نفسه ان ما يراه خيال فأنى لهذه المرأة القاسية الشديدة ان تملك تلك النظرة الحنون في عينيها .

كان يخدع نفسه حتى يصدق بأن تعاملها السابق البارد معه كان حقيقيًا و هو كذلك بالفعل .. و لكن هنالك امر ما خاطئ في كل هذا ...

في النهاية استسلمت هي و لم يفعل هو ...

- مايكل ...

عندما قالت اسمه فجاة... شعر بشيء غريب .. كانت نبرتها خافتة ليست كنبراتها الباردة و القاسية السابقة حين كانت تناديه فقط للتساؤل عن سبب افعاله المشينة في المدرسة ... و شجاراته التي لا تنتهي مع فتيان العصابات .. او سبب رفقته السوء التي قد اودت به لأمور كانت سوف تصبح كارثية عليه و على الاسرة بأكملها ... كان متمردًا في صباه بسببها ... كان يحب ان يعذبها فكريًا .. كان يحب جعلها تنفر منه و تستفز بسببه , كان يحب ان يرى تعابيرها المنفعلة كل مرة حين كان يدخل رفاقه الى المنزل في منتصف الليل لكي يحصلوا على فرصة للتدخين بعيدًا عن الانظار .. و التي لم تكن انظارها هي طبعًا ... لم تكن لنزوات غريبة و انما رغبته في معرفة ان كانت تهتم له هو ام سمعة العائلة , و لكنه فقد الامل بها في النهاية بعد ان سمع جملة " سمعة العائلة " في كل مرة تقوم بتوبيخه , فشعر و كأنه قد علم في النهاية ما تهتم له .



- اريد ان اقول لك شيئًا ...


قالت ذلك منتزعة اياه من حقل افكاره التي لا تنتهي ...
و عندما فعلت ابدى تعبيرًا مهتمًا لما هو على وشك ان يسمعه منها ....


- انا اسفة يا صغيري

قالت ذلك بنبرة خافتة و ناعمة ... كان صوتها يرتعش و ما ان انهت جملتها حتى بدأت بالسعال مجددًا .. اما هو فلم تكن له حيلة اخرى الا ان يقفز من مكانه متجهًا نحوها يسند ظهرها جيدًا لتلتقط انفاسها .. فابتسمت له ثم اشارت له بالجلوس مرة اخرى .. كانت تعابيرها هادئة , باردة كالمعتاد ., و لكن اليوم دور الكلمات لتسرق الاضواء ...

- اردت ان اقول هذا الشيء قبل ان اختفي من هذا العالم ...

اخذت نفسًا طويلًا .. ثم مدت يديها معًا لتقول بنبرة جادة ...: لقد كنت من قبل و منذ كنتَ صغيرًا شديدة و صارمة ... حرمتك من الكثير من الاشياء التي كنت ترغب في فعلها في صغرك ... و كنت اعاقبك على اتفه الاسباب هذا ما عدا ما كنت تفعله في الثانوية فذلك مستثنًى طبعًا ..

صمتت قليلًا ثم اردفت : لقد كنتُ انا و انت من تبقى من العائلة الرئيسية للكونت كلاوثيارد .. الا تعلم مقدرا الكم الهائل من المسؤولية التي تقع على رئيس العائلة الان ؟ ... لقد فقدت عمًا لك كان صغيرًا حينئذٍ .. ثم فقدت جدك , و بعدها والدك و من ثم والدتك .. هل تعلم المشقة التي قد اصابني و الهم و الحزن و الثقل في القلب ؟ على كل ... كنت اخر من تبقى .. و كنت خائفة من فقداك أنت ايضًا بعد كل ذلك .. كنت مطمئنة تمامًا في البداية لوجوده معك .. اقصد جون .. فقد كان يعتني بك جيدًا عندما كنت طفلًا .. و قد اعتمدت على المربية التي قد احضرتها .. كاميليا و التي صبحت لاحقًا زوجة عمك ... حسنًا لقد كان امرًا متوقعًا ..


ابتسمت بلطف و هي تسرد ذلك فاتسعت عيناه ببعض الاندهاش و هو ينظر الى هذه التعابير التي و لأول مرة ينظر لها ترتسم على وجهها بارد الملامح عادة ..
تابعت : و لكن عندما اشتد العمل على جون و اصبح مضطرًا للمغادرة المنزل .. جعلني ذلك اقلق .. فأنا لست معتادة على التعامل معك .. و لم اكن قريبة منك كفاية لكي اكون شخصًا جيدًا بالنسبة اليك .. كانت كاميليا تدللك كثيرًا في البداية و لذلك جعلتها تتوقف عن ذلك بعدما خرج جون من المنزل اذ انه لم يكن يستطيع ان يرفض لك طلبًا .. ذلك الرجل الاحمق .. لقد كان منخدعًا بنظراتك البريئة التي كانت تجعله يوقف كل شيء يقوم به فقط ليتابع كل ما تفعله في يومك .. لقد كنت غاليًا عليه بدرجة لا يمكن وصفها .. في كل مرة كان يعلم مني بما تقوم به كان يبدي تعابير منزعجة و كانه يضع اللوم على عاتقه .. و انه السبب بكل ما يحدث على الرغم من ان لا يد له في كل هذا فلم تكن تلك الا اوهام من رجل قد اصبحت الابوة تثقل كاهله اذ انه قد تولاها من عمر صغير ...

ظهر شبح ابتسامة على شفاهه اثر سماعه لذلك .. فهو يعلم مقدار ما يحمله جون من امور على عاتقه .. و يعلم كم انه يهتم بكل تفصيلة صغيرة توجد في الاشخاص الذين يهتم لهم .. فقد كان يذكر حينما كان يأتي اليه في منتصف الليل الى غرفته .. و يأخذه في جولة في سيارته القديمة .. كان يأخذه لتلة تابعة لمزارع عائلة كلاوثيارد ... كان يحب الاجواء الليلية و النسمات الباردة التي كانت تصفع وجهه فيخلع جون معطفه الذي غالبًا جدًا ما تكون دافئة و ثقيلة لكي يضعها على كتفه و يبتسم له ابتسامة هادئة تفرج هموم ذلك الشاب اليتيم ...

كان يحب ايضًا عندما يأخذه معه للمنزل . فيذهب لزيارة كاميليا المراة التي قد كانت في مقام والدته و يتفقد الملاكان الصغيران الذان زينا منزل تلك العائلة البسيطة التي كانت من ام و اب و توأم صغير لم يتجاوز عمرهما السنة ... كان يحب كيف كان يقبض الاشقر على اصبعه السبابة بكامل قبضته الصغيرة بينما كان ذو العينين الجميلتين يسحب شعره و يحشو يده في فمه كلما سنحت له الفرصة , فتهرع كاميليا لتنتزع الملاك سابقًا و الذي قد اصبح عفريتًا صغيرًا الان في نظر مايكل لكي تقول له بنبرة ناهية الا يفعل ذلك بينما ينظر لها هو بتعجب و كأنها تتفوه بالطلاسم . ابتسم عند تذكره لذلك .. و لكنه زم شفتيه محاولًا اخفاء تلك الابتسامة حتى لا تراها جدته التي امامه .


- انا اسفة يا مايكل لأنني لم اعطيك حقك كفاية

قالت ذلك لتجعله يتفاجأ مجددًا بما تتفوه به , فيرمقها بنظرات متعجبة فتكمل هي : لقد شعرت بأنني دائمًا مقصرة معك لكنني كنت خائفة من رفضك .. لهو كلام احمق تتفوه به عجوز مثلي الان . و لكنني اعتذر حقًا عن كل ما حصل .. و اعتذر لأنني لم اكن شخصًا جيدًا بالنسبة لك .. و اعتذر لكوني لم اقف بجانبك كما ينبغي .. و لانني لم احاول يومًا معرفة ما يزعجك و يضايقك و يؤلمك ... انا اسفة .

كان شيئًا مباغتًا ... هذه المرة الثانية التي تعتذر لكن هذا كان صادقًا اكثر و مفصلًا اكثر لما تريد الاعتذار عنه ... شعر بشعور غريب .. اراد ان يقول العديد من الاشياء لها فجأة لكنه لم يتفوه بكلمة واحدة .. و عندما قرر ان يقول شيئًا قالت هي شيئًا اخرًا جعل قلبه يرتعش ..

- لقد خشيت عليك من نفسي , فابعدت نفسي عنك , و لم اعلم بأن ذلك كان اكثر خطأ فادح ارتكبته في حياتي .. لا اطلب منك المغفرة حقًا يا مايكل .. و انما اردت ان اخبرك بهذا قبل ان الفظ اخر ما لدي من انفاس .

لقد لمح دموعًا في عينيها .. و ذلك ما جعل تعابيره تشتد و فكه ينقبض و تظهر تقطبية بين حاجبيه ..

لماذا تفعلين كل ذلك فجأة ؟ لماذا رميتِ مشاعرك فجأة و جعلتني اشعر بكل هذا بغتة .. الامر ليس و كأنني قد استطيع الان ان اقول لك و بكل بساطة لا بأس لقد سامحتك ! فأنت قد حرمتني من الكثير من الاشياء ابتداءً منكِ انت ِ ! لقد حرمتني منك و تتصرفين و كأنك لم تفعلي شيئًا .. أنى لكِ ... أنى لكِ ..

****







at166845030587052.png


احم ما عليكم من الاحداث الفارطة هم2
بس شسمه فصل يكا يعني عشان ما أتأخر بتنزيل الفصول و اتورط بعدين بأحداث غير متسلسلة ...
على كل حاولت يكون الفصل خفيف ... شكرا الكم على القراءة هي11

كانت معكم ساندرا حامية حمى البشرية و3

دمتم في أمان الله ~








at166844953246932.png
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

S a n d r a

مشرفة فضاء التون ~
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,280
مستوى التفاعل
23,849
النقاط
868
أوسمتــي
6
العمر
17
توناتي
5,879
الجنس
أنثى
LV
1
 
at166844978574161.png

at16695065057311.png

S A L W A

مهما حاولت التصدي لأمر ما و محاولة منع حدوثه بشتى الطرق , فما هو مقدر له الحصول سوف يحصل و ان اجتمعتت الامة على ان تمنع ذلك


at166845030578221.png


الفصل الثالث و الثلاثين ( " هذا الذي لم يكن بالحسبان .. " )








وقف جوزيف امام رافاييل الذي كان يجلس في احدى الثكنات التي تمت اقامتها , كان جين واقفًا في الخارج يمشي جيئة و ذهابًا .. جوزيف يوقن تمامًا بأن جين على وشك الانفجار في أية لحظة ... كان رافاييل الاخر يحدق بالارض بتوتر و يده تفرك ذقنه .. و لكن اكثر ما جذبه كان صمت كيت الذي قد جعله يشك بوجود شيء سيء اكثر من حالة هاذان الاثنان , فقد كان الامر طبيعيًا جدًا ان يراهما متوترين في أية عملية قد تغيرت فيها الخطة فجأة ... و حضور الطبيبة هارلين لم يكن ضمن الخطة .
فلم يكن من المتوقع ان توجد اصابات خطيرة بهذا القدر ... فقد تفاجأ جوزيف نوعًا ما بسبب كثرة الجنود المصابين على الارض .. و هنالك شيء ما قد لاحظه .. اصابات الجنود لم تكن اصابات سلاح .. بل شيء اخر ..


رفع رافاييل رأسه لجوزيف و ما ان التقت عيناه بعيني جوزيف تاكد هو بأن شيئًا خطيرًا قد حدث .. وقف رافاييل يواجه جوزيف بطوله الذي يتجاوزه , حدق به قليلًا ثم قال بنبرته الجادة المعتادة حين يتحدث عن أمر مهم فيكون صوته اثقل من العادة .. : استمع يا جيف ..

نظر له جوزيف باهتمام .. فاتبع قائلًا : كيف افاتحك بالامر تبًا .. حسنًا انظر , هذه العملية عملية مزيفة .

رفع جوزيف حاجبه مستنكرًا , ثم اتسعت عيناه لاستيعابه لما يقوله رافاييل ..

- انه ليس انذارًا كاذبًا و انما مكيدة . لا نعلم عدد المتعاونين بها , هو ليس مهمًا بقدر ان المعلومات التي نملكها في خطر هذا اذا لم تتعرض له من الاساس ..

- ماذا تعني !

قال جوزيف بانفعال , فصمت رافاييل قليلًا ثم اتبع بوجه جامد : لقد تم ارسال فريقنا تحديدًا للمقاطعة الحدودية لأجل ان تسنح الفرصة لأشخاص معينين ان يفعلوا ما في رأسهم من خطط .. عندما وصلنا الى هنا و ذهبنا الى القاعدة كان هنالك بضعة اشخاص فقط , لقد ظننا في البداية بأن الاقتحام قد اودا برهائن او شيء من هذا القبيل او في اسوء الاحوال انه قد تم قتلهم جميعًا , لكننا عندما سألنا من في القاعدة انكروا الامر و قالوا بأنه لا شيء غير طبيعي قد حدث كالاقتحام مثلًا .. و بالفعل عندما حققنا قليلًا لم تكن هنالك آثار اقتحام داخل القاعدة .. لكن

- لكن ؟

- لقد قالوا بأن احدى الفرق المكونة من عشرين جنديًا قد خرجوا في مهمة استطلاع منذ الامس و كان من المفترض ان يرجعوا ظهر هذا اليوم لكنهم لم يعودوا , اخذنا سير خط فريق الاسطلاع و عندما قطعنا شوطًا وجدنا شيئًا غريبًا .. او بالاحرى سيئًا , لقد كان احد الجنود مصابًا في رأسه و كتفه مكسورة و ينزف من قدمه مرميًا على قارعة الطريق , عندما سألناه ما الذي حدث , قال بأنه انهيار جبلي ..

- انهيار جبلي ؟

- اجل , لقد حصل انهيار جبلي بالقرب من القاعدة العسكرية الثالثة في هذه المقاطعة .. و يبدو بأن جنود القاعدة الثانية قد وصلوا الى هنا و عندما نصبو خيامهم انهار السفح فوقهم , لقد وصلنا متأخرين قليلًا , و قد كان بعضهم اسفل الصخور بالفعل و بعضهم مصابين , و وجدنا بأن بعضهم كان من القاعدة العسكرية الثالثة .. فكان عدد المصابين كثيرًا , لقد استطعنا انقاذ خمسة عشر شخصًا من اصل اربعين ..

- اربعين ؟!

- لقد اخبرنا احد الجنود بأن فريقًا قد اتى للانقاذ و لكن قد انهار الجبل ثانية فوقهم فعلق المزيد .. ما زلنا لا نعلم ان كان هنالك من بقي على قيد الحياة .. و المنطقة خطرة علينا و ليس هنالك معنا من معدات تكفي لمساعدتهم , لقد ارسل القائد طلبًا لفريق الانقاذ الاقرب و قد قالوا بأنهم قادمون و لكن كان ذلك منذ اكثر من ثلاث ساعات ..
ثم لماذا قد تأخرت ؟

- اه , لقد خرجت عن الطريق الحدودية اثناء ايصالي لتلك الفتاة , لذلك اضطررت لسلك الطريق المحاذي , و في النهاية استغرقت ساعتين اضافيتين للوصول .. و لقد مررت على مخزن الاسلحة قبل ذلك كي احضر حزمة اخرى و لكن يبدو بان ذلك كان من اجل لا شيء ..

مسح رافاييل على وجهه ثم اومأ له ..

- ما بها كيت ؟

اتبع جوزيف يسأل مستفسرًا عن سبب تضايقها الواضح ...

- حسنًا هذه قصة اخرى .. الم يطلب القائد منك ان تأخذ الملفات للقصر التابع للتوليب الاسود ؟

- اجل ؟

- لقد بقي الملف الاصفر و لم يتم نقله , لقد كان جين مستعجلًا في الخروج و لم يلمحه عندما خرج , تذكر عندما كنا في السيارة فأرسل طلبًا لكيت لكنها لم تجب و عاود الاتصال بضعة مرات اخرى لكنها لم تجب ايضًا لقد كان متوترًا جدًا و ما زاد توتره هو ما حدث معك و دخول تلك الفتاة بالامر , لا اعلم من هي .. لكن يبدو بأنها من معارفه

- لقد فاجأني عندما قال بأنه يعهدها الي , كان ذلك و كأنه يقول لي ان حصل لها شيء ما فساقتلك .

- كفاك سخفًا . انت تعلم باننا نخفي الملف الاصفر عن الجنرال او بالاحرى عن قسم المخابرات بأكمله .. فإن حصلوا عليه سوف يكون الامر ..

- مهولًا ؟

- حسنًا, اجل .. طبعًا انت تعرف بأن جين لن يقوم بالامتناع عن لوم نفسه و حشر كيت بالامر .. لقد اعتذر لها قبل قليل لكنها لم تجبه , لم تقبل ان تتحدث معي حتى ..

- عندما نظرت لها اشاحت بوجهها بانزعاج و كأنني شيء مقزز

- اوه ارجوك انها تفعل ذلك عندما تكون غاضبة , لذلك ارجو بانك لم ..

- لم اكن لأجرؤ

- جيد بانك لم تتحدث معها و الا كانت لتنفجر في وجهك .

تنهد رافاييل ثم التفت كلاهما لينظرا لجين الذي كان يدخل الى الثكنة , نظر جين لجوزيف بعيناه المحتقنتان .. و عندما رآه تنهد ثم سار ليدخل و يجلس على كرسي

- هل هي بخير ؟

- اجل

- هل تفقدت الحريق ؟

- لقد عدت للموقع و كانت النار قد اخمدت ..

- جيد ...

قال جين و هو يقبض كفيه معًا , ثم نظر لهما و قال : لقد ارسلت اشعارًا مرة اخرى لفريق الانقاذ لكنهم قالوا بأنهم سوف يستغرقون بعض الوقت , لا اعلم لماذا هذا التأخير , لكنني اشعر بشعور سيء .. ليس بما يتعلق بفريق الانقاذ , و انما ..

- الملف ؟

قال جوزيف فأومأ جين ثم اردف : و ليس هذا فقط .. فأنا اشعر بأن امر الانهيار لم يكن بالحسبان .. و لا حتى صدفة , و كان الهدف من ارسالنا هكذا هو لأجل اقتحام قسم المخابرات السابع و جمع البيانات التي معنا .. انه لمر مثير للسخرية ان يكون هنالك ضرر في حدودنا مع ايريونيا ...

- هاذان البلدان لم يختلفا يومًا , حاكم ايريونيا كان ليعلم بالامر قبلنا و كان ليرسل اشعارًا , لكن ما حدث شيء غريب .. قطاع طرق ؟ جماعة غريبة ؟ في المقاطعة الحدودية لأجل ان يقتحموا قاعدة عسكرية ؟ ياللسخف , ماذا يكونون اصلًا ؟ حتى لو كانوا يتعاملون بالسوق السوداء لشراء الاسلحة فلم يكونوا ليجابهوا الجيش في الحدود .

قال رفاييل بانزعاج ..

- ما الاكثر سخفًا برأيك ؟ اننا قد اتينا الى هنا في النهاية ..

رد جوزيف ساخرًا .
تنهد جين مرة اخرى ثم قال : ان اكثر شيء يزعجني هو العقيد كلاوثيارد و ارثر .. لم يصلني خبر عنهما .. ما انا متأكد منه بانهما ما زالا داخل البلد .. لكن لا اعلم الى ماذا يخطط ذلك العجوز بالضبط .

- هل لديك فكرة عما سوف يفعله ؟

قال رافاييل ..

- لدي , و هذا ما انا قلق بسببه

قاطع هذه الاجواء المشحونة دخول الطبيبة هارلين الى الثكنة لتقف امامهم و في فمها كلام تريد قوله ..

- لقد انتهيت من الامور الطارئة لكنني احتاج بعض المساعدة لأجل الكسور .. هنالك اكثر من ثلاثة لديهم نزيف داخلي في الجزء العلوي من جسدهم .. لن استطيع انقاذهم بالامكانيات الحالية .. ان لم ننقلهم حالًا للمشفى فسوف يموتون ..

كانت تقول ذلك بحزم بينما تحدق بجين و نظراتها تخترقه , كان وجهها جامدًا و كلماتها تبدي جدية قصوى ..

- سوف اذهب للقاعدة العسكرية و اطلب ناقلة ..

قال رافاييل ..

فاومأت له فخرج مسرعًا .. اما جوزيف فقد شعر بأن الاجواء تحتاج الى بعض الخصوصية فانسحب .. و بقي كلاهما يحدقان ببعضهما ..

- ما الذي يحدث معك ؟

قالت هارلين بانزعاج .. : انا منزعجة و غاضبة كالجحيم .. سوف اموت بسببكم يومً ما , انا متاكدة ... جين انا لم استطع مساعدتهم كفاية .. انا خائفة من موتهم , ان النزيف الداخلي من الصعب معالجته .. يحتاج الى اجراء عملية طارئة ! اقرب مستشفى يبعد ساعة و نصف من هنا .. انها لمعجزة بانهم على قيد الحياة حتى ..

صمتت قليلًا ثم فركت جبينها و اتبعت : حسنًا اعلم بأن لديك سببًا ما يجعلك هكذا لكن رجاء فلتفعل شيئًا ..

- انا اجهز لما اريد فعله بالفعل .. سوف ابقى هنا لأجل فرقة الانقاذ لكنني سوف اعيدكم جميعًا الى المقر ..

- ماذا ؟

- فرقة الانقاذ متاخرة .. غالبًا سوف يكون جميع الجنود اموات بسبب حفنة الملاعين اولئك الذين هم ما زالوا يقطعون الافق للوصول الى هنا .. سوف تعودون جميعًا الى المقر حسنًا , سوف ابقي بضعة جنود معي و سأبقى في القاعدة العسكرية يجب ان تذهبي للمشفى بدون تأخير .. اعلم تمامًا سبب قلقك .. و اسف لأنني اتيت بك الى هنا في وضع حرج كهذا يا لين ..

- لا , استمع .. حسنًا اجل اعلم بأن الامر كان مستعجلًا لكنني كنت قلقة لأجل ..

- اعلم فقط اصمتي

- حسنًا .. سوف اذهب لتفقد الامر و ارى ان احضر رافاييل السيارة ..

- اجل بالطبع و في طريقك فالترسلي لي كيت ..

- حسنًا ..

خرجت هارلين لتترك جين يحدق في الفراغ بينما يفكر بالعديد من الامور ...

= تبًا لك من جنرال وغد .. لقد كان متواطئًا بالامر .. انه سوف يسعى لإيجاد كل شيء .. لولا انني قد طلبت من جوزيف ان يأخذ ما بقي من المعلومات لكنا في خبر كان , على الرغم من انني واثق باننا سنعود لنستقبل خبر إحلال الفريق ..

شد على قبضته بقوة

كانت المشكلة بان عقل جين مشغولٌ بذاك الثنائي الاحمق الذان افتعلا مشكلة و قررا الهروب .. هو واثق بان جون سوف يخرج ارثر من البلاد لفترة .. لكن ما يقلقه هو ما سوف يتبع ذلك .. فإن اخرجه فقد يصبح مطلوبًا علنيًا .. فأن يوضع مجرم ليتم التحقيق معه من قبل المخابرات ذلك يعني بانه يعد مجرمًا يجب اخفاءه و التحقيق معه يكون تحت اطار السرية , اما بعد حادثة القتل تلك فسوف يتم الإعلان عن الامر ليتم البحث عنه ليس من قبل المخابرات فقط بل الجيش باكمله .. فقد قتل طبيبًا عسكريًا , و هو من اتباع منظمة من المعروف عنها بأنها مطلوبة على المستوى الوطني ...

قوطعت حرب افكاره بدخول شخص ما الى الثكنة , كانت كيت وليس احدًا اخر .. وقفت باستقامة امام جين تنتظر ما يريد اخبارها به لكي تنسحب بعدها و تختفي من امام ناظريه ..

- استمعي جيدًا .. هذا ليس وقت لعبك دور المذنبة .. فهذا ليس الوقت المناسب لذلك , عندما تعودين فلتفعلي ذلك الى ان ترغبي بضرب رأسك بالحائط .. اما الان فاحتاج ماري روز لذلك ارمي كيت بعيدًا و ركزي معي ..

قلبت كيت عينيها الخضراوين كخضرة اراضي الربيع بعد شتاء طويل .. ثم نظرت له بعد ان ارخت وجهها الذي كان متصلبًا و تعابير الانزعاج تكتسيه .. وقفت مباعدة بين قدميها قليلًا و اخذت بيديها ليجتمعا خلف ظهرها و كأنه اجتماع سري لعاشقين ..

- سوف تنقلين الجرحى من الجنود مع هارلين .. سوف يذهب رافاييل معك اما جوزيف سوف يبقى معي , اريدكما ان تقوما بمهمة ما بعد ان تنهيا هذا الشيء .. سوف اوافيكما به بعد وصولكما للمقر , اريدكما ان تتأكدا ايضًا من الملف , حسنًا فحياتنا تعتمد عليه ..فكما تعلمين منصة الاعدام جاهزة كل حين لأشخاص مثلنا ..


ظهرت ابتسامة طفيفة على وجه كيت و لكنها بعدها قامت برسم التعابير الجادة على وجهها لكي تستقبل اي امر اخر ,
لكن جين طلب منها ان تهم بفعل ما طلبه منها فاستئذنته و خرجت


--------

ملاحظة من الكاتب


at167670881670721.jpg

( مخطط توضيحي للوضع )


-------


بعد يومين ، و أمام منزل عائلة فينسنت... كان كل من جوزيف و جين يقفان أمام الباب... كان جين يحدق في الباب ، و جوزيف يحدق في جين ..

- متى بحق الخالق سوف تطرق هذا الباب الل-

- يجب علي أن أقوم بعقوبات على الألفاظ السيئة التي تستخدمها في وجه قائدك ..

- ليس و كأنك لا تلعن في وجهي ..

- حسنًا انا قائدك و انت تابعي...

- انت حقير و انا احمق لاتباعك ..

- جيد بأنك تعلم..

قلب جوزيف عينيه ، ثم طرق الباب.. و لم يلبثا طويلًا حتى سمعا صوت الخطوات المعهودة لسيدة المنزل .. لكن هذه المرة لم تكن سيدة المنزل من فتحت الباب بل آنسة المنزل الشابة .. فقد فتحت الباب لتظهر امامهما كاتي بحلتها و أناقتها التي بدت لهما غريبة في وقت كهذا ...

- لما انت هنا ؟ و انت أيضًا ؟

كانت تقول ذلك بينما تنظر بتعجب لجين الذي قد مر على آخر زيارة له لمنزلهم بضعة أشهر ربما ...

- كيف تتجرأ على القدوم هكذا ! انت حتى لم تعتذر لي منذ المرة السابقة ...

- ها هو ذا نفس السيناريو ابتعدي عن الطريق ..

قال جين بسخرية ..

- هل تظن بأنني سأدخلك ..؟

قالت بينما تظهر ابتسامتها الملائكية التي تخفي في جعبتها أشياء لا يجب أن يعرفها اي احد ..

- كاترينا هذا ليس وقتك ..

كان من يتحدث هذه المرة هو جوزيف .. ما أن سمعته حتى انطوت علامات الاشمئزاز على وجهها فتعجب جوزيف من امرها و لكنها اجابت عن تعجبه بقولها : انظروا الى هذا الوغد ..

تنهد كل من جين و جوزيف ، أما هي فقد بقيت صامدة امام الباب تمنعهما من الدخول عبره ، طفح الكيل بجوزيف فأمسك بذراعيها و حملها مبعدًا اياها عن الطريق لتشهق هي متفاجئة و هو يدخلها إلى الداخل بينما يعبر ، فتبعه جين و هو يهز رأسه باستسلام لنفس السيناريو الذي يحدث دائمًا .. هذه الفتاة المشاكسة .. دائمًا تقوم بفعل هذا لهما خصيصًا ..

- انزلني ايها الوغد ! كيف تتجرأ على فعل ذلك بي ! سأخبر كيت بما تفعل انا اقسم !

- يا الهي ماذا فعلت لقد ابعدتك عن طريقي فقط ! أيتها الفتاة الل-

- إياك

قال جين و هو يخلع حذاءه.. أما الآخر فطقطق بلسانه منزعجًا .. و بعدها انزل كاترينا و دفعها للوراء بخفة .. فأردت به بشتيمة لا يستخدمها الا رجال عصابات الشوارع الذين تربوا بين ازقتها .. ففتح كل من جين و جوزيف افواههما ثم قالا بالان ذاته: كيف تق-

- لقد تعلمتها من ديفيد ..

- أجل لقد لقد تأكدت الان بأن لحظات ديفيد الأخيرة سوف تكون بين يدي ..

قال جين و هو يغلق الباب خلفه .

- اوه لقد اخبرني رافاييل بأنكما ستأتيان اليوم .. اهلًا بكما ..

قالت سيدة المنزل البشوشة ..

اقتربت من جوزيف و ربتت على كتفه ثم قالت له هامسة : عندما عادت كيت البارحة سمعتها تشتمك و تتحدث عنك باستخدام ألفاظ سيئة هل فعلت بها شيئًا ؟

أبدى جوزيف تعبيرًا مستنكرًا فقالت : أجل فهمت لماذا.. لهذا السبب بالذات

ثم تعدته و ذهبت لجين لتقف أمامه بابتسامة : جين ..

- سيدة فيفيان ..

فتحت ذراعيها له بخفة فتجاوب معها و عانقها بلطف فربتت على ظهره قليلًا ثم ابعتعدت عنه بلطف بينما وجهها ما زالت الابتسامة الملائكية المتوارثة بين نساء فينسنت مرتسمة على وجهها ..

- لما تعاملينني هكذا بيننا تستقبلينه بتلك الطريقة ؟
قال جوزيف بنبرة منزعجة

- من يتعامل مع ابنتي بطريقة فظة ارد له تعامله ..

- ليس و كأنني كنت قاصدًا هي مزعجة جدًا عندما يتعلق الأمر بذلك ، ثم هي من كانت تتجاهلني فما شأني انا !

قال متعجبًا

- لهذا السبب بالذات ، انت لا تفهم قلب الانثى يا جيف !

قالت كاترينا و هي تعاتب جوزيف .. فرد جوزيف بهدوء على غير المتوقع : ليس و كأنه يهمني أن افهم

- لهذا السبب بالذات انا لا ادعم هذه العلاقة التي لن تأتي بنتيجة أبدًا ، اختي المسكينة

اتبعت تقول و هي تتنهد ..

- لماذا كيت هي المسكينة ! لما لا أكون أنا المضطهد في هذا الأمر برمته!

ابتسم جين بسخرية ثم قال : استسلم للأمر يا جوزيف فمحاولة المواجهة مع نساء عائلة فينسنت لهو ضرب من الجنون .. هذا خطأك منذ البداية ..

- اللع-

- إياك ..
قال جين محذرًا

حينها و بتلك اللحظة كان جوزيف على وشك الانفجار فأخذ نفسه ليجلس على أريكة فردية بانزعاج .. بينما لحقته كاتي لتجلس بجانبه و تكمل مضايقته.. و لكن هذه المرة فقد التزم الصمت لعله لا يصفعها على وجهها ..

ضحكت فيفيان و هي تنظر لهما : مشكلة جيف بأنه قد تورط مع كيت ، فتلك الفتاة شخصيتها ملتوية تمامًا ، انها تحب مضايقته و ازعاجه تحت إطار ( أنه يبدو لطيفًا عندما يغضب ) و أشعر بأنني استطيع فهمها .. فرؤيته يتصرف هكذا تجعلني ابتسم رغمًا عني ، حتى بدأت انا و كاتي نحب ازعاجه و ها نحن ذا لا ننكف عن تعذيبه...

- اذن انتن اعترفتن بذلك أخيرًا

قال جين بسخرية

- حسنًا و كيف لا نفعل ، اشتقت لرؤيتهما معًا خارج إطار العمل ، لقد مرت فترة منذ اجتمعا هنا في المنزل ، اشتقت لكم أيضًا اتمنى لو تجتمعون هنا مرة أخرى أيضًا ..

قالت ذلك و هي تربت على كتف جين ... ابتسم لها جين ثم تحولت تعابيره للجدية ..

- هل ما زالت هنا ؟

- من تقصد

- الآنسة مارغريت ..

- اوه مارغريت .. أجل انها فوق في غرفة التوأم ... هل تريد الصعود ؟

اومأ لها ببطئ : اذا سمحتي ..

- أجل بالطبع .. إنها في غرفة التوأم

غادرها جين صاعدًا بعد أن أومأ لها على الدرج بخطوات ثابتة .. أنهى صعوده للدرج الطويل ، ليظهر امامه الممر ، سمع اصوات محادثات .. ثم تقدم ليقترب من غرفة التوأم التي تكون ثالث غرفة على يمين الممر .. كان الباب مغلقًا لكن بسبب الهدوء الذي يعم المكان كانت أصواتهم مسموعة ...

- اوه اذن هل امتطيتي حصانًا !!

كان صوت طفلة في عمر التاسعة ...

- أجل . لقد فعلت , لقد كان مع احدى زميلاتي في الجامعة ...

- كيف كان ؟! كيف كان ؟!

- لقد كان الحصان كبير الحجم جدًا .. و لونه أبيض تمامًا ، و شعره كان رماديًا ... كان شعره ناعمًا لدرجة لا تتخيلينها.. !

- رائع !! هل ركبته لوحدك ؟

- لا لأنني لم أكن اتقن ركوب الخيل ، لقد كان مدرب الحصان معي ...

- اوه لطيف ! انه يبدو كأنك تمتطينه مع فارسك ! هل كان وسيمًا !

- اوه ما هذا الحديث ايتها الصغيرة ..

- أجيبي !

- أجل ، كان حسن الهيئة و مهذبًا .. لقد كان صديقًا في أيام الدراسة

- هل كان لطيفًا و مضحكًا ؟ أم هادئًا و جذابًا ؟

- ما هذه المصطلحات ؟! من أين تعلمتها !

قالت مارغريت بينما تقهقه

هز جين رأسه و فكر بأنه ليس الوقت المناسب للدخول و الاطمئنان عليها ... تنهد ثم التفت ليغادر و لكنه سمع الطفلة تقول ثانية : هل أنت مرتبطة ؟؟

التفت جين ينظر متعجبًا للباب ..

" تربية كاترينا و كيت بالتأكيد "

فكر ب

-

نزل جين للأسفل و هو يفرك رأسه ...

و عندما نزل و أنهى اخر درجة قالت له فيفيان بتعجب : ما الأمر ؟

عندما نظر لها هز رأسه بقلة حيلة ثم قال : حسنًا لقد كن منشغلات بالحديث عن أمور مهمة لذلك فضلت الانسحاب ...

لم تفهم فيفيان حديثه فطلبت من كاترينا أن تنادي الفتيات للأسفل ...

ذهب جين ليجلس على الأريكة .. و وضع يده على جبينه و فركه ببطئ ..

- هل تخلصت من كاترينا أخيرًا ؟

قال ذلك لجوزيف بينما يعدل جلسته فزفر جوزيف بانزعاج ..

- أكره النساء

- تصريح خطير للغاية

- نساء فينسنت تحديدًا

- إن السيدة فيفيان ما زالت واقفة هناك

قال جوزيف يشير للمطبخ المفتوح على الصالة ...

و اتباعًا لكلامه سمعا صوت السيدة فيفيان تقول : أنا بالتأكيد مستثنية صحيح جوزيف ؟

لم يرد جوزيف و غنما نظر بطرف عينه لها ثم التفت للجانب يتكئ بذقنه على راحة يده و يرخي ظهره ...


على كل دام الصمت لبعض الوقت و لم يلبث جين ينتظر طويلًا حتى سمع صوت خطوات اقدام تنزل الدرج ، من نزل في البداية كانتا طفلتان صغيرتان بنفس الطول ترتديان نفس الثياب و التي كانت قميصًا مزركشًا بلون بنفتحي مع تنورة بلون اخضر فستقي .. شعرهما الاصهب مجدل بعناية للخلف و كل لها تفصيلة غرة مختلفة لكي يفرقوا بين هذا التوأم اللطيف ... عيناهما زرقاوان واسعتان ، رموش كثيفة و خدود متوردة و شفاه وردية .. و انف محمر أسفل النمش الخفيف الذي قد امتد من أسفل العين حد الأنف ... عندما رأتا جين و جوزيف هرعت كلتاهما لتعانقا جوزيف الأقرب لهما و هما تصرخان باسمه بضحكات مرتفعة
تفاجأ بالقفزة اللهيبة التي تعرض فيها للكمات غير مقصودة بينما تعانقانه ... فبادلهما العناق بتعبير و كأنه مجبر على ذلك ثم نظر لهما فابتسمتا بمرح , فزفر ساخرًا مع ابتسامة جانبية ثم ربت على رأسيهما بخفة , و لتصرفه الذي بدا لطيفًا لهما نظرتا لبعضهما ثم ابتسمتا باتساع و اقتربتا منه تطبعان قبلة كل واحدة على وجنة من خاصتيه ، و من ثم التفتتا لجين لتناديه احداهما: جيني !

و يركضن نحوه و يحيطانه بعناق حار .. تعالت ضحكاتهما لرؤية صديقا العائلة بعد مدة طويلة من الانقطاع ... ابتسم جين لهما و ربت على رأسيهما بلطف ، فجلستا في حضنه تمسكان كل واحدة بيد و تحادثانه بأصوات مرتفعة " كيف حالك ! " ، " لما لم تزرنا ! " ، " لقد اشتقت اليك كثيرًا ! " ... و غير ذلك الكثير ، و لم يكن هو قادرًا على مواكبة اسئلتهما الكثيرة ... فكان يكتفي بالابتسام بتعبير هادئ

رفع بصره عنهما لينظر للفتاة التي كانت تقف بعيدًا قليلًا أسفل الدرج و هي تنظر لهم بهدوء ، لاحظت فيفيان ذلك فنادت على الطفلتين كلارا و كلوي لتأتيا لها ...

اشارت لجين بأن يأخذ مارغريت لغرفة المكتب التي يكون بابها بجانب الخزانة الكبيرة في الصالة ... فأشار جين لمارغريت بأن تتبعه ، ففعلت ..

دخلا للغرفة بهدوء .. و أغلقت مارغريت الباب خلفها و نظرت لجين الذي كان يتوسط الغرفة يقف و هو يعطيها ظهره و يضع يده على خصره ينظر للأرضية ..

- أرضية لامعة ها ...

قالت مارغريت ساخرة و هي تنظر لجين ، فالتفت لها و هو يرد بنفس النبرة : أجل فعلًا...

اقترب خطوة ثم كتف ذراعيه و قال : هل انت بخير ؟

- هل تحاول أن تبدو لطيفًا قبل أن تنهال علي بأسئلتك ؟

- هل تريدين أن نبدأ بالاسئلة اولًا ؟

- أجل رجاءً ...

تنهد جين ، ثم نظر بجدية لها عاقدًا حاجبيه..

- ما الذي حدث بالضبط حتى اصبحتي في سيارة جوزيف ...

- لقد كنت هاربة من المنز- هل حتى يسمى منزلًا ؟
لقد كنت هاربة من ذلك المكان الذي كنت به ... انت لا تعلم ما الذي حدث معي هناك لذلك لا تلقي علي بمحاضرة فارغة ...

رفع جين حاجبه مستنكرًا ثم قال باستهزاء : ماذا هل قامو بتعذيبك ؟ بسجنك ؟ هل فكرتي مرتين قبل الخروج حتى ؟

عضت ماغريت شفتها السفلى بانزعاج ثم قالت بنبرة مرتفعة : أجل أجل استهزئ كما تشاء ، لقد سجنت إن كان التعبير يفي بالغرض، حبسني والدي في غرفة لأسبوع ! من دون أن يأتي الي أو يخبرني بأي شيء ، فقط يحشو الطعام في فمي و يخبرني عن طريق الخدم أنني يجب علي أن أنتظر أكثر !!
ما هذا الهراء ! ثم انت ! انت اخرجتني من منزلي عنوة لتأخذني لمكان لا يطاق ! انا لا اهتم إن كنت على وشك الموت أو أي شيء فقط لا اريد العودة إلى ذلك المكان !

- حقًا ؟! اذن هل كان سوف يكون جيدًا لو ركبتي في سيارة شخص آخر ! عليكي أن تحمدي ربك الف مرة بل مليون مرة بأن الذي ركبتي في سيارته هو جوزيف و الا لم تكوني لتعلمي ماذا كان سيحدث لك ايتها الحمقاء المغفلة !

- مغفلة يا جين ! اجل بالطبع سأكون مغفلة ! انتم من جعلتموني مغفلة انتم السبب في كوني هكذا ! لا تخبرونني بأي شيء فقط تسحبونني هنا و هناك من دون أي تفسير كأنني دابة تحركونها اينما تريدون ما هذا الهراء الذي تتفوه به !! اعلم بأنني كنت في خطر و اعلم بأنه خاطئ تمامًا بل خطير الذي فعلته لكنك لو كنت مكاني لتهورت مثلما فعلت !! أن تحبس بين أربع حوائط ليوم كامل فهو صعب فما بالك بأسبوع !!

- اذن أكان بالنسبة لك الهراء الذي حدث ذلك اليوم أفضل ؟! ماذا أن حصل شيء ما لكم ! هل كنتي واثقة بأنك ستبقين على قيد الحياة ! لقد كنتم مطاردين و على وشك الموت ! كانوا و بأي لحظة على وشك أن يوقفوكم لكي تنتهوا بين ايدهم قتلى !! ماذا كان سوف يحصل برأيك لو لم يتعامل جوزيف مع الأمر في النهاية ! كنتِ ستكونين ميتة لا محالة ! لا محالة !!
افتحي عينيك يا ميغ ... بغض النظر عن الذي يحدث معك لا يجب أن تعرضي حياتك للخطر !

- هراء انت فقط لا تعلم شيئًا ! لا تعلم شيئًا !

احتقنت عينا ميغ و احمر وجهها و كانت صرخاتها تتعالى مع كل جملة تتفوه بها .. كانت منزعجة من كل ما يحدث ، و لأن اللوم حقًا يقع على عاتقها و لكن السبب الرئيسي كان والدها الذي قد وضعها في الغرفة من دون أية كلمة ... كانت لا ترغب في إظهار ضعفها لجين الذي كان يحاول تهدئة نفسه اثر انفعاله عليها قبل قليل ... حتى قالت له : انا لا اعلم شيئًا ، كلكم تخفون عني الكثير من الأمور ، لقد قلت لي بأن آرثر على قيد الحياة ، قلت لي بأنه في المشفى ، لقد رغبت برؤيته ! أردت رؤيته! لكنك لم تمنحني الفرصة لأقول لك ذلك ، و كأنك لا تريد مني أن أقول لك بأن تأخذني إليه لأنك تعلم بأنني سأفعل ! ... قلت لي فجأة بأن آرثر أخاك من دون أن تزيد ولا أي حرف واحد ! لم تشرح ! لم تبرر ! لم توضح ! لقد بقيت في تلك الغرفة عالقة في أفكاري طوال الوقت ! حبيسة لسجن من الذكريات البائسة ! توقفوا عن فعل ذلك ! ارجوكم فقط إن كنتم لا تريدونني أن أعلم شيئًا اذن لا تقتحموا حياتي و تلتصقوا بي ثم ترحلون مخلفين اسئلة كثيرة في رأسي !!

تعجب جين من قولها .. و شعر بنوع من المسؤولية تجاه هذا الأمر ، فبالفعل كان قد تركها خلفه من دون أن يخبرها بأي شيء بعد هذا ... لحظ انزعاجها و تفاجأ حينما رأى عبرة تنساب على وجهها بينما هي كانت تحدق بالأرض بانزعاج ... فتقدم نحوها ببطئ و وقف أمامها .. فرفعت بصرها نحوه ، حدق بها قليلًا ، و ارتخت ملامحه بينما يمسح عبرتها بظهر يده ، ثم رفع ذراعه و وضع كفه خلف راسها ليقربها منه و يركي رأسها على كتفه الأيمن و يربت عليه ببطئ ...

- انا اسف .. حسنًا لذلك توقفي عن هذا ..

- اصمت ايها الاحمق ، أتوقف عن ماذا ؟

قالت ذلك بصوت منزعج ..

ساد الصمت قليلًا ..

و لكن مارغريت لم تحب هذا فداست على قدمه فانزعج و قال : حسنًا لا تفعلي هذا يا فتاة ...

سمع ضحكة خافتة فابتسم ..

و لكن قُطعت هذه اللحظات الشاعرية بدخول كاترينا للغرفة فجأة فنظرت لهما ببرود ثم قالت : ما يكما تصرخان ؟
و عندما لحظت مارغريت تركي رأسها على كتفه قالت : اوه اسفة هل قاطعت شيئًا ؟

اندفعت مارغريت مبتعدة عن جين ناظرة لها بعينيها المحمرتين فقالت كاتي بتفاجؤ : هل كنتي تبكين ؟ هل انت السبب ايها الوغد ! من غيرك سيكون ! كيف تجرؤ !

تنهد جين بانزعاج .. ثم ابتعد خطوة عن مارغريت .. و قال بانزعاج : أجل أجل انا السبب الان فقط سوف أخرج و ابقي معها و هدئي من روعها ... اه و انتي ، سوف تعودين معي إلى المكان الذي هربتي منه ...
كان يشير لوجه مارغريت بينما يقول ذلك فردت مارغريت بانفعال

- ماذا ؟

- هذا ما لدي ، الان المعذرة ...

قال ذلك و هو يخرج من عتبة الباب ثم اغلق الباب وراءه ...

نظرت كاتي إلى مارغريت نظرة مشككة و هي تضيق بعينيها فقالت مارغريت : ماذا ؟

- ما الذي ؟

- في احلامك ..

- اوه هييااااا ...

مسحت مارغريت دموعها ثم ابتسمت


- اعطني منديلًا ...

*******


في هذه الأثناء ..

في محطة القطار .. بين جموع الناس الوفيرة في هذه المحطة الكبيرة التي تضم أشخاصًا من جميع أنحاء البلاد لكي يذهبوا في رحلة للسفر إلى الدولة المجاورة ...

كان يقف أمام قاطع التذاكر ذلك الرجل بحلته القاتمة ، يرتدي زيًا اسود بالكامل ، يشتري تذكرتين من الدرجة الأولى لرحلة بالقطار المتجه لإيريونيا...

كان الشاب الذي يرافقه يجلس على احدى كراسي الانتظار , يرتدي كالاخر ثيابًا سوداء بالكامل , لكنه قد ارتدى بالاضافة لذلك نظارة شمسية قاتمة جعلت من شعره الاشقر أكثر لمعانًا و جاذبية ... كان يصفر بينما ينتظر للاخر ليقطع التذاكر ...
و كان يتابع الناس الذي يتحركون حوله , و يركز بالاصوات التي باتت مزعجة لكثرتها و اختلاطها ببعضها ..
اقترب جون من الاشقر ليقف امامه و يقول له بنبرة مرتفعة قليلًا حتى يسمعه : هيا سوف ينطلق القطار بعد قليل ..
نظر آرثر له ثم للتذاكر التي بين يديه ليقول له بسخرية : لماذا تذاكر الدرجة الاولى ؟ ليس عليك ان تكون كريمًا ..
رد بنفس النبرة : ليس و كأنها من اجل راحتك انت مجرد مرافق فقط...
- اوه حقًا ؟
نظر له جون بفتور
فرمقه آرثر بنظرة مشمئزة مع تعبير منزعج
لحظ جون انزعاجه لكن ليس و كأنه سيفعل شيئًا لأجل ذلك فقال بهدوء
- اذن قف و اتبعني ..
التفت جون و بدأ بالمشي مبتعدًا .. فوقف ارثر بانزعاج و لحقه مهرولًا ..
و عندما اصبح بجانبه قال بامتعاض : لماذا تتصرف هكذا ؟
- لأنني اشعر و كأنني اتعامل مع طفل و ليس شابًا في الثامنة و العشرين من عمره
- انا لم ابلغ الثامنة و العشرين بعد
- لقد فعلت قبل قبل خمسة ايام
- اوه حقًا ؟ ما تاريخ اليوم ؟
- هل تسخر مني ؟
- لا لم املك ما يكفي من الوقت لأنظر لتاريخ اليوم

تنهد جون ثم اشار له لينظر الى احدى اللافتات التي تعرض اليوم و التاريخ و الساعة ..
اصدر ارثر همهمة تدل على انه قد عرف ما تاريخ اليوم ثم قال : لما تعرف متى عيد ميلادي ؟

وقف جون ثم نظر له نظرة " هل انت جاد ؟ " ففهم ارثر و تمتم : اوه اجل صحيح , انا ابنك " المفترض "

قال ذلك مشددًا على آخر كلمة

اكملا سيرهما بصمت غريب و لكن جون كسره عندما سأل ارثر ما يلي

- متى عيد ميلاد ماري ؟
- في السادس من اكتوبر
- عيد مولد صديقة طفولتك ؟
- مارغريت ؟ انه في الثاني عشر من ابريل
- ذاكرتك جيدة ، هل تتذكر عيد ميلاد كاميليا ؟ والدتك ؟
حدق آرثر بالارض قليلًا ثم قال : حسنًا لم اكن اعلم به , لكنني قد عرفته قبل مدة و حفظته .. انه في الثالث من اغسطس ..
- انا و والدتك ولدنا في اليوم ذاته ..
- هل كنتما في العمر ذاته ايضًا ؟
- اكبرها بخمس سنوات
همهم آرثر متفهمًا ..
كانا ينتظران امام السكة ريثما يقطع قطار الدرجة الثانية الطريق لكي يصل قطار الدرجة الأولى ..
بدأ آرثر بالتصفير مرة اخرى فقال جون بانزعاج
- توقف عن هذا يا فتى انا لا اطيق صوت التصفير
- ليس و كأن ذلك يهمني ..
- انا لا افهم لماذا تتصرف بهذه العجرفة
تابع آرثر تصفيره متجاهلًا جون الذي يكبت رغبته في إسكاته بطرقٍ عنيفة بالكاد .

على كلٍّ لم يتأخر وصول القطار كثيرًا ... و بدأ الناس بالمشي يتلاحقون رغبة في الإسراع بالركوب ... آرثر كان متضايقًا من الزحام .. على القطار الثاني و الذي كان متوقفًا
أمام القطار الذي من المفترض لهما ركوبه . فابتعد ينتظر الأمور لتهدأ .. فنظر جون له
ثم هز رأسه بقلة حيلة ثم قال : هل استطيع تغيير المثل ل " من شابه اخاه فما ظلم " ؟ ام اننا جميعًا على نفس الشاكلة ؟

لم ينتظر جون كما فعل آرثر بل اتجه مباشرة للقطار الأول عابرًا الزحام .
و صعد الى القطار ثم التفت ينظر لآرثر يشير له بالمجيئ , انتبه آرثر لاشارته فزفر بانزعاج ثم بدأ بتخطي الحشود ..
وصل آرثر أخيرًا .. فدخلا عبر باب المقطورة
ليعبرا حتى يصلا للغرف المجهزة..
دخلا غرفة بعد ان ثقبا التذاكر . جلس جون على المجلس بجانب النافذة و اراح ظهره مسترخيًا ..
فنظر له آرثر باستغراب ثم قال : فقط هكذا ؟
- ماذا ؟
قال جون بعد ان رفع بصره له ...
- ليس و كأن هنالك شيئًا ما سنقوم به في القطار صحيح ؟ , اريد ان اريح نفسي قليلًا ..
- بلا بلا بلا ..
قلب جون عينيه ثم اتكأ بيده على المنصة الخشبية قرب النافذة , ثم قال بخفوت : بدأت اشتاق لجين ..
التفت للنافذة ثم ابتسم ابتسامة طفيفة و اغمض عينيه و اتبع : ان ايقظتني اعلم بأنك ستموت ..
جلس آرثر بعد أن رمقه بحدة .. ثم نظر للنافذة و تابع حركة الجمادات خارجها ..
و من هنا ابتدأت رحلتهما الطويلة الى ايريونيا ..

-------

ملاحظة من الكاتب


at167674383072441.jpg



هذا خط مسير القطار ... ضض1


-----


عندما حل المساء ... كان القطار قد قطع حدود ايفان و بدأ بالسير في خط السهول التي بين كل من حدود ايفان و ايريونيا ..
كان جون قد حصل على غفوة بالفعل كما تمنى .. و عندما استيقظ وجد ارثر نائمًا هو الاخر ..

اراد ان يغير الوضع .. فخرج من الغرفة متجهًا نحو القاطرة المجاورة و التي كانت القاطرة التابعة للمطعم ..
مشى فيها قليلًا , كان هنالك بعض الاشخاص الذين ارادو ان يسهروا فيها .. نظر للساعة فوجد بأنها الثامنة مساء ..
عاد للمقطورة السابقة و مشى قاطعًا الغرف حتى وصل لآخر غرفة امام الباب الذي يفصل بين هذه المقطورة و المقطورة التي تليها ..
كان نظام هذا القطار محدثًا .. اذ انه قد تم دمج كل من مقطورة الغرف و مقطورة المطعم معًا حتى يكون التنقل سهل بينهما ... بالاضافة لمقطورة المجلس و التي كانت خلف مقطورة الغرف حتى تكون بعيدة ً عن اصوات محركات القطار ....و كان هنالك مقطورة العمال و التي تكون بعد مقطورة المطعم و قبل رأس القطار ..
اما اخر مقطورة فكانت مقطورة الامتعة ...
على كل .. اراد جون ان يقطع مقطورة الغرف ليذهب لمقطورة المجلس و لكن استوقفته محادثة ما جعلت من جسده يتصلب في مكانه ..
كان الاشخاص في المقطورة يستخدمون شيفرة معينة في الحديث .. و كانت معهودة بين افراد المنظمات في فترة ما اثناء الثورة ...
و بالطبع كان جون ملمًا بها اذ انهم كانو يتعلمون هذا النوع من الشيفرات في فرق العمليات الخاصة حتى يستطيعوا فك هذا النوع من الرموز ..
و خلاصة القول كانت ..
- هل كل شيء جاهز ؟
- اجل بقي فقط ان نبدأ بتنفيذ العملية كما هو مخطط ..
- ماذا عن القنابل ؟
- انها موضوعة في الاماكن المتفق عليها ..
-جيد ..
كان جون يستمع بتركيز .. و لكن قطع عملية تنصته على هذه المحادثة هو صوت ارثر من الخلف و هو يقول : ما الذي تفعله هنا ؟
لما تقف هكذا ؟ ..
بعد ان قال ارثر ذلك , سُمعت أصوات ضوضاء قادمةً من الغرفة فامتقع وجه جون عند سماعه لصوت حفيف قادم منها ..
فحاول فتح الباب فكان مغلقًا ..
- تبًا ..
قال بانزعاج بينما يركض لغرفته و فتح النافذة ليخرج رأسه و ينظر لمكان النافذة ... و عندما رفع بصره وجد ظلًا لشخص ما يتسلق للاعلى ..
- ما الامر يا هذا ؟ ما الذي يحدث !
قال آرثر بانفعال ... فأجابه جون بهدوء على الرغم من تعابيره المنزعجة بعض الشيء
- حسنًا يمكن القول بأن الامر قد انقلب للشيء الذي تتوق له منذ بداية الرحلة ؟
ظهرت تعابير استنكار على وجه ارثر و لكنه ازالها لتحل محلها ابتسامة خبيثة بينما ينظر لجون
- هل هنالك لعبة ؟
- لعبة خطيرة ..





at166845030587052.png



و هون انتهى الفصل ب11

كان فصل طويل و لكنه مليئ بالاحداث الرائعة بنظري ... مع انه كلهم ثلاث مشاهد هه4

بس بسيطة .. المهم ... الفصل الجاي مش عارف ايش رح يكون فيه فجهزوا حالكم لأي اشي
و خلي عندكم قناعة انه البقاء لله و3

يلا سلام ...

دمتم في أمان الله ~


at166844953246932.png


 
التعديل الأخير:

S a n d r a

مشرفة فضاء التون ~
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,280
مستوى التفاعل
23,849
النقاط
868
أوسمتــي
6
العمر
17
توناتي
5,879
الجنس
أنثى
LV
1
 
حوار خفيف بين الكاتب و من يقرأ ....


من الملل ، بتكلم لك شوي عن الشخصيات ، أو خلينا نحلم سوا بمواقف ممكن احطها بالرواية بعدين ... فخليني اشاركك بأفكاري...

اممم ....

شوف ...
هسا نبلش بمارغريت...
بتعرف ، انا كثير بحب مارغريت ، يعني شخصيتها بتعجبني ، مع اني بخاف دائمًا اني ما بعطيها حقها بالرواية ... بحاول كثير اني اجيب شخصيتها صح ، بس لانه صار في شخصيات كثير صار لازم اضبط طابع معين لكل شخصية و اوازنهم ،

مارغريت ، شخصيتها هادئة بالعادة ، يعني ما بتحكي كثير عشان تعودت عالوحدة ، بس في اشخاص اثروا عليها بحياتها خلوها أكثر تفاعلًا ، صارت بتقدر انها تضحك بعفوية أكثر ، تمزح أو تكون ساخرة ، بس في اشخاص بيثقل جوها لما تتعامل معاهم ، مثلا ، ابوها لما تحكي معاه بتتوتر ، لانها ما بتعرف كيف لازم تتعامل معاه ، ... رح تشوف أكثر طبعًا بالفصول الجاية عن ادوارد ، ما رح افشق عنه . رح تعرف ليش و كيف و شو صار معاه عشان وصل هو و مارغريت لهالحالة ،،، رح نعمل فلاش باك و حركات ... و رح انشف دمك بآرثر و جون ه1

ننتقل
 

S a n d r a

مشرفة فضاء التون ~
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,280
مستوى التفاعل
23,849
النقاط
868
أوسمتــي
6
العمر
17
توناتي
5,879
الجنس
أنثى
LV
1
 
هسا خلينا نروح على جين شوي ...

انا بصراحة هاد البني ادم عجقني أكثر من ما عجقته هم2

يعني أنا كنت حابة كثير اسم جونثن عليه ، بس مش عارفة ايش ضرب على مخي عشان اخليه جين :)
مع اني بشوف أنه جين لابق بس والله جونثن احلا ، تف على شكلي غ11

+ جين ابدا مش واضح ، يعني حتى انا بواجه مشكلة بنقل شخصيته بالشكل الأمثل الك...
جين نوعًا ما زيي احيانًا بحس بالتناقض ... رح احكي عن الموضوع هاد لا تخاف رح افصل ليش بحس بالتناقض ...

طبعًا انا ما بركز كثير بموضوع الجملة هاي اللي بكتبها ببداية الفصل ، فبالفصل لما جبت عن موضوع تدخين جين اكيد لاحظت انه انا خليت انه هو وحيد و هيك ، بس فعليا جين محاط بكثير من الاشخاص و في كثير ناس بحبوه و بيدعموه بس في اشياء بتحز بالقلب ، و رح نفهمها انا و انت مع بعض بالفصول الجاية بإذن الله:)

أكثر اشي متحمسة اله هو الكتابة عن العلاقة الأخوية بين جين و آرثر ... يا زلمة اقسم انه على قد ما فيي اشياء ببالي بدي أسويها بالرواية حاسة انها ما رح تخلص ، و انك رح تقرف منها من وراي ،. بس شو بدي اسويلك ، يعني أنا في كثير اشياء بدي انقلها ، و اذا فخامتك بتحب تكمل معي شكرًا الك كثير و احلى بوسة عالراس لوسيفر16


فمثلًا بعد الأحداث اللي رح تصير رح تتوطد أكثر علاقة جين و آرثر ، طبعًا دراما مارغريت و آرثر + دراما مايكل + حقيقة الأمر اللي بتهتم فيه عائلة كلاوثيارد + ادوارد و بنته ، كله هاد بالفصول الجاية ( والله مش عارفة متى بدي اكتب كل هاد الله يعيني و يعينك ) و3
 

S a n d r a

مشرفة فضاء التون ~
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,280
مستوى التفاعل
23,849
النقاط
868
أوسمتــي
6
العمر
17
توناتي
5,879
الجنس
أنثى
LV
1
 
اخر شي بحب كل حدا قرأ روايتي ، شكرًا لكل زائر ، و كل عضو مر ولو للحظة على هاد المكان المهم بالنسبة إلي ،،، كثير بحبكم و بتمنى انكم تكملوا معي لآخر المشوار ، رح احاول قدر المستطاع البي توقعاتكم باللي بكتبه و بنقله الكم و3

مرة ثانية بشكركم و جد جد بحبكم كثير ق10 جوجو1 و3

Heart Flowers GIF by Magda Kreps
 

S a n d r a

مشرفة فضاء التون ~
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,280
مستوى التفاعل
23,849
النقاط
868
أوسمتــي
6
العمر
17
توناتي
5,879
الجنس
أنثى
LV
1
 
at166844978574161.png






at16695065057311.png

S A L W A




احاديث صغيرة و حوارات قصيرة قد تجمع الاشخاص بسرعة ..
كلمات لطيفة و تعبير صادق من شخص ما قد يجذب الاخر اليه أكثر ..
تفهمٌ لأحزان و محاولة ازالة الهموم سوف تجعل القلب يميل في النهاية ..



at166845030578221.png



الفصل الرابع و الثلاثين : ( " استمعي إلى قلبك " )




جلست ذات الضفيرة الشقراء على جانب السرير الكبير و الذي يفترض رغم كبر حجمه بأنه سرير لطفل في السابعة من عمره .. كان صاحب السرير يستعد للنوم و كان من عادته ان يستمع لتهويدته المفضلة التي تتلوها هذه الشقراء عليه قبل النوم كل ليلة ... و لكن هذه المرة كان هنالك شريك اضافي لهذه الامسية , كان الشاب جون الذي قد كان في بداية عشرينياته .. نظر الطفل بانزعاج لجون ثم قال : الم تقل بأن لديك عملًا غدًا و في وقت مبكر ؟ لما انت هنا ؟

ابتسم جون ابتسامة ساخرة لتلمع عيناه بلونها الاخضر الذي به بعض البهتة .. ثم نظر للشقراء فابتسمت له فتنهد ثم قال : حسنًا لست هنا من اجلك فعليا , لقد مرت مدة لرؤيتي كاميليا ايها الطفل المزعج ..

- الهي

قالت كاميليا بتفاجؤ مصطنع ثم ضحكت ساخرة على كلامه .. فانزعج الطفل اكثر : و لما عليك رؤيتها الان ! انه وقتي الخاص قبل النوم !

- انت معها كل يوم ايها الطفل المزعج اريد البقاء قليلًا فما الذي يضرك بوقوفي امام الباب هنا !

- انا انزعج فقط من رؤيتك هكذا ! اريد الحصول على وقتي الخاص مع كاميليا !

تنحنحت كاميليا ثم قالت موقفة هذا الجدال : حسنًا سيد مايكل انا سوف اتلو التهويدة من اجلك لا تقلق .. و اما انت يا سيدي الشاب فأرجو الا تضايقه هكذا انت تعلم بانه ينزعج بسرعة لاستفزازك الزائد .. و الان لنتفق على انني سأنشد التهويدة ثم سأخرج , لذلك فلتسمح له يا سيدي الصغير بان يقف هناك قليلًا من دون اي صوت و عندما انتهي سوف يخرج , ها ما رأيكما ؟

- انا موافق عن نفسي ..

قال جون و هو يرفع يده مشيرًا الى موافقته .. فنفخ الطفل وجنتيه منزعجًا فأصبح كسنجاب ممتلئ فمه بالبندق .. ضحكت كاميليا لمظهره .. ثم امسكت بكفه الصغيرة و بدأت تداعبها بإبهامها و بعدها نظرت لمايكل و بدأت تتلو تهويدتها ..

- حديقة النجوم -

- مليئة بالنجوم -

- و هنالك نجمة -

- بين مجموعتهم تبكي~ -

- تبكي ~ -

- سألها الطفل الصغير ما بكِ ؟~ -

- لما تبكي ؟~ -

- قالت له النجمة لقد أضعت ضوئي ~ -

- أين ضوء النجمة ؟ -

- أين ضوء النجمة ؟~ -

قاطع نشيدها صوت الصغير و هو يسأل سؤالًا .. : لما كانت النجمة تبحث عن ضوئها ؟ هي تستطيع العيش بدونه صحيح ؟

اتسعت عينا كاميليا من السؤال المفاجئ ثم ابتسمت لظرافة السؤال , فابتسم مايكل لابتسامتها ...

- ان النجمة قد اضاعت ضوئها و الذي تعتبره اهم شيء في حياتها .. و هي خائفة عليه لانه قد ابتعد عنها فهي قد فقدته ,

- كيف ذلك ؟

- النجمة يا مايكل لتنير تحتاج للضوء , ضوءها قد اضاعها في طريقهما لسماء الليل حتى ينيرا معًا و هما متحدان في سماءنا .. اليست رؤية النجوم و هي تنير تشعرك بالسلام ؟

- اجل و لكنني اسأل لماذا كانت النجمة مصرة على ايجاده هو ! اليس هنالك ضوء اخر مثلًا تتحد معه لكي تنير ؟

- سؤالك مثير للاهتمام .. ليس كل ضوء قد يكون ملائمًا لهذه النجمة , فضوءها كان دافئًا بالنسبة لها هي , كان مهمًا بالنسبة لها هي , كان عزيزًا عليها و لذلك كانت تبكي لأنها عاجزة عن ايجاد اكثر شيء تهتم لأمره في حياتها ! و هو ضوءها الذي تفرح عندما ينيران معًا ! .. كما لديك يا مايكل شخص ما انت تهتم لأمره و تحبه و تعتبره نورك و ضياءك كذا النجمة لا تستطيع العيش من دون ضوءها و لذلك كانت تبكي لفراقه ..

صمت مايكل قليلًا ثم سأل باهتمام

- كيف اعتبر شخصًا ما مهمًا و من يكون ذلك الشخص ؟

- لماذا اسئلتك كثيرة ؟

ضحكت كامليا لفضوله المفاجئ و لكنها تريد اشفاء هذا الفضول بما لديها فأتبعت : حسنًا تعتبر الشخص مهمًا عندما تشعر بالامان من حوله , تشعر و كأنك تستطيع ان تبدو على طبيعتك معه , يكون شخصًا لا تتحمل فراقه و لا تقبل ابتعاده عنك لتعلقك به ..

- لماذا ؟

- لأنك قد تعتبره مهمًا ربما لصفاته التي تحبها به و ربما يكون مقربًا منك جدًا لدرجة لا تتخيلها فتقلق لابتعاده و تخاف ان تفقده , سوف تقلق ما ان كان يبادلك مشاعر الاهتمام , سوف تهتم لكل شيء حوله، سوف تشعر و كأنه ضياء لعالمك المعتم الذي تزعم بأنه سيكون معتمًا لولاه ! سوف تجده نورًا يضيء فضاءك الخاص , ينير دربك و طريقك و يكون لك عونًا في الحياة ! سوف يكون أعز الاشخاص عليك و اقربهم من قلبك ..

قالت ذلك و هي تضع اصبعها على صدره مشيرة للقلب النابض في الداخل ..

- من هو ذلك الشخص ؟

- هذا ما سوف تكتشفه انت لاحقًا عندما تجده ..


*******

فتح مايكل عينيه بعد سباته الطويل الذي قد استمر لساعات على ما بدا له , فقد فتحهما ليجد المكان معتم الاجواء و ليس هنالك الا ذلك الضوء الخافت للمصباح بجانب السرير .. رفع ظهره قليلًا ليتكئ على مسند السرير ثم تنهد و فرك جبهته لانزعاجه من بقايا الم الصداع الذي اصابه .. سمع صوت خطوات قادمة من الداخل . تحديدًا من الممر , كانت خطوات سريعة و علا معها صوت شخص ما يتحدث بنبرة عالية بعض الشيء " انا اعتذر لكن السيد كلاوثيارد لا يستقبل اي اتصالات من الصحافة الان .. سوف اغلق اخط "

رفع مايكل حاجبه متسائلًا عن سبب اتصال الصحافة به , و لكنه قد قرر الا يزعج نفسه بهذا الان فهو سوف يتعامل معهم بالنهاية . رفع بصره قليلًا لينظر لعتبة باب غرفته و التي كانت تقف عليها تلك الشابة التي تحمل صينية من الطعام .. كانت سماعة الهاتف المتنقل الذي نزل على السوق حديثًا بين كتفها و اذنها تضعه هناك لاتشغالها بحمل الصينية , كانت قد انهت مكالمتها بالفعل عندما دخلت الغرفة , التقت عيناها بعينا مايكل الذي قد كان ينظر لها باهتمام و الذي فهمت بأنه يتساءل عما يحدث , فابتسمت ابتسامة طفيفة و وضعت الصينية على الطاولة الصغيرة التي بجانب السرير و بعدها اخذت بالهاتف و وضعته جانبًا , اقتربت و جلست على طرف السرير , وضعت يدها على جبهة مايكل متحسسة درجة حرارته .. ثم ابدت تعابير منزعجة , فقامت من على السرير لتذهب للخزانة الطويلة بجانب المرآة و تفتح الدرج الاول

- يا الهي يا رجل , كيف لم تنخفض درجة حرارتك بعد ؟ هل اصبت بالحمى ايها الاحمق ؟ كم مرة قلت لك الا تنام بملابس خفيفة من دون غطاء في الصالة و من دون ان تشعل المدفأة , لا تظن بأنه لكوننا في الربيع فذلك يعني بأنك ستسلم من المرض، مناعتك كالجحيم عليك ان تهتم بنفسك قليلًا ..

لم يرد مايكل , بل بقي صامتًا و هو يراقبها تحضر علبة من الدواء السائل و كأس ماء قامت بصب بعض الماء به .. جلست مرة اخرى على طرف السرير , ثم اخذت بملعقة الطعام و صبت من الدواء ..

- انا لن اضع هذا في فمي ..

قال مايكل مشمئزًا

ابتسمت هارلين ابتسامة مصطنعة بينما تضع الملعقة امام فمه : هيا مايكل و الا حشوتها في فمك .

حدق بالملعقة قليلًا ثم ارتخت ملامحه , امالت هارلين براسها متساءلة عما يحدث معه فنظر لها و حدق بزرقاوتيها فبادلته التحديق ..

- هل اتصل السيد كينز ؟

قطبت هارلين حاجبيها عندما سمعت ذلك السؤال منه ... نظرت للملعقة قليلًا , و فاجأته بحركة مباغتة تفتح بها فمه بيد لتحشو الملعقة فيه باليد الأخرى، اتسعت عيناه متفاجئًا و كان على وشك بصقه بسبب الطعم المقرف الذي لامس لسانه .. و لكن هارلين حذرته : ان فعلت فسوف افرغ العلبة في فمك ..

ابتلع مايكل ما في فمه بصعوبة فناولته كأس الماء , نظر لها بعيون حاقدة فابتسمت بسخرية , تناول كأس الماء منها ثم هم بشربه ..

- لقد فعل , لقد اتصل بالفعل في عصر هذا اليوم .. لقد اراد مناقشتك عن مراسيم الجنازة و لكنني قلت له بأنك مشغول و لست متفرغًا , فطلب مني مساعدته بهذا , و قد اتى الى هنا بعد ذلك ليتفقدك من دون أن ينبهني حتى او يتصل، أتى فجأة , لذلك اخبرته حقيقة كم كنت متعبًا و ارتفاع ضغطك المفاجئ جعلك بهذه الحالة .. تفهم ذلك و بدأ بمناقشة الامر معي , كان مصرًا على انهاء الامر اليوم قبل الغد , حسنًا انا اتفهمه فهذا ليس شيئًا قابلًا للتأجيل ..

كان مايكل صامتًا بينما يستمع لذلك , و لم يكن حتى ينظر لها بل كان يحدق بيديه اللتين قد قبضهما معا اثر سماعه لكلمة جنازة .

نظرت الى اين كان ينظر , جمدت تعابيرها أكثر .. و لكنها التفتت لتقف و تمشي باتجاه الباب بينما تقول الاتي

- حسنًا ارجو ان تتناول الطعام .. و لكن فالتصبر ربع ساعة قبل ذلك .. سوف اخرج لإكمال بضعة امور , ان احتجتني فالتنادي علي فقط ..

- اذن هارلين ..

توقفت عن السير ..
- لم اتوقع ان تناديني بهذه السرعة

- فالتبقي قليلًا ..

قالها بصوت خافت , شعرت بالاسى من ذلك .. انه يبدو قلقًا ..
" لما انت قلق ؟"
فكرت بينما كانت تعود ادراجها لتجلس بجانبه بينما تحدق بتعابيره الهادئة رغم ما يجوب داخل قلبه ..

- مايك

قالت بصوت متهدج .. فرفع ناظريه لها , راقبت تلك العيون المحتقنة , شعرت بعينيها تحترقان .. و لكنها تماسكت , ارادت ان تقول شيئًا ما لكن الكلمات لم تسعفها .. كانت خائفة من هذا اكثر من اي شيء , الا تكون قادرة على مواساته , الا تكون قادرة على ان تخبره اي شيء قد يخفف من همه

- ليس عليك مواساتي , انا لست بحاجة لذلك , انا فقط احتاجك هنا بجانبي , لا تقولي اي شيء لا تخبريني بأي شيء , فقط دعيني اشعر بوجودك حولي كما العادة ..

" تبًا لكما يا عيناي هذا ليس وقتكما .."
التفتت لتمسح دموعها التي كانت على وشك النزول , لا تريد هارلين ان تري مايكل دموعها , عليها ان تبدو قوية حتى يستجمع بعضًا من بأسه .. انها تتفهم مشاعر الفقد التي يشعر بها .. فقد فقد الكثير من الاشخاص المهمين في حياته , والديه , مربيته , صديقه الاقرب اليه و ها هو ذا يفقد جدته . تعلم هارلين انه و على الرغم من علاقته السيئة بجدته .. و على الرغم من بعدهما عن بعضهما الا انهما قد كانا يجتمعان بنوع معين من العلاقة التي قد قاما بانشاءها بينهما , علاقة بعيدة مليئة بالمشاعر .. لم تكن هارلين بقربه عندما سمع خبر وفاة جدته , كانت في المهمة على الحدود , كانت مضطرة للذهاب , هي لن تستطيع الا تذهب , لكن عقلها و قلبها كانا مع مايكل خائفة من كل شيء قد يحدث , و بالفعل قد حدث الكثير ..

عندما دخلت الى المنزل وجدته نائمًا على الاريكة و قد كان وجهه شاحبًا , ذعرت عندما حاولت ايقاظه فلم يستيقظ .. لقد حدث هذا مرة عندما بقي في العمل لخمسة ايام متتالية , و قد قال مساعده بأنه لم يستطع النوم الا في اليوم الرابع و انهمك بالعمل في الخامس , فعاد لها مرهقًا لدرجة الاغماء ..

قاست ضغطه فوجدته مرتفعًا فأعطته دواءً و قامت بنقله الى الغرفة , كان امرًا مجهدًا لكن لا احد هنا للمساعدة .. استطاعت في النهاية ان توصله الى الغرفة بعد صراع للصعود على الدرج ..

...
نظرت له و تتبعت مجرى تعابيره بكل هدوء , لترتسم ابتسامة على وجهها , امسكت بيده و شدت عليها بقوة .. ثم قالت بصوت هادئ به نبرة دافئة لتطمئنه : انا معك يا مايكل, انا سأكون متواجدة معك دائمًا .. اعدك .. اعلم بأنني قد لا افي بوعدي الى النهاية .. لكن فالتعلم بأنني سوف ابذل جهدي كي ابقى بجانبك .. ما دمت انا على قيد الحياة و اتنفس على هذه الارض فسأستغل هذه الانفاس لأبقى بجوارك فقط ..

كانت ما تزال تداعب يده بابهامها .. اسدلت اهدابها لتنظر لليد التي تداعبها , فراقب هو تلك العينان التان تبتسمان بدفئ .. و ثغرها الذي كانت زاويته مرتفعة بخفة .. شعر ببعض الراحة لكلامها .. او بالأحرى انزاح بعض من الهم الذي يشعر به

- حسنًا انا اعلم تمامًا بأنك تكره حساء الخضر الذي اعده , و ما زلت اتذكر ذلك اليوم الذي بصقته فيه قائلًا بأنه مقرف و لكن هذه المرة سأجعلك تتناوله بالكامل

- الم تضعي ملحًا ؟

- لديك ارتفاع في الضغط , و قد كان مفاجئًا .. اتريد الموت ؟ اذا كنت كذلك فالملح سيفعل من اجلك ..

ابتسم رغمًا عنه , فلم يقدر على كبح ابتسامته و لكنه محاها عندما رأى صينية حساء الخضر تقترب باتجاه حضنه .. حدق بالبازيلاء و الجزر و مكعبات البطاطا التي تسبح بالحساء و شعر برغبة بالتقيؤ قبل حتى ان يضعه في فمه ..

- انت لست طفلًا يا مايكل انت في الثانية و الثلاثين كن عاقلًا لو سمحت ..

- عندما يأتي الامر لحساء الخضر هذا قد اصبح في السابعة لا تفرق معي ..

قال ذلك و علامات الاشمئزاز تكتسح وجهه بالكامل

- هيا حبيبي اللطيف ان لم تأكله فسأبقى اعده للأيام القادمة حتى تشعر برغبة بأكله في النهاية ..

قالت ذلك و هي ترفع معلقة الطعام نحو يده .. فتناولها منها ثم قال بينما ينظر للبطاطا التي قد صعدت على الملعقة لتنطلق برحلة نحو فمه .. : سأتناوله لأجل " حبيبي اللطيف " تلك فقط .. و بالمناسبة انا سوف اتقيأ هذا بعد تناوله ..

- اجل بالطبع هيا فلتبدأ

-------------

كانت الغرفة تعصف بها الهواء , صوت احتكاك عجلات القطار بالسكة عال .. و كان يتنصف الغرفة رجلان .. احدهما كان صامتًا ينظر للآخر و هو يخرج مسدسه من حافظته ..

- خذ

قال صاحب المسدس و هو يعطي مسدسه للآخر , فتناوله منه و بدأ بتفقده

- هل هو معبأ بالكامل ؟

سأل

- أجل تستطيع تفقده لا داعي لتسألني اليس كذلك ؟ على كل , سوف اذهب لتفقد المقطورات و انت ..

- هل الحق بهم ؟

قال الحامل الجديد للمسدس بعد ان اخرج رأسه من النافذة لينظر عبرها ..

- حسنًا لقد مر وقت اظن بأنهم استطاعوا به الفرار فلا ارجح هذه الفكرة , ثم ان هنالك نفقًا قريبًا سوف ندخل عبره

- اجل , ها هو ذا

قال بينما يدخل رأسه عندما رأى ان المسافة ليست ببعيدة عن النفق .. رتب خصلات شعره الشقراء التي قد نزلت على وجهه بعد ان أدخل رأسه ثم قال : اذن انت لم تشرح شيئًا .. لقد قلت بأن هنالك لعبة ما سوف تعجبني .. و رأيت اشخاصا يصعدون القاطرة و اخرجت مسدسك و ناولتني اياه ... ماذا الان عن ان تفسر الامر ؟

- اوه اجل بالطبع .. حسنًا هنالك قنبلة ...

- ما-

- ... بالاصح قنابل ..

- قنا-بل !!

- لا تتصرف بغباء

- لا تؤاخذني و لكنني أعبر عن صدمتي

ابتسم جون ابتسامة مصطنعة بينما ينظر لآرثر ففهم الاخر بأنه يسخر منه .. فزفر ساخرًا ثم قال : ماذا سوف تفعل ؟

تنهد جون ثم نظر الى باب المقطورة .. : سوف اذهب للبحث عن أولئك الأشخاص , اما انت فسوف تذهب للبحث عن القنابل ..

- و كيف سوف اعرف مكانها بحق الخالق ؟

- حسنًا انت المجرم الاول هنا بسببك لم أستطع إكمال سماع ما يقولون

- تضع اللوم علي و بكل وقاحة ..

رفع حاجبه عندما سمع ذلك ثم قال بنبرة حادة : لو انك لم تات لتقول بكل بلاهة ما الذي تفعله هنا لما كنا في هذه الحالة يا سيد ..

التفت جون ليتجه نحو الباب ثم قال : ايا يكن

- ما بك ؟ تتصرف كامرأةٍ في الأربعيينيات ..

سمع ارثر صوت تنهدٍ عميق مليئٍ بالهم .., فابتسم باستمتاع و وضع المسدس في حزام بنطاله ..

كان جون يتفقد الممر .. و بعد ان انهى استطلاعه التفت بهدوء لآرثر و قال له بصوت خافت قليلًا : سوف اذهب لأتفقد الامور حول المطعم و القاطرة الاولى .. اما انت فتفقد الجهة الخلفية ..

- عن ماذا سأبحث ؟

- حسنًا انا سأبحث عن أولئك الرجال .. هنالك اشخاص
في مقطورة الطعام سأذهب للتحقيق بالامر هناك , اما انت فابحث عن القنابل .. نحن على قطار, صوت القطار عال كفاية لوضع قنابل عادية .. لا اعتقد بأن القنابل ستكون في الداخل .. لكن للاحتياط فقط علينا البحث .. ان لم تجد شيئًا ابدأ بالبحث في الخارج .. حول النوافذ او شيئًا من هذا القبيل ..

- كم عدد الاشخاص الذين كانوا في المقطورة الاولى ؟

- اه لا اتذكر حقًا لكنهم كانوا اربعة أشخاص حسب ما استطعت تفريقه من أصواتهم .. على كل لقد سمعت بأنه بعد الساعة التاسعة سوف يتم فصل مقطورة المجلس عن مقطورة الغرف .. سوف يكون التنقل صعبًا بعدها لذلك اسرع ..

رفع جون يده لينظر لساعة معصمه الفضية .. : بقي نصف ساعة .. فلتسرع ..

اومأ له آرثر , فخرج جون اولًا و اتجه نحو اليمين ذاهبًا لمقطورة المطعم .. ثم خرج آرثر تاليًا متجهًا نحو اليمين قاصدًا مقطورة المجلس ..

بدأ يخطو رويدًا رويدًا .. و بحذر و هو يعبر القاطرة .. و بعد ان دخل قاطرة المجلس .. بدأ بالتلفت متفقدًا الوضع حوله .. خطى بضع خطوات يتوغل بها اكثر للداخل .. كان يجلس في المقطورة خمسة اشخص كما رأى... رجلان يجلسان مع بعضهما يحتسيان شايًا ... لم يكن يبدو عليهما و كأنهما دخلا للتو ليحتسيا فناجين الشاي .. فقد كان يبدو عليهما الاندماج في الحديث .. و كانت فناجين الشاي نصف ممتلئة .. و لذلك استبعد كون اولئك الرجلين هما من كانا قد صعدا القاطرة .. ثم ان هاذان ذوا بنية كبيرة بعض الشيء سيكون من الصعب التسلق عبر النافذة بتلك السرعة بهذا النوع من الاجساد . التفت بعدها لينظر للأشخاص الثلاثة الذين يجلسون متفرقين كل في مكان .. امرأة تبدو في الثلاثينيات تجلس على اريكة قرب النافذة .. رجل يقرأ كتابًا قرب الباب الذي يذهب للمقطورة الاخيرة .. و شاب يبدو يافعًا في بداية عشرينياته كان منهمكًا في كتابة بعض الاشياء على اوراق تم فرزها امامه على طاولة للشاي .. حسنًا لم يكن ارثر مهتمًا جدًا بالاشخاص الذين هربوا .. كان مهتمًا اكثر بأمر القنابل التي اخبره عنها جون ...

بداية , اين يمكن ان توضع قنبلة في غرفة مجلس في قاطرة قطار .. حسنًا ربما اسفل المقاعد ؟ لا مستحيل تلك المقاعد ملتصقة في الارض لا يمكن رفعها .. اسفل الارائك قرب النوافذ التي في الجهة اليسرى ؟ حسنًا لا اظن .. و لكن سوف نرى ..

اتجه ارثر نحو الارائك ليجلس على احدها .. و قد كان مقابلًا لتلك المرأة .. حدق آرثر بها قليلًا .. ثم اخذ بنظره نحو النافذة .. و بدأ بمراقبة الجمادات في الخارج و التي لا يلبث ان يلمحها حتى تختفي بسبب سرعة القطار .. اخرج من جيبه الداخلي ساعة بسلسلة .. كانت لوالده بالتبني ويل برنت .. حدق بها قليلًا .. ثم ارجعها لمكانها ..

" الفراش لا شيء غريبًا به كما توقعت , هم لن يكونوا حمقى ليقوموا بادخال القنبلة الى الفراش .. الا لو كانوا عمالًا في القطار .. لحظة هذا امر ضمن الاتحمالات , لقد قال جون بأنه سيتفقد جهة المطعم .. "

ابتسم ارثر ابتسامة ساخرة ثم وقف مرتبًا سترته , و قرر ان يغير موقعه ليذهب لتفقد الجهة الاخرى .. ليس هنالك حاملات امتعة في هذه المقطورة .. الشيء الوحيد الذي قد يكون تم اخفاء القنابل به هو المقاعد .. الطاولات مفتوحة من الجوانب .. و لا اتوقع بأن جنس البشر هؤلاء معتوهون لدرجة عدم ملاحظة ذلك .. لذلك استبعد وجود القنابل هنا ..

قرر ارثر الاتجاه نحو باب المقطورة .. اقترب من الباب ثم حاول فتحه فلم يفتح معه .. و فجأة سمع صوتًا من الخلف : بسسسست

ضيق ارثر عينيه ثم التفت ليجد رجلًا طويلًا اسود الشعر حنطي البشرة ازرق العينين , ذا رموش قصيرة و لكن كثيفة .. حاجبان مرسومان بحدة .. و لكن المميز هو تلكما الغمازتان العميقتان اللتان سوف تفضحا ابتسامته ان حاول اخفاءها .. و لكنه يظهرها الان بصراحة .. كان اطول من ارثر و لكنهما بنفس البنية تقريبًا .. كان يقف وقفة رسمية و يجمع يديه خلف ظهره ..

- ان الباب مقفل .. لا يسمح الا للعاملين بالذهاب الى هناك ؟ هل تحتاج شيئًا ؟

قال باهتمام .. لكن ارثر لا يحب ان يتدخل به احد ايا يكن فقال بنبرة باردة : هذا ليس من شأنك ..

اتسعت ابتسامة الرجل اكثر لتصبح غمازاته اكثر وضوحًا و عمقًا ..



----------

كانت تجلس فتاتنا ذات الشعر البني الطويل المتموج في المقعد المجاور لمقعد السائق .. تحدق بعين المها الجبلي العسليتين في الخارج , تتتبع حركة السيارات في الخارج بهدوء .. اما الاخر الذي قد كان يجلس على يسارها فهو مركز تمامًا على قيادته , ليس هنالك ما يعكر صفو هذه الاجواء الا الصمت المدقع الذي يعم المكان . التفتت مارغريت لتنظر الى جين بطرف عينيها .. كانت تشعر ببعض الغرابة تجاهه , هو صامت كالعادة اجل .. لكن لما يبدو و كأنه في مكان آخر .. لا ليس هكذا , انه يبدو متعبًا , ولا يستطيع التركيز جيدًا .. لقد كان يرمش بكثرة بينما يراقب الطريق و هو ما بدا غريبا لها , و كأنه لا يستطيع الرؤية جيدًا .. على الرغم من ان زجاج السيارة نظيف الا انه قد قام باستخدام الماسحة عدة مرات بالفعل .. كانت تشعر بالانزعاج لانها في النهاية قد انصاعت له و ركبت سيارته , و ها هما في الطريق الى القصر بعد ان اوصلا كاترينا التي طلبت من جين ان يوصلها الى منزل ابنة عمها لذلك كانت متأنقة ,و كذا الفتاتان الصغيرتان كلوي و كلارا ..

- مارغريت

قال جين محاولًا جذب اهتمامها اليه , فرفعت وجهها و نظرت له ..

كان كما العادة شديد الصوت و به تلك البحة الخفيفة التي يتميز بها , و التي تراها مارغريت شيئًا جذابا في صوته ..

- انا اعتذر ..

قال بهدوء .. بينما هي قد رفعت حاجبها الكثيف مستنكرة لما تسمعه , حسنًا ليست اول مرة تسمعه بها يعتذر لكنه يبدو غريبا , هنالك شيء ما يدور في رأسه ..

- استمعي جيدًا يا فتاة , و ركزي معي جيدًا .. لأن كل شيء سأقوله قد يكون مهمًا

صمت قليلًا منتظرًا اية ردة فعل منها , لكنها لم تتجاوب معه، فهم بأنها لا ترغب بالحديث فأردف : لا تظني بأن والدك يتصرف بعدوانية بشكل من الاشكال , او انه يتعمد فعل هذا بكِ ..

تعجبت مارغريت من سير المحادثة الغريب هذا , لماذا بدأ فجأة بالحديث عن والدها ؟

- انه في الحقيقة يا انسة تشارلز يتصرف هكذا دائمًا عندما يتعلق الامر بكِ , انه يقلق عليك لدرجة لا تتخيلينها .. و يهتم بكل تفصيلة صغيرة تدور حولكِ .. اي شخص قد يعرفه و لو معرفة سطحية سيشعر بذلك .. اتعلمين لماذا ؟

لم تجبه مارغريت مجددًا , و لكنها قد ابقت عينيها عليه و هو يتحدث ..

- لأنه كان دائمًا يفتخر بكِ , الم اخبرك من قبل بأنه صديق والدي ؟

ارتخت ملامح مارغريت اكثر عندما بدأ جين يتعمق بالحديث ..

- ان غالبية حديثهم تكون حول شكوى تشارلز حول كم هو احمق لأنه لم يفعل هذا او ذاك لكِ .. دعيني اعطيكِ مثالًا .. اذكر مرة بأنه قد كان يحيك خطة ليستطيع حضور حفل تخرجك من الجامعة ..

اتسعت عينا ميغ : حفل التخرج !

ابتسم جين ابتسامة طفيفة ثم اكمل : اجل .. لقد كان حريصًا على حضوره , كان يجلس في آخر الصف .. و قد اضطررت لمرافقته يومها ..

شرد جين قليلًا و هو ينظر الى الشارع امامه ..

- لقد كان يتابعك و يراقب كل حركة تقومين بها .. كان شغوفًا جدًا .. عندما رآك تستلمين شهادتك ابتسم ابتسامة هادئة و فخورة و كأنه يقول انظروا انها ابنتي .. عندما انتهى الحفل , كان يمسك نفسه بصعوبة لكي لا يذهب اليكِ و يعانقك مهنئًا اياكِ لتخرجك .. و اما عندما خرجنا من الجامعة اذكر بأنه قد شكرني بصوت خافت ..

شعر جين بمارغريت تعدل جلستها لتستطيع ان تواجهه بأكملها بينما تنظر اليه , و كأنها راغبة بسماع المزيد .. فأتبع : مرة اخرى عندما كان ذكرى وفاة والدتك , هذا اليوم بالنسبة له يوم عزاء يتكرر عامًا عن عام .. و اكثر ما يشغله به " هل مارغريت بخير ؟ اتمنى لو اكون هناك , انا اعتذر يا بنيتي , انه خطأي منذ البداية " هذه الجمل تبقى على لسانه طوال اليوم .. و كأنه و بذلك سيكفر عن ما يقول بأنه قد اقترفه ..

- عن ماذا كان يعتذر بالضبط ؟ هنالك الكثير

زفر جين ساخرًا : اجل صحيح , هنالك الكثير و لكنه كان يعتذر عن كل شيء .. كل شيء يا مارغريت .. ابتداءً من كونك كبرتي لوحدك .. الى كونه السبب في هذه العلاقة البعيدة التي تجمعكما .. اتعلمين ؟ ذلك اليوم عندما عاد من عندك بعد اول لقاء لكما منذ فترة طويلة .. كان يشعر بالسعادة كونه قد استطاع ان يحصل على حوار معك , ان يمازحك , ان يتناول الافطار معك , ان يمارس يومه برفقتك .. كانت تلك اشياء عظيمة قد حفرت في قلبه مكونة مخزونًا وفيرًا من الذكريات التي تجمعه بكِ .

القى جين عليها نظرة ليراها غارقة في افكارها و تحدق بكفيها الذان في جحرها تشبكهما معًا و تضغط بقوة عليهما , اعاد نظره للطريق عقد حاجبيه فجأة و لكنه هز رأسه محاولًا تشتيت تفكيره عن شيء ما ..

- ان اكثر ما يخاف منه هو ان يفقدك , او ان يصيبك مكروه ما , او ان يحل عليك شيء ما و انت لست امامه , او ان يكون في موقف لن يستطيع به ان يهب لمساعدتك و انقاذك .. تخيلي يا انستي بأنه يخاف عليكِ حتى من نسمات الهواء الباردة التي قد تجعلك تمرضين ..

- جين

- انه يهتم بكل تفصيلة بك يا انسة مارغريت , يهتم بكل شيء يتعلق بك

- جين توقف , انظر امامك .. هاي !

فجأة انحرفت السيارة عن الطريق لتقف على يمين الشارع بجانب الرصيف , بعد ان قطع الشارع في غير مسربه الخاص .. اوقف السيارة بقوة , ارتدت ميغ للأمام و عندما رفعت رأسها لتنظر له لعلها تعاتبه على ما فعله فجأة , وجدته يتعرق بشدة .. كان يسند رأسه على عجلة القيادة و يتنفس بسرعة ..

- جين ؟

رفعت يدها تبعد خصلات شعره الطويلة بعض الشيء عن وجهه لترى تعابيره الشاحبة ..

- ما الامر ! هاي يا رجل هذا ليس وقتك اتعلم ذلك .. ما امر الركوب معك بالسيارة بحق الخالق ! لما يحدث شيء ما في كل مرة اركب بها سيارة مع احد ما !

امسكت بكتفيه ترجعه للوراء ليستند على الكرسي ... فكت حزام الامان عنه و بعدها تحسست جبهته و لكن درجة حرارته كانت طبيعية ..فسألته بقلق : جين ما الامر مالذي يحدث معك ؟

فتح عينيه بصعوبة .. لينظر لها و يقول بصوت بالكاد يخرج : انه فقط بعض الصداع ..

- صداع ؟ هل الصداع سيسبب هذا !

- لا تقلقي , فقط افتحي جيب السيارة و اخرجي علبة دواء ..

- حسنًا ..

التفتت مارغريت لتفتح جيب السيارة امامها لتجد علبة دواء صغيرة . كانت مسكنًا للآلم .. عندما حملتها كانت خفيفة , فتحتها لتجدها فارغة ..

- انها فارغة يا جين ..

- تبا

قال جين بامتعاض..

- أليس هنالك علبة أخرى؟

- انها الوحيدة في السيارة..

رفع جين رأسه بصعوبة كي ينظر لجانبه، تحديدا للمكان الذي يكون به المقبض الذي ينزل الكرسي للأسفل.. ففعل ذلك بروية، و انزل الكرسي ليستطيع مد ظهره عليه قليلا.

كانت مارغريت تراقب حركة يده التي قد أصبحت فوق رأسه تضغط عليه، كان يمرر اصابعه في شعره جيئة و ذهابا و كأنه بذلك قد يخفف من ألم الصداع الذي قد بدا رهيبا..
كان يتعرق بشدة ، و تعابيره لا توحي ابدا بأنه سيستطيع مصارعة هذا الألم و غلبه، ارتخت ملامح مارغريت ثم قالت بصوت خافت

- هل هو صداع نصفي؟

توقفت يده التي كانت مشغولة بالحركة عن ذلك، و كأنه بذلك يجيب عن سؤالها...

- أتمازحني؟

قالت بانزعاج ممزوج بالقلق، تنهدت تنهيدة مرتعشة. ثم قالت له : أليس معك اي وسيلة للاتصال بأي احد؟

هز رأسه ينفي : لا داعي، غالبا لن يكون هنالك اي احد قريب منهم ليأتي و يأخذك.. الأكثر أهمية هو أن تستمعي لما سوف اكمل قوله..

- جين ، لا تتحدث ولا تفعل اي شيء... هذا فقط سيزيد من ألمك!

لم يرد و إنما قام ليواجهها، ثم رفع يده ناحية راسها يمسك به من الخلف و يشده ناحيته ليصطدم رأسها برأسه..
- ما اللعن-

- اوه اظن بأنني قد حصلت على ارتجاج، راسك صلب..

- أخرس ايها الأحمق ماذا تظن نفسك فاعلا..

- مارغريت..

" فقط تبا لكلمة مارغريت التي تخرج من فمك، تبا لها كيف تخرج بطريقة دافئة، كيف تسكتني عند غضبي، تهدئني عند خوفي، و تطمئنني عند توتري، أشعر و كأنها تلفني بغطاء ابيض كبير مثل أشعة شمس الصباح.."

- دعيني أسألك بضعة اسأله...

ابتسم ابتسامة طفيفة ثم قال بنبرة مرحة على ما يبدو و التي بالكاد كانت كذلك : ما اسمك يا آنسة؟

- جين هذا ليس وق-

- هيا يا مصيبتي...

- من تقصد بمصيبتي؟!

حدقت بعينيه قليلا،. كانتا تهتزان بقوة، جفناه يرتجفان.. انه يواجه الأمر بصعوبة..

اخفضت نظرها نحو حجرها ثم قالت بنبرة هادئة :
ادعي مارغريت يا سيدي

- اسمك الكامل يا مارغريت

- مارغريت إدوارد تشارلز

- كم عمرك؟

- أربعة و عشرون عاما زاهرا بالنجاحات

- كم تملكين فردا من عائلتك؟

صمتت مارغريت قليلا ثم قالت : كنا عائلة من ثلاثة، توفيت والدتي أصبحنا اثنين انا و والدي...

- هل تعرفين كم عمر والدك؟

- لا........ بل اظن انني اعلم، هل هو في الرابعة و الخمسين؟

-هل انجبك عندما كان في الثلاثين؟!

-حسنا لست متأكدة...

-هذا حمق..

- كف عن هذا، ما الذي تريده بالضبط بهذه الأسئلة؟

- حسنا، اخر سؤال... هل تذكرين هدايا عيد مولدك التي كان يقدمها لك؟

- لا، حسنا.. انها فقط صندوق موسيقي قدمه لي هذا العام... لم يقدم لي شيئا من قبل...

- مخطئة تماما..

- ما الذي تعنيه؟

- فستان عندما كنتي في السادسة عشرة، علبة مجوهرات في الثامنة عشرة، كتب ادبية في أول سنة لك في الجامعة، اتذكر بأنه قد كان هنالك مجموعة من التحف الصغيرة التي قد احضرها من بلاد الشرق عندما سافر وقتها... لقد رأيتها على طاولة الهاتف في صالتك..

-ماذا! جميع هذه الهدايا قد كانت تعطيها لي خالتي ماري!

- لقد كانت من ادوارد و كان يقدمها عبر السيدة ماري... كانت لطيفة كفاية لكي تقوم بهذا, على الرغم من انها كانت تعاتبه على ذلك كثيرا

- هل انت تعرف خالتي ماري؟

- حسنا ألم أخبرك كون آرثر اخي بالطبع اعرفها... فهي من ربته..

صمت قليلا ثم قال : انها خالتي...، اخت والدتي

رفعت مارغريت رأسها مبتعدة بتفاجؤ و كأنها قد سمعت شيئًا غير معقول و قالت : خالتك!!

ابتسم بهدوء ثم اومأ...

أبدت تعبيرا متعجب اكثر ثم قالت : حقا؟!

استغرب جين بعض الشيء

- اجل لما كل هذا التعجب؟

قال بنبرة متعجبة , اما مارغريت فقد اخفت تفاجؤها بصعوبة , ثم نظرت لجحرها مجددًا , ابتسمت بهدوء ثم رفعت وجهها نحوه لتريه ابتسامتها الطفيفة قائلة : حسنا انه فقط... كانت تحدثني احيانا عن اختها المتوفاة و أطفالها... و في النهاية كانت والدتك...

صمتت قليلًا تفكر كيف انها كانت تسمع قصصا احيانا عن الطفل جين , كيف انه كان مشاغبًا اكثر من اخيه , مثيرًا للمشاكل و مزعجًا , كان اخوه اكثر هدوئًا و صمتًا فكان يحب ان يدخله معه بالمشاكل لعله يصبح اكثر انفتاحًا ... كانت ماري تسخر دائمًا من منطق ذلك الصغير الذي كان يشعر بالمسؤولية تجاه والدته ... يحب حمل الاغراض عنها .. يساعدها في شراء حاجيات المنزل , كيف كان يتصرف كشاب في مقتبل العمر رغم كونه في الثامنة فقط ... كانت تتحدث دائمًا عن كيف كان اخيه يغطي عنه عندما كان يتشاجر مع زملائه في المدرسة ... كيف كان ذلكما الاخوان سندًا لبعضهما , كانا يدعمان بعضهما , يخفيان ندبهما الصغيرة عن والدتهما حتى لا تلاحظها .. كيف كانا يأتيان لخالتهما ليتحدثا عن كيف قاما بفعلة خرقاء ككسر زجاج نافذة محل الحلاقة الخاص بجارهم الذي كان دائمًا يتشاجر مع والدتهما لأنهما يلعبان امام محله .. طالبان منها ان تكون درعًا لهما حتى لا يحصلا على توبيخ من والدتهما ... كانت تذكر لها العديد من القصص و كأنهما كانا مصدرًا للحكايا لمارغريت الصغيرة التي كانت تحب الاستماع لتلك القصص الطريفة لذلكما الاخوان و اللذان كانا في النهاية شخصان ارتبطت حياتها بهما بشكل غير متوقع



- لحظة اذا كانت خالتك هذا يعني بأنها خالة آرثر أيضا؟

قالت مارغريت فجأة بعد ان سبحت عميقًا بأفكارها

- قصة معقدة... دعي آرثر يخبرك بها

-لما لا تخبرني انت بها؟

-حسنا اعرفي من آرثر اولا ثم سأخبرك بما عندي...

-لما هل سوف تختلف القصة؟

-لا بل لتعلمي التفاصيل الأولية لأتممها انا لك في النهاية، أو فعليا لكما... هنالك العديد من الأشياء التي يجب ان تقال...

صمتت مارغريت قليلا، اما جين فقد كان ما يزال يصارع صداعه... لحظت مارغريت تألمه الواضح اكثر هذه المرة فقالت و على وجهها تعابير هادئة بها لمحة من القلق : ألم اقل لك الا ترهق نفسك ايها الغبي...

-بقي شيء اخير فقط،. تحمليني قليلا..

تنهدت مارغريت : قل...

- والدك يا مارغريت هو الذي تبقى من عائلتك الصغيرة أليس كذلك؟
لا تبعدي نفسك عنه بحجة انك غاضبة منه، أو أنك لم تسامحيه على ابتعاده عنك، اعلم بأنه مؤلم كون والدك بعيد عنك، أو أنه حولك لكنه لا يظهر نفسه أمامك بكل فخر ليقول بأنه والدك، اعلم بأنه من الصعب أن تعيشي حياة بعيدة عن والديك، ان تعلمي بأن هنالك فردا من عائلتك على قيد الحياة و لكنه ليس بجانبك، لا يعيش حياته معك، لا يؤنس لك وحدتك... اعلم بأنه من الصعب تقبل ذلك..

لكنني اعلم أيضا ان في قلبك مكانا لذلك الشخص، تتوقين اليه و تريدين الوقوف بجانبه، تريدين ان تسقي ظمأك بحنانه، بعطفه ، اعلم بأنك لا تريدين عدم الذهاب اليه، و اعلم بأنك تريدين ان تسمعي منه و تتفهمينه.. تريدين فقط مسامحته لكي تتخطيا هذه المرحلة الصعبة من حياتكم و تبدآ بداية جديدة، الست تريدين قلب الصفحة لتعود المياه إلى مجاريها او فعليا ان تقسمي السد نصفين لكي تخلقا نهرا بعد حفركما له لوقت طويل فينغمس بالحياة بعد أن كان جافا...

لا تخافي ، لا تكوني جبانة، اخرجي من قوقعتك الصغيرة تلك التي تحمي لؤلؤة رقيقة تحمل مشاعر كثيرة...

رفع جين يده ليربت على رأسها بلطف

-استمعي إلى قلبك..


------------

- انا اعتذر لم اقصد التدخل حقا . و لكن لقد اصابني الفضول ..
قال ذو الغمازات بعدما اجابه آرثر اجابته الباردة " هذا ليس من شأنك" و بعدها صمت قليلًا ثم ابدى تعبيرا يبدي البلاهة و قال بنبرة هادئة : المعذرة يبدو حقا بأنه قد كان تدخلًا

- لا بأس , اعتذر ايضًا لفظاظتي

قال بعد ان رسم على وجهه ابتسامة دبلماسية .. و اتبع قائلًا : في الحقيقة لدي سؤال ..

رفع الاخر حاجبيه كانه يقول تفضل مع اماءة بسيطة برأسه فقال ارثر : في الحقيقة هذه اول مرة اركب هذا القطار المطور , و قد رغبت في تجربته قبل فترة .. انا اعمل مهندسًا في ايريونيا و قد أثار هذا القطار اهتمامي و لذلك لدي رغبة عارمة في معرفة طريقة عمل الفصل و التوصيل بين المقطورات ان كان لك علم بطريقة عملها بالطبع .. اوه و هذه بطاقتي

اخرج ارثر بطاقة من جيب معطفه الداخلي بها معلومات عن شركة تطوير في ايريونيا عليها اسم مزيف لرجل ليس موجودا في هذه الحياة من الاساس .. و هي بطاقة عمل

امسك الشاب بالبطاقة و تأملها و بعدها ابتسم ابتسامة طفيفة و بدت ساخرة الى حد ما بالنسبة لآرثر ..

اومأ له الشاب ثم بدأ بالحديث : بما ان لي معرفة بسيطة بهذا القطار دعني اشرح لك ..

التفت الشاب و بدأ بالخطو بعيدًا ... بينما اشار لآرثر باتباعه .. لحقه آرثر بخطوات سريعة

ثم وقفا اما الباب الذي يفصل هذه المقطورة بمقطورة الغرف ... تحرك الشاب خطوتين لليمين ليصبح امام مقبض كبير ذو لون اسود من المعدن ..

- اترى هذا المقبض يا سيدي ...؟

- نعم ..

- الان عند انزال المقبض يتم سحب سلسلة حديدية سميكة نحو بكرة .. و يكون هنالك بين المقطورتين المراد توصليهما او فصلهما شيئًا كقاعدة حديدية , فعندما يتم سحب المقطورة و تقريبها يتم توسيع القاعدة و عندما تصبح المقطورة الاخرى قريبة بشكل كافي يتم تضييق القاعدة ليتم توصيل المقطورتين .. اما عند الفصل فيتم توسيع القاعدة و بعدها يتم ارخاء السلسلة رويدًا رويدًا حتى لا يحدث رد فعل قوي قد يؤدي الى تحريك المقطورة بشكل غير متزن . يتم فصل جميع المقطورات عبر مقبض واحد اذ ان جميعهن مرتبطات بنفس النظام .. لذا فإن تم فصل المقطورة الاولى فسوف تفصل الثانية و الثالثة معها ايضًا

- اجل فهمتك تمامًا , شكرًا جزيلًا لك

- هل تريد شيئًا اخر ؟

- اه لا شكرًا لك , هذا كافٍ .. المعذرة على ازعاجك و اخذ وقتك

- لا ابدًا كان هذا من دواعي سروري ....

- اذن اسمح لي بالانصراف ..

صافح الرجل مجهول الاسم آرثر ليفتح الباب الذي يفتح المقطورة ليأخذ طريقه نحو المقطورة الاخرى ..

اما آرثر فقد اتجه ليجلس على احد الكراسي ..

هنالك شيء غريب ...

طوال فترة حديثه مع رجل الغمازات , و الذي قد اطال الحوار معه متعمدًا و السبب هو انه قد كان يشعر بنظرات تخترقه , و قد عم الصمت للحظة عندما تحدث ذلك الشاب معه .. حتى الرجلان الذان كانا يتحدثان مطولًا قد صمتا , و الذي كان يقلب صفحات كتابه مدعيًا بأنه يقرأ قد توقف عن القراءة , اما ذلك الذي كان مشغولا بالكتابة على اوراقه قد توقف عن الكتابة .. لقد كانوا واضحين جدا

لقد كانوا يحدقون باهتمام , و ينصتون بتركيز ليعلموا ما الذي يدور حوله ذلك الحوار و الذي قد سايره به شاب الجيش ذاك ..

كيف علم بأنه من الجيش ؟

وقفته المستقيمة جامعًا يديه وراء ظهره , لقد كان يعرج قليلًا في مشيته , و غالبًا ذاك عرج دائم و يبدو بأنها اصابة في الجيش, حسنًا لن يعلم حقيقة عمله فقط من هذا , و انما كانت هنالك شارة ذهبية اسفل معطفه على قميصه الرمادي ... و هي شارة للذين يعملون في قوات السلاح الجوي .. انه طيار عسكري ... و يبدو أنه ما زال مزاولا لوظيفته، صحيح انه يتعامل جيدا مع إصابته و لا أظن بأنهم قادرون على التخلي عنه لذلك لم يتم تسريحه، لدي بعض الفضول تجاهه

لقد علم بأن البطاقة مزيفة منذ اول نظرة لذلك ابتسم ساخرًا , لقد لاحظ النظرات لذلك سايرني ... على الرغم من انه يتم شرح طريقة عمل القطار للزوار قبل دخوله , و قد كنت متعمدًا ان اسأل هذا السؤال حتى اعلم ما ان كان شعوري صحيحًا ...

هنالك شيء خاطئ يتعلق بهذا القطار بأكمله ... عدد الذين قد حصلوا على قطار الدرجة الاولى كانوا قليلين ... عدد المسافرين على هذا القطار كان تسعة اشخاص على الرغم من ان المحطة كانت مزدحمة , و لا يبدو بأن القطار غير قادر على حمل العديد من الركاب ... لكن يبدو بأنه من المخطط ان يركب هذا القطار تسعة اشخاص فقط، انا و جون كنا ضمنهم ... هذا غير الموظفين و الذين عددهم خمسة ... ثلاثة في المطعم و اثنان في مركز القيادة ....

خمسة اشخاص هنا ... انا و جون و ذلك الطيار ثلاثة .. بقي واحد

واحد

لكن هؤلاء كانوا هنا منذ البداية ... و في ذلك الوقت لم يكن شخصا واحدا كما اشار جون ..

اذن من كان مع ذلك الشخص ؟ من كان اولئك الاشخاص !

- اتسعت عينا ارثر فجأة -

عمال القطار .... !

جون كان خارجًا من الغرفة .. لقد ذهب باتجاه غرفة المطعم بالتالي هو كان ليعلم ان كان عدد العمال ناقصًا .. لا ! لحظة ! لقد ذكر بأنه قد كان هنالك اشخاص في غرفة المطعم ! اذن هل يعقل بأن هنالك اشخاص اخرين غير الذين تم مراجعتهم بعد انطلاق القطار ؟

اذن هل كل من في القطار متواطئون ؟ الى ماذا يسعون ؟!

قنابل ؟ هذا قطار معروف جدًا في البلاد و هنالك اربعة منه فقط و تذكرته غالية .. لن يتم تفجيره من اجل لا شيء .. هذا ان كان هنالك قنابل من الاساس .. ان كان الشخص الذي يريد تفجير القطار يسعى من اجل شخص ما , اذن هو كان يتوقع بأنه سيسافر للدولة المجاورة , و لن يستخدم الطائرة حتى لا يتم تتبع جواز السفر .. و بالتالي كان يعلم بأنه سيستخدم القطار .. و له سلطة كافية للتحكم بعمال القطار , و استخفاف تام بامر القطار و عدم اهتمام ما ان كان احد النقاط الرئيسية للنقل العام سوف يتم تفجيره .. ان كان ذلك صحيحًا .. و بافتراضٍ بأن ركاب القطار متواطئون بامر ما , فإن المستهدف الوحيد من هذا التفجير هو من لم يكن يعلم بأمره و هم ثلاثة اشخاص .. و تحديدًا شخص واحد , و هو الان في المكان الذين يريدون ان يكون به بالفعل ... ذلك الاحمق !!!!

قام آرثر فجأة من مكانه ليفتح النافذة و يخرج رأسه منها ناظرًا باتجاه مقطورة الغرف , جال بنظره بانفعال على الهيكل الخارجي للقطار .. فوجد ضوءً احمرا خافتًا يصدر من مكان ما و هو المكان الذي يفصل بين مقطورة الغرف و مقطورة المجلس الذي يقبع بها ارثر ... انها القنبلة ... و ليست واحدة بل اثنتان على هذا الجانب .. و على ما يبدو فهنالك اثنتان اخريان في الجهة الاخرى

" سوف يتم فصل القطار على التاسعة "

اخرج ارثر ساعة جيبه بسرعة ليجدها التاسعة الا عشر دقائق ..

سحقًا ... قال و هو يتجه نحو باب المقطورة , سوف يتم فصلها !! سوف يفجرون مقطورة المجلس عن طريق فصل المقطورتين !

امسك ارثر بمقبض الباب , ليستشعر وجود شخص ما وراءه .. ابتسم ابتسامة ساخرة

- هذا ليس وقتكم ...

التفت ليجد احد الرجلين ذوي الهيئة الكبيرة يقف خلفه ... و الاروع بأنه قد كان يحمل مسدسًا و الاكثر روعة هو انه كان يوجهه نحو آرثر ... اتسعت ابتسامته

- فلتذهبوا الى الجحيم ايها الوغاد

قال ارثر بينما يتجهز ليقوم بحركة سريعة عادة ما يستخدمها بعدما يخرج مسدسه , و عندما يكون خصمه على وشك الاطلاق , ما هي الحركة ؟

حقيقة هي حركة طفولية , لكنها فعالة عندما يتعلق الامر بالتعامل مع خصم واحد " كما هو مفترض " ...

كان الرجل الضخم على وشك الاطلاق حيث ضغط على زناده , لينزلق ارثر الى الارض بسرعة و يطلق من الاسفل باتجاه بطن الرجل ... ظهر الرجل الاخر امام ارثر و الذي هو رفيق الذي تمت اصابته , ليطلق عليه ارثر نحو رقبته , فتخترقها الرصاصة بكل سلاسة .. بعدها وقف ارثر يحتمي بجثة الرجل الضخم الذي قد تم الاطلاق على بطنه , تحديدًا ما بين قفصه الصدري و معدته .. لان الاشخاص الثلاثة كانوا و على ما يبدو مستعدين للاطلاق ...

فتح ارثر الباب و رمى الجثة بعيدًا عنه ليجد امامه ثلاثة اشخاص بمسدساتهم ..

- انتم تمزحون

قال بينما هو يرفع يديه للاعلى , حدق بهم قليلًا , ثم ابتسم ... و فجأة سُمع صوت اطلاق للنار من الخلف لتخرج رصاصة تأخذ المرأة معها لمكان لا عودة منه , لتكون هذه الطلقة اشارة لآرثر ليطلق على البقية , فأطلق على الرجلين الاخرين بسرعة خاطفة و انتهى من الامر ... التفت ليجد الشاب ذو الغمازات يقف خلفه .. يبتسم ابتسامة جافة بوجه ذو تعابير هادئة , و في يده اليسرى مسدس ...


نظر ارثر للساعة " بقيت دقيقة "






at166845030587052.png





نهاية الفصل 34 الحتمية ش1

اتمنى اني حمستكم كفاية للفصل الجاي هي11

الفصل هاد كان حلو , و كما قلت من قبل بداية شاعرية و نهاية اكشنية ض2

البطولة اليوم كانت موزعة ... و كل حد و مراقه ضض1
فااااا اتمنى انه رح يعجبكم و3

بخصوص تخيلت هارلي بتقول لمايكل لما حطت المعلقة بثمه " اوعك ولا بالكندرة " ه1

آرثر عشان جون بتنمر عليه : هو انا عملت ايه يجدعان ه1

مارغريت بعد ما كل مرة بتركب فيها سيارة بصير اشي : انا مش حركب سيياااارررةةة تتتااانننييي غ11



اه صح خمسين فديت للفصل و بغنيلكم التهويدة ، لأنها ملحنة مش مكتوبة عبث، بس نو ميوزيك لانه ما عندي إمكانية ش1

على كل كانت معكم ساندرا حامية حمى البشرية و3


دمتم في امان الله ~



at166844953246932.png
 
التعديل الأخير:

S a n d r a

مشرفة فضاء التون ~
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,280
مستوى التفاعل
23,849
النقاط
868
أوسمتــي
6
العمر
17
توناتي
5,879
الجنس
أنثى
LV
1
 
المكان غبر داركو4
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل