دخلت الأم غرفة بنتها فائقة وكانت تحمل صينية الطعام: شطائر، أكياس رقائق البطاطس المقرمشة، كوب عصير برتقال.
الأم: ترفع يدها إلى الأعلى: يا رب، أطلب منك أن توفق بنتي فائقة في امتحان الغد
فائقة: يمي! طعام لذيذ! أمي لو سمحتِ، أخرجي من غرفتي.. أريد أن آكل الآن..
الأم: بامكانكِ أن تأكلي أمامي.. ما المشكلة؟!
فائقة: لست موافقة! أريد أن أتخيل نفسي دب الباندا أثناء الانكباب على الأكل.. والحقيقة أن دب الباندا حيوان خجول.. لا يحب أن يأكل أمام أحد!
الأم: يا رب ثبت علينا العقل والدين!
فائقة: بنبرة زعل: إذن لن آكل لقمة واحدة إذا بقيتِ هنا تحدقين فيّ
الأم: وعلى وجهها الطيب ابتسامة: إذا تخرجتِ من المدرسة فسوف تدخلين الجامعة وتتغير عقليتك نحو الأفضل
فائقة: كلا! لا أريد دخول الجامعة. أنا ما زلت طفلة!.. دعوني أستمتع بطفولتي!
الأم: الحق علينا أنا ووالدك!.. لقد أفسدناكِ بكثرة الدلال.. والنتجية كما أراها الآن، أنتِ فتاة مخبولة!.
..
حدث ذات يوم أن تخرجت فائقة من الثانوية العامة. وبدلاً من أن تكون سعيدة كانت حزينة!
-الأم: مبروك! يا حبيبتي فائقة! لقد تخرجتِ بتقدير مقبول. سوف أطلب لكِ من المطعم طبق كبير مملوء بأرجل الدجاج احتفالاً بهذه المناسبة الرائعة
-فائقة: لا أريد الاحتفال! أنا غاضبة
-الأم: ولماذا أنتِ غاضبة؟ يا ابنتي فائقة
كان الأب يعرف سبب غضب فائقة، فقال:
-هل تصدقين يا أم فائقة ماذا قالت لي فائقة؟ صباح هذا اليوم
الأم: ماذا قالت لك فائقة؟ يا أبا فائقة
الأب: قلت لها: في العام القادم سوف أسجلكِ في الجامعة. فغضبت وتأففت وقالت: لا أريد دخول الجامعة.. أريد دخول الروضة!
-أجل! أريد دخول الروضة فأنتما لم تسجلانني في الروضة عندما كنت صغيرة، وأريد الآن تعويض ما فاتني،- قالت فائقة وهي تضرب الأرض بقدميها مثل طفلة باكية في الخامسة.
الأم: ما رأيك يا أبا فائقة! هل نسجل فائقة في روضة الأطفال؟
الأب: لا أعرف! أخشى إن فعلت ذلك سوف يضحك عليها الناس
الأم: دعك من سخرية الناس يا أبا فائقة، الأهم هو سعادة بنتنا الحبيبة
الأب: حسناً، سوف أسجل فائقة في الروضة
-يا سلام! ما أسعدني!، قالت فائقة وقد رمت نفسها، بكل ثقلها، في حضن أمها وأباها من شدة سعادتها.