[ من القرارات غير الموفقة التي قد يتخذها زوجان بعد الإنجاب هو النوم في غرف منفصلة حسب وجهة نظري. وقد تكشّف لي أن هذا يحدث كثيراً في بعض المجتمعات لدرجة أن تترك المرأة بيتها بالكلية وتذهب لتعيش مع أمها فترة من الزمن حتى تتعافى من عملية الولادة. هذا أمر في غاية الضرر وينم عن شيء من القصور في فهم طبيعة العلاقة الزوجية، خصوصاً في مرحلة حرجة كولادة الطفل الأول التي غالباً ما تتم في سنوات الزواج الأولى.
هناك من يقول بأن الرجل يشقى ويتعب ويحتاج للراحة لذلك فهو معذور في تركه لزوجته وأم طفله بعد أن خاضت أكثر تجارب الحياة إيلاماً وهزاً للنفس والجسد. والحقيقة أن العذر أقبح من الذنب. هل هذا الطفل هو طفلها وحدها؟ هل هي التي تفتقت عن هذا الكائن بمفردها؟ ألا تشقى هي وتتعب حتى تقوم على رعاية الطفل وخدمته؟ ثم لا يستطيع الرجل أن يتحمل بعض قلة النوم حتى يحافظ على علاقة سوية مع المرأة التي خرج من أحشائها طفله قبل أيام؟ ألم تعلمه أمه ماذا يحدث للمرأة عندما تنجب؟ ألم تقل له كيف تتفسخ الأوصال وتتباعد العظام وتتمزق الأنسجة حتى يأتي هو ويتفشخر بذريته، ثم لا يريد أن يرف له جفن وهو نائم من بكاء صغير أو من قلق امرأة ضعيفة؟ يسألونك وهل سيرضع هو الأطفال أو يغير لهم الحفاظات؟
قد لا يرضع وقد لا يغير -وإن كان تغيير الحفاض أسهل من تغيير عجلة سيارة-، يكفيه أن يكون موجوداً، تشعر زوجته بأنها ليست وحدها، يربت على كتفها ويخفف عنها. يحضر لها شربة ماء، يعينها على وقوفها وجلوسها. تشعر بأن ما طرأ على جسدها ليس سبباً يبعده عنها.. أي شيء يدل على مروءة فيه! كيف تبنى علاقات إنسانية قائمة على رحمة وعطف ومودة ونحن نتجنب بعضنا في أدق اللحظات، ونبتعد عن "وجع الراس".
قيل لي أن من الأمهات من لا يردن لأبنائهن أن يعرفوا عن حقيقة الإنجاب شيئاً. لا ماذا يصيب المرأة ولا كيف تنزف، ولا كيف تتألم ولا ولا ولا.. وكأن مضايقة ابنها عند معرفته لمثل هذه التفاصيل يمكن أصلاً مقارنتها بما مرت به زوجته! ما وجه الفخر في أن نعتقد بأن إخفاء الألم عن أقرب الناس إلينا شيء يدعو للثناء؟ من الذي حكم على النساء أن ينزفن في صمت ويتألمن في صمت حتى لا يراهن الرجل؟ وهل يكون رجلاً ذلك الذي يأنف من زوجته إذا تعبت وتألمت؟
وبعض النساء تفضل الابتعاد عن زوجها تلك الفترة حتى تأخذ راحتها كما يقال وتسند على أهلها. وأجد في هذا تعزيزاً للفكرة السابقة. المرأة لا تشعر بالراحة مع زوجها لأنها تحس بأن تعبها وإرهاقها منقبة. وربما تخاف أن تضطر لتحمل مسؤوليات أخرى فوق مسؤولة الطفل بتفضل الاكتفاء بالطفل. والأصل أن تشعر بالراحة والأمان الكافيين حتى تتمكن من البقاء في بيتها مع زوجها دون الحاجة لكل هذا.
كلما تحدثت معي امرأة على مشارف الولادة، لا أشدد على شيء أكثر من هذه النقطة. لا تنفصلي عن زوجك بعد الولادة. وجودكما معاً وخوضكما لهذه التجربة يحدد كثيراً من تفاصيل حياتكما مستقبلاً. أهلاً بكل الدعم والمساندة ممن حولكما. ولكن دون أن تتحولا لرفيقي سكن أو يصل للأمر لأن يسكن كل منكما بيتاً مختلفاً فترة من الزمن!
تحدثن إلى أزواجكن عن كل شيء، قبل الولادة وبعدها. الجأن إليهم بتصريح ما تحتجن إليه من رفق وعطف. اطلبن الكف التي تربت والحضن الذي يخفف. أقول اطلبن لأن أغلب الرجال إلا من رحم ربي لم يتعلموا ذلك ولم ينبههم إليه أحد. وإن كانت تبدو كمهارة إنسانية بديهية. السكوت والتألم الداخلي والعتب الصامت لن يحل شيئاً ].
-لصاحبته-
عن نفسي وكقرارٍ مُلزمٍ لها بحزم لن أسمح لزوجتي بمغادرة بيتنا متوجهةً لبيت أهلها حتّى تستعيد كامل عافيتها، سواءًا استغرق ذلك ٣ أشهر، ٦، ٩، عام... لا أهتم. إن من سابع المستحيلات أن يقنعني أهلها ولا أهلي ولا هي نفسها أن تتعافى بعيدةً عني، أنا المسؤول الأول عنها، وللأسف فالرجل اليوم لا يفكر مثلًا في أن يؤجل أخذ عطلته السنوية -50 يوم لولايات الجنوب- لحين موعد ولادة زوجته ليكون السند الأول لها خلال هذا الإختبار العصيب! أنا أفعل إن شاء اللّه. أخدمها بنفسي وأسهر على رعايتها كما تسهر هي على رعاية طفلنا، وعند إنتهاء عطلتي أوصي أهلي بها خلال ساعات العمل حتى أعود إليها. فقط عندما تستعيد صحتها وأراها تلعب معي وتجري وتشاغب عندئذ آخذها لبيت أهلها لتفرح معهم بالمولود الجديد.
همسة: الرجل لا يفعل هذا بدافع الحب فقط، بل ينبع من نُبله ووفائه، وعرفانًا لخدمة زوجته له قبل ولادتها وإن لم يجمع بينهما حبّ حقيقي، نعم إسيتفاء العلاقة الزوجية للحبّ "الحقيقي" اللامشروط يجعل الشريك يُعطي ويمنح ويضحي بلا حدود، إلّا أن تعذّر وجوده لا يلغي الكلام الآنف الذكر وإن في حدّه الأدنى على الأقل.
همسةٌ أخرى: إعتناء الرجل بزوجته لا يبدأ من لحظة ولادتها، إنما يبدأ من لحظة معرفته بحملها، فيخفف عنها خلال أشهر الحمل التسع أعباء البيت تدريجيًا، يُخفف عنها شهرًا شهرًا، بل أسبوعًا أسبوعًا، حتى يعفيها بالكامل من إلتزاماتها لحين إستعادتها عافيتها بعد الولادة. هذا لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع.
تراكِ أما زلتِ محافظةً على أذكار الصباح والمساء؟ على السنن الرواتب؟ عن قيام الليل بـ١١ ركعة؟ على وردكِ اليومي مع قراءة بعض التفسير الميسر؟ هل أشتريتِ خاتم التسبيح ذاك؟ أتمنى أنكِ فعلتِ ولا زلتِ تفعلينه بانتظام. إن لم يكن كذلك فاعزمي حفظكِ اللّه. دعواتكِ لي بالشفاء العاجل من نزلة البرد والحمى.
توقفت عن الكتابة في صفحتي على الفيس بوك منذ ٢ أكتوبر ولم أكتب بعده في أي مكانٍ آخر لها، ومرد ذلك ليس لأن حبّي لها خفُت أو انبهاري بها تلاشى، كلا، بل إني لم أتوقف يومًا عن حبّها، وإن حدث تغيّرٌ في درجةٌ حبّي لها فهو للزيادة لا النقصان، غير أني أعزو ذلك لخيبة الأمل التي اجتاحتني حين كنت أكتب لعشرة أشهرٍ متتالية بدون جدوى ولا استجابة! لقد حزّ هذا في نفسي كثيرًا وترك أثره العميق علي، فآثرت عندها التوقف بشكلٍ "مؤقت" والرجوع خطوةً للوراء.
في ذاك الوقت بدأت أحضر لزفاف أختي وأقف على طلباتها الدقيقة المتعبة وأجهّز البيت بناءًا و"ترقيعًا"، لم أُرد أن أحرمها من أي شيء تحبّه خلال أسعد أيام عمرها باستثناء امتناعي عن دفع أي "دورو" في أي شيءٍ يخص الأغاني أو المفرقعات، بينما تركت الباب مفتوحًا أمام إقتناء "الفشفاشة" هههـ. بدأت خلال شهر أكتوبر وظننت أن الأمر لن يستغرق 3 أسابيع على الأكثر، لكني أنهيت كل شيء بتاريخ ١٩ ديسمبر! حين شحنت جهازها على دفعتين في ليلة الخميس تلك، قارصةِ البرد.
في الواحد والعشرين من نوفمبر من العام الفائت الذي وافق يوم الخميس كنت مسافرًا لولاية أخرى لقضاء بعض المصالح الضرورية، وقد كانت من أسوء الرحلات في حياتي بدون مبالغة، اضطررت للمبيت ذاك اليوم وإكمال أشغالي في اليوم الموالي والذي صادف يوم الجمعة. لقد كنت حقًا في حال سيئةٍ صبيحة ذاك اليوم وخرجت بعد ساعاتٍ من العمل لأجد قصةً منشورةً منها (لما يصير بيننا خبز وملح) لاحظت ختمها في الرسالة، الختم نفسه الذي كنت أقصده بها () في كتاباتي السابقة، لم أكن متأكدًا حقًا إن كنت الشخص المقصود، بالإضافة إلى أني كنت مشتت الذهن، مضطرب المشاعر، فقد آثرت الإنتظار وعدم القيام بأي خطوةٍ غبية قد أندم عليها لاحقًا.
ذهبت لأداء صلاة الجمعة في أحد المساجد القريبة هناك، ثم في المساء أكملت أخيرًا ما جئت لأجله وركبت الترامواي قاصدًا محطة الحافلات لأعود متجهًا إلى البيت، صدقًا كانت أمسية صعبةً جدًا على المستوى النفسي والجسدي، نسأل اللّه اللطف والعافية.
عدتُ بعد منتصف الليل وقد كنتُ متأثّرًا حقًا ولم أرد القيام بأي شيءٍ في حالٍ غيرِ حاليَ الطبيعية، وهكذا في الأخير اخترت الإرتواء بدل التسرع. هذا بالإضافة إلى كسر أصاب إحدى شرائح هاتفي (ooredoo) منذ مدة، الأمر الذي أدى لتوقفها عن الخدمة، وقبل حدوث ذلك لم أتلقى شيئًا البتة عليها.
لاحظت في السنوات الأخيرة فهمًا خاطئًا للمقصد المشروع من مشابكة الزوجين لأيدي بعضهما البعض عند خروجهما معًا للتنزه أو لقضاءٍ مصلحةٍ ما، والأصل في ذلك أن تستظل المرأة برَجلها وتنطوي تحت جناحه، ومن ناحيةٍ أخرى أن يحمي الزوج زوجته من خلال الحرص على عدم تخلّفها عليه، وتأمينها عند قطع الطريق، وتجنيبها التعرّض للملامسات المقصودة وغيرِ المقصودة على حدٍ سواء، غيرَ أنّ ما أراه واقعًا هو إنحرافٌ خطير وتفريغٌ كامل لمفهوم الحماية هذا من مقصده الصحيح، وما هذا التمايع في المشي الذي نراه من الثنائي المرتبط يومنا هذا، وقهقهاتهما الصارخة، وتغزّل أحدهما بالآخر قولًا وفعلًا -من فوق للفوق- إضافةً للإبتسامة العريضة اللامفهومة المرتسمة على وجه الرجل "الحامي" إلا ثمرةٌ فاسدة من ثمرات العروض السينمائية الرومانسية.
إن الرجل المؤمن الحازم لا يقوم بهذه التصرفات الصبيانية "المسلسلاتية" وإنما يقتصر خروجه مع زوجته على قضاء حاجتهما والعودة للبيت، وإني رجلٌ أرى كما أني أفضّل أن يجدا مكانًا بعيدًا عن أعين العامة إن كان غرض الخروج التنزه، وكم أهوى تصيّد الطرق قليلة الحركة والمشي بها ليلًا، وهي سنّةٌ نبوية، لكنها تكون كذلك عند المشي مع الزوجة الفاضلة وليس المشي لوحدك كغرابٍ أعزب، طويلِ القامة.
إنّ من تمام الرجولة أن يتحلّى الزوج بجديّة الملامح -الجديّة لا العبوس- وصرامة الأقوال والأفعال عند إصطحاب زوجته خارجًا معها ومع غيرها، فإن هما عادا لبيتهما يمكنه حينئذ أن يفتح صنبور قلبه الممتلئ غزلًا ولعبًا وفُكاهةً ومداعبة. وإني في هذا لا أعتقد أن المؤمنة المكتملة الأنوثة ستعارض أسلوب زوجها هذا أو تنفر منه، بل أخال أنها ستحتسنه وتحسّ فعلًا أنها مميزةٌ عنده بمعاملته المختلفة لها عن غيرها، إضافةً لشعور الأمان ذاك الذي يحتوي ضعفها وهي ترى أنها في ظلّ رجلٍ قويٍّ وحازم.
همسة: لا أعني بالصرامة التصرف بفظاظة، ولا رفع الصوت، ولا تخيّر الكلمات النابية وتوزيعها على كل من هبّ ودب، وإنما جاء في الصرامة قولهم: الرجل القوي الشجاع "الماضٍ في أمره".
همسةٌ ثانية: شخصيًا أُفضّل مشابكة الذراعين لا اليدين، أحبّ أن تمسك زوجتي بكلتا ذراعيها ذراعاً واحدةً من ذراعيّ، وتشدّ بقوة، ونمشي معًا. لسببٍ ما أراها أكثر إبرازًا لقوامة الرجل، ناهيك عن شعور الأمان والدفء الذي تمنحه للأنثى، عكس مشابكة اليدين التي أراها حركة "منزلية" أو "سريرية" هههـ، فهي بحق -عند رؤيتي إثنين هكذا في الشارع- تجعلني أتسائل من الحامي ومن المحمي؟!.
باختصار وكرأي شخصي فإني أرى أن مشابكة ذراعيّ الأنثى لذراع زوجها حركة قوامةٍ وسلطةٍ وحماية، وهذا ما يحتاج العالم الخارجي أن يراه، أما مشابكة الزوجين ليديهما فهي حركةٌ لطيفةٌ رقيقة تصلح في خلوة الزوجين ببعضهما البعض.
• السنن الرواتب ١٢ ركعة كالتالي: ركعتين قبل صلاة الفجر، أربعٌ قبل صلاة الظهر واثنتين بعدها، ركعتين بعد صلاة المغرب، ومثلهما بعد صلاة العشاء. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم «من صلى ثنتي عشر ركعة تطوعًا في يوم وليلة؛ بني له بهن بيت في الجنة».
• السنن غير الرواتب كالتالي: ركعتين زيادة بعد صلاة الظهر لتصير مع السنن الرواتب أربعًا بتسليمتين. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم «من حافظ على أربعٍ قبل الظهر، وأربعٍ بعدها؛ حرّمه اللّه على النار». أربع ركعاتٍ قبل صلاة العصر بتسليمتين. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم «رحم اللّه امرأً صلى أربعًا قبل العصر». وركعتين قبل صلاة المغرب. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم «صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال: فلمن شاء». وركعتين قبل صلاة العشاء.
• السنن في المجمل تكون كالتالي: أربع ركعاتٍ قبل صلاة الظهر وأربعٌ بعدها. أربع ركعاتٍ قبل صلاة العصر. ركعتين قبل صلاة المغرب وركعتين بعدها. ركعتين قبل صلاة العشاء وركعتين بعدها. ركعتين قبل صلاة الفجر.
ثقيلةٌ على النفس في البداية، والمواظبة عليها صعب، لكن بقليلٍ من الجَلَد والتحامل على النفس يمكنكِ الإلتزام بها لا تفارقكِ بعدها ما فارقتِ الدنيا. أناشدكِ اللّه أن تلتزمي بها. أسأل اللّه الثبات لكِ ولي ولجميع المسلمين.
"بمودّتنا وتراحمنا.. سنشيّد بيتًا من تقوى
ونسير على شرع اللّه
وبه الحبّ سيغدو أقوى
إني معكِ طول الدنيا "لتكوني زوجي في الجنة" "لتكوني زوجي في الجنة" "لتكوني زوجي في الجنة"