الحمد للّه. مبارك لأهل غزّة ومجاهدي غزّة، تقبّل اللّه جهادكم ورباطكم وربط على قوبكم في فقد أحبائكم ونحتسبهم شهداء أحياء عند ربّهم يرزقون. أسأل اللّه أن يتمم إتفاق وقف إطلاق النار على خير، ويرزق قادة المقاومة البصيرة والتوفيق في المرحلتين المتبقيتين، اللّهم كما أنعمت فتمّم. ثمّ نعم فالثمن باهظٌ جدًا ولكن كما قال إبراهيم بن أدهن "من عرف شرف ما يطلب هان عليه ما يبذل" وأنتم يا أهل غزّة تطلبون جنةً عرضها السماوات والأرض؛ المصاب جلل ولكن نواسيكم بكلام الإمام أحمد بن حنبل في وصف الدنيا «إنَّما هو طعامٌ دون طعام، ولباسٌ دون لباس، وإنَّها أيَّامٌ قلائل» والموعد الجنة إن شاء اللّه.
نسأل اللّه نصرًا عاجلًا غير آجل لإخواننا في الضفة الغربية على اليهود وسلطة عباس المنافقة الكافرة. نسأل اللّه نصرًا وفتحًا وتمكينًا لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وأنوّه لأخوتي أن واجبنا هو الفرح لأهل غزّة لا الفرح معهم، فنحن حقيقةً لم نشارك فعليًا في المعركة، غفر اللّه للجميع.
كما أوصي إخوتي الغيورين على دينهم المرابطين بالبذل من أموالهم لأهل الجهاد، الداعين لهم في كل صلاةٍ وسجود، والمتمسكين بالمقاطعة الإقتصادية والتجارية لمجرمي الحرب اليهود والنصرى ومن والاهم، إني أوصيكم بالإستمرار بالدعاء لبيت المقدس بالتحرير، ولنصرة كل من نصر فلسطين، ومواصلة الجهاد بالمال، فغزّةُ بعد الحرب تحتاج للإعمار الشامل وإلى عشرات الآلاف إن لم تكن مئات الٱلاف من العمليات الجراحية للمصابين، وأطنانٍ من الغذاء والدواء.. وكذلك أوصيكم بشدّة أن تلتزموا بالمقاطعة ما دام فيكم عرقٌ ينبض، تلك الشركات الساقطة المجرمة تكرهنا وتكره أي شيءٍ له علاقةٌ بالإسلام والمسلمين، العرب منهم على وجه الخصوص، وهي إنما ترانا كعبيدٍ لمنتجاتها ومصدرٍ مضمونٍ لملئ جيوبها بمئات ملايين الدولارات. قاطعوا للأبد، لا تجزعوا أو تملّوا، غضوا النظر عن المثبّطين والمخذّلين الذين لا همّ لهم سوى ملئ بطونهم العفِنة، وإشباع غرائزهم النهمة بمتاعِ دنيا زائلٍ ممزوجٍ بدم ودموع إخوانهم المسلمين، وضع نَصب عينيك هذه الآية {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}. لن ينفعك أحد، لا أمك ولا أبوك ولا إخوتك ولا أصدقاؤك.. ستكون وحدك مُستجوبًا واقفًا في حضرة المحكمة الإلهية.
وأخيرًا الخزيّ والعار لكل حكومات دول الإسلام العميلة -باستثناء قطر- وجيوشها الجبانة الذليلة، أضف إليهم الممتنعين عن المقاطعة، الساخرين من إخوانهم الذي سلكوا هذا الطريق إبراءًا لذمتهم. لعنة اللّه إلى اليوم الدين على كل من ساهم يومًا في إراقة دم مسلم قولًا أو فعلًا مهما كان صغيرًا لا يُرى. جزى اللّه المجاهدين والمرابطين في غزّة وفلسطين وفي كل بقاع الأرض عن المسلمين خير الجزاء، و جزى اللّه دولة قطر على جهودها الكبيرة في الوساطة ودعم المقاومة، ويكفي أنها احتضنت حماس لتؤسس الأخيرة فيها مكتبها السياسي الرئيسي حين رفضتها دول العرب والمسلمين، خصوصًا دولة الجنرالات بتاع "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".