مدونة مميزة أفكار على السطح (14 زائر)


POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
47
الحلول
1
مستوى التفاعل
89
النقاط
12
العمر
27
توناتي
450
الجنس
ذكر
LV
0
 
لا أحد يصنع قُفلاً بدون مفتاح
مهما كانت المشكلة هناك حتماً مخرج
وإن هزّت رياح اليأس مركبنا فحسن الظن بالله ينجينا.
قال تعالى
{فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الصافات.

يقول ابن مسعود رضي الله عنه ("قسماً بالله ما ظنّ أحدٌ بالله ظنّاً، إلا أعطاه الله ما يظنّ، وذلك لأن الفضل كله بيد الله").
 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
47
الحلول
1
مستوى التفاعل
89
النقاط
12
العمر
27
توناتي
450
الجنس
ذكر
LV
0
 
ECOWs8Z.png



لقد كنتُ أهمُ بكتابة رأيي بقضية تغير المناخ بعد فهمٍ و تمحيصٍ و تحليلٍ من طرفي، إلا أني إرتأيت البدأ بتوضيح مصطلح مهم يُستعمل لطمس الحقائق و التلاعب بالعقول و تشتيت الرأيّ العام، إن مصلطح
المؤامرة يشيرُ إلى مكيدةٍ للقيام بعملٍ معادٍ إزاء حكم أو بلد أو شخص، تُدبره أيادٍ خفيةً ويصمِّمون على تنفيذه ضدّ شخصٍ أو مؤسّسةٍ أو أمن دولة.

و ليسَ سراً أنه و منذ بداياتِ القرن التاسع عشر أخذت قوةُ المصرفيين و رجال الأعمال منحنى تصاعدياً خطيراً فكانوا يُحكمون قبضتهم على مقاليد الحكم و يصيغون القوانين بما يخدم مصالحهم، فلم يكنُ لثلة السفلة تِلك أيُّ رادعٍ في سبيل تحقيق مطامعهم المالية. إلاَّ أن هذا الجبروت المالي و الإستبداد الإقتصادي قُوبل بمقاومةٍ شديدة من طرف العلماء و المفكرين و بعض السياسين، فعالم الإقتصاد أخذ يُحذر التبعات الكارثية للنظام المالي الحالي المولود من إتفاقية بريتون وودز، و عالم المناخ أسهب في توضيح التداعيات المُتوقع حدوثها في حال إستمرار إنبعاثات الكربون من نقصٍ في إمدادات المياه و إنتشارٍ للمجاعة و غيرِها من الأخطار المدمرة،أما علماء الإجتماع فأخذوا يعددون المخاطر التي تُهدد البشرية جرّاء هذا الإنحطاط الفكري و الفساد الأخلاقي الذي سيسوقها لا محالة نحو طريقٍ مُعبدٍ للجحيم الدُنيوي. إلاَّ أن هذه الأصوات الغيورة و الصرخات التحذيرية وقعت على آذان مفتونةٍ بسنوات القرن الواحد و العشرين الصاخبة، فقد نجح الإعلام القذر في تشتيت إنتباه العامة و إشغالهم بتوافه الأمور و سفاسفها مؤذناً بإطلاق جائحة من الغباء شديدةِ العدوى عميقةِ التأثير، فأصبحت الشاشات وسيلةً لنشر الرذيلة و تحبيب المجون و تبرير الشذوذ و الدعوة للألحاد. و لم يسلم الكتاب من هذه الحرب الشعواء، فامتلئت رفوف المكتبات بعناوين ركيكة و محتوىً خادشٍ للحياء، ناهيك عن تحويل الفنانين و الرياضيين و غيرهم الكثير من سفلة القوم، إلى قدواتٍ و أعلام، فلاحقتهم الكاميرات و كرَّمهم المسؤولون و امتلأت بأخبارهم الصفحات. أتذكر أنه و قبل عام ظهر كريستيانو رونالدو في مؤتمرٍ صحفي و قد همَّ بإستبدل قاروة
الكوكاكولا التي وُضعت على الطاولة بقارورة مياهٍ معدنية تنبيهاً منه على ضرر المشروبات الغازية فخسرت الشركة أربعة مليارات دولار في يومٍ واحدٍ! و في الجهة المقابلة فلم يستطع علماء الأرض قاطبة القيام بربع ما قام به المُبجل رونالدو!.

و الحقيقة أن الرأسماليين لم يهدأ لهم بالْ و لم يهنئ لهم طعامٌ و لا شراب أمام هذا السيل الجارف من الدراسات العلمية و الكتب المنشورة و الوثائقيات المستقلة و التي تدينُ أفعالهم النكراء و تُميطُ اللِحاف عن جرائمهم الشنعاء في بقاعٍ شتى من المعمورة، و لمّأ عجزَ هؤلاءِ عن الرد على ما كُتب و تكذيبِ ما أُنتج لجؤوا للحيلة التي إستخدمتها شركات التبغ في خمسينيات القرن الماضي و تحديداً خلال عام 1953. لقد أصبحت مسألة شركات التبغ قضية رأيٍّ عام عند مواجهتهم بأدلة لا يُمكن إنكارها مفادها أن التدخين يقتل الإنسان و يُنهك الأبدان بالأمراض، ففعلوا ما تفعله أي شركةٍ كبرى تحترم نفسها، لقد قاموا بتوظيف شركة إستشارية عالمية في مجال العلاقات العامة ووقع إختيارهم على شركة Hill+Knowlton Strategies و التي قال مستشاروها لجميع رؤوساء شركات التبغ الكبرى
("لا يمكنكم إنكار الأدلة، لا يُمكنكم القول بأن التدخين لا يسبب السرطان، و لكن ما يمكنكم فعله ببساطة هو إثارة الشك") فكانت بذلك شركات التبغ أول من يرفع شعار الشك هو منتجنا فأخذوا يُغدقون المال على بعض العلماء الخونة لزرع الشك في نفوس الناس و إيهامهم بأن هناك حالة عدم يقين بين الأوساط العلمية حول ضرر التدخين من عدمه! و قد إحتفظتُ بجزءٍ من مقابلة للدكتور Helmut Wakrham و يُفضل أن تشاهد المقطع و أنتَ على معدةٍ فارغة فقد كِدت أتقيأ -أكرمكم الله- من ركاكة إجاباته على أسئلة المُقدِم:



- الدكتور: لا شيئ من المواد التي تحتويها السجائر تصل إلى تركيزاتٍ كبيرة تُعتبر ضارة.
- المُقدِم: و لكن يُمكن إعتبار المكونات نفسها على أنها مضرة، صحيح؟
- الدكتور: أي شيئ يُمكن أن يكون مُضراً، صلصلة التفاح تُصبح مُضرة إذا أفرطتَ في تناولها.
- المُقدِم: لا أعتقد أن الكثيرين يموتون بسبب صلصلة التفاح.

- الدكتور: لأنهم لا يأكلون الكثير منها.

لقد تَبَنَّى الرأسماليون شعار الشك هو منتجنا و بدلاً من الرد على الكمّ الهائل من التهم الموجهةِ لهم المبنية على دراساتٍ و أبحاثٍ علمية أخذوا يُلبسون كلََ من يقف في طريقهم ثوب جنون الإرتياب و العته فلمْ يسلمْ من هذه الإفتراءات الكاذبة إلاَّ من وقف بجانبهم أو إلتزم الصمت. و سأسوق إليك مثالين لتوضيح الفكرة:
1- لعله و خلال تصفحك لموقع Youtube قد صادفت فيديوهات من قبيل زوال إسرائيل في 2022، هتلر لم يمتْ هرب إلى القطب الجنوبي، الأجسام الطائرة، شريحة للتحكم بالبشر في لقاح كورونا!، و غيرها الكثير، فاختلط الحابل بالنابل و إمتزجت الحقيقة بالكذب فتشتّت العامة و أصبحوا يعوزون كل كشفٍ للحقائق من عالِمٍ في مجاله أو حتى منشقٍ رأسمالي على أنه نظرية مؤامرة.
2- المثال الآخر هو سلاح معاداة السامية فقد أحسن شعب الله المختار إستخدام هذا السلاح فأخذوا يُلوّحُونه بوجه كلٍ من ينتقد أعمالهم الربوية و إثارتهم للفتن و نشرهم للفساد و الإنحلال، و لن يَغرُب عن بالٍ مطلعٍ على التاريخ كيف أن الأمم بدون إستثناء قد هجّرت اليهود و أبعدتهم بعد أن إستقبلوهم خير إستقبال و ذلك لِما رأوا فيهم من دناءة نفسٍٍ و سفالةِ خُلق و إنعدامٍ للضمير. و إن كان من يُسموّنَ بـ علماء السياسة قد أدرجوا معاداة السامية على أنها واحدةٌ من نظريات المؤامرة، فلِمَا يتم تصنيفُ العرب عند إقرارهم بتكالب الأمم عليهم و سعيّها الحثيث لإفشال أي نهضة محتملة أو تقدمٍ يلوحُ في الأفق على أنه نظريةٌ مؤامرة؟!

في الختام يعتقد جمعٌ من الناس أن النفوذ الذي يحوزه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هو نفوذٌ مطلق بما في ذلك تمرير القوانين أو تعطيلها بجزئيها تلك التي تمس الشأن الداخلي الأمريكي أو تلك التي تؤثر على الشأن الخارجي العالمي، و هذا خطأ. و إليك مقتطفا من خطابٍ لرئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان و الذي حكم البلاد في الفترةِ ما بين 1981 و 1989 صادفني عندما كنتُ أبحثُ في طرق توظيف الشركات الرأسمالية للعلماء خدمةً لمصالحهم و الصورة أبلغ من الكلام:



("Speed It up") أي أسرع ،من يتجرأ على قول أسرع لرئيس الولايات المتحدة؟! الرجل من ميريل لينش، نعم هذا هو، هل ترى ذلك الرجل الواقف بجانب الرئيس ريغان، ذلك الرجل الذي يبدو كرئيسٍ للخدم؟ إسمه دون ريغان المدير التنفيذي لشركة ميريل لينش أغنى و أكبر شركات السمسرة لبيع التجزئة في العالم سابقاً -حالياً شركة خدمات مالية- و قد تولى منصب وزير الخزانة و من ثم أصبح رئيس موظفي البيت الأبيض. و المُلفت للنظر هنا لم يكن مطالبة وزير الخزانة لرئيسه بالإسراع، بل بطريقةُ قولها له، و ردة فعلِ أقوى رجلٍ في العالم على الرجل الذي عيّنه بنفسه ليكون وزيراً للخزانة!
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
47
الحلول
1
مستوى التفاعل
89
النقاط
12
العمر
27
توناتي
450
الجنس
ذكر
LV
0
 
ezTa8Rp.png



{
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} سورة النساء.



لطالما أثار التفسير السطحي لكتاب الله والأحاديث النبوية المُتأتي من أفواه بعض الجُهل حنقي، وأشعرني بغثيانٍ وإعياءٍ شديدين، وهو إن نمّ فإنما ينُم عن قصورٍ في إدراكٍ لعظمة كتاب الله، وجهلٍ متجذرٍ باللغة العربية وعلومها، وتحريف للآيات بما يتناسب مع أهواء مفسريها ويُجانب أفكارهم. وقد كان السلف يعظمون القول في التفسير ، ويهاب أحدهم أن يتكلم في كتاب الله بغير علم، وتفسير كلام الله هو الرواية عن الله تعالى كما قال مسروق ("اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله").

ومن بين عشرات الآيات التي أُسيئ فهمها قوله تعالى {وَاضْرِبُوهُنَّ}، فالضرب هنا مشروطٌ بنشوز الزوجة لا بمزاج الرجل، والنشوز هو عصيان الزوجة لزوجها أو إمتناعها عن القيام بواجباتها بدون عذر، فأنت لا تضرب زوجتك لأنها نسيت أن تكوي قميصك، أو أن طبخها لم يعجبك، أو أنها لم تنظف البيت أو تغسل ثيابك، لأنها شرعاً وعلى قول جمهور ا
لعلماء ليست ملزمة بأيٍ مما ذَكرتُه وإن إختارت فعله -كما تفعل أغلبية المتزوجات- فإنما هو إحسان منها والإحسان هو أعلى مرتبة يمكن أن يصل إليها الإنسان وأقل مرتبةٍ لا ينبغي لنبيٍ أو رسولٍ أن ينزل عنها . ثم إن الضرب للمرأة الناشر يكون ضرباً غير مبرّح، قال صلى الله عليه وسلم «... فاضربوهن ضربًا غير مبرّح» و قد سُئل ابن عباس عن الضرب غير المبرّح فقال ("الضرب بالسواك ونحوه") لأن الضرب الذي أمر به القرآن الكريم هو ضربٌ للتأديب والتقويم وليس للإهانة والتحقير. ثم إن الضرب يأتي كحل أخيرٍ بعد أن يعظ الزوج زوجته الناشز، فإن لم تعدل عن أفعالها فالهجر كخيارٍ ثانٍ، فإن لم تعدل فالضرب كحلٍ أخير. والضرب له شروط وهي
1- أن يتدرج في تقويم زوجته الناشر فيبدأ بالوعظ، ثم الهجر، فالضرب كحلٍ أخير.
2
- أن يغلب على ظنه أن الضرب يفيد في رجوعها عن نشوزها، فإن كان غير ذلك لم يَجُز له ضربها. وقد نصّ على هذا المالكية والشافعية.
3
- ألا يكون الضرب مبرّحاً بإجماع الأئمة الأربعة.
4
- ألا يكون الضرب على الوجه أو المهالك أو المناطق الحساسة في الجسد. نصّ عليه جمهور العلماء.

وما أكثر الآيات و الأحاديث التي يساء فهمها ويُفسرها العامة والمُضلون بما يُناسب مزاجهم ويدعم آرائهم. فالواجب على المسلم أن يرجع في تفسير كتاب الله والأحاديث النبوية إلى المفسرين العالِمين بلغة العرب التي نزل بها القرآن، الذين هم أهل العلم بالقرآن والسنة. تذكرتُ موقفاً حصل معي وكان عمري حينها لا يتجاوز العشر سنين، وقد كنت أحفظ القرآن في المسجد مع طلاب آخرين، وقد جاورني طالبين بالغين فتلى أحدهما قوله تعالى من سورة القصص
{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} فنطق الطالب الثاني متهكماً بلهجةٍ عاميةٍ جزائرية ("مالا من ضرك منزيدش نفرح") !!!

ورغم إباحة الضرب بشروط وفي حالات معينة كما بيّن القرآن الكريم ودلت عليه السنة النبوية وكما فسره لنا علمائنا الأجلاء، إلا أن ترك الضرب أولى وأفضل وإن إستلزم الأمر الصبر على الزوجة ومعالجة نشوزها وعصيانها بالوعظ والهجر، و هذا ما ذهب إليه الإمام الشافعي رحمه الله. ولما اُستُأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضرب قال
«اضربوا، ولن يضرب خياركم».

أما الضرب المبرّح فهو ممنوع منعاً باتاً في ديننا الحنيف ولا يجوز بأي شكل من الأشكال ولا لأي سببٍ كان. يقول ابن عرفه المالكي ("ولا يجوز الضرب المبرّح ولو علم الزوج أنها لا تترك النشوز إلا به، فإن وقع فلها التطليق عليه والقصاص"). فالمرأة لها الحق في طلب الطلاق والإقتصاص من زوجها إن ضربها ضرباً مبرّحا ولو كانت ناشزاً. فما بال أقوامٍ يضربون زوجاتهم المطيعات التقيات العفيفات على أتفه الأسباب، وأبسط الأخطاء، ولأقل الزلات. بل وإنّ بعضهم ليضرب زوجته بلا سبب. نسأل الله السلامة والعافية.


وختاماً فالحياة الزوجية هي سكنٌ للزوجين ولا تستقيم إلا بالمودة والرحمة، ولكن الحياة بما فيها من تبعاتٍ وهموم لا تخلو من كدر، فإذا ما هبت رياح الحياة بما يعكر صفو العلاقة الزوجية فعلى كلٍ من الزوجين أن يَلِين مع صاحبه حتى يصلا بعلاقتهما التي وصفها سبحانه في كتابة {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} إلى برّ الأمان. وبالمحبة والرحمة والحوار القائم على الإحترام المتبادل من الطرفين تكون السعادة الحقيقية ولن يكون هناك ما يدعو إلى الشقاق، وما أجمل ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنّ الله تعالى رفيقٌ يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف». و قال أيضاً «عليك بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيءٍ إلاّ زانه، ولا يُنزع من شيء إلاّ شانه». وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال «إنّ الله إذا أحب أهل بيتٍ أَدخل عليهم الرفق».
 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
47
الحلول
1
مستوى التفاعل
89
النقاط
12
العمر
27
توناتي
450
الجنس
ذكر
LV
0
 
("الأدعية الصادِقة هي الجُند الذي لا يُغلب") ابن تيمية.

 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
47
الحلول
1
مستوى التفاعل
89
النقاط
12
العمر
27
توناتي
450
الجنس
ذكر
LV
0
 
ezTa8Rp.png



-


("
ما سَكن اليقينُ باللٌه قلباً إلاّ طمأنه").




حين خرج رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم من مكةَ متوجهاً إلى المدينة لِما لقيّ عليه الصلاة و السلام من ظُلمٍ وإيذاءٍ وجورٍ من ساداتِ قريشٍ وأهلِها، وإذ بمغيثِ السائلين وخيرِ الناصرين يُبشر نبيه بأنه سيعودُ إلى مكةَ قاهراً أعدائه {إِنَّ ٱلَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍۢ}. هل يُخلف اللّه وعده ووعِيده؟ وهو أصدقُ من وَعد وأقدرُ من أوعد؟ كيف سيكون هذا؟ هذا للّه وليس لك. لذلك المُؤمن كلما زاد يقينُه بربّه كلما أغفل عينه عن الطريقة التي يأتي بها فرجُ اللّه وركزّ على حال علاقتهِ باللّه أثناء الجسر الذي يُوصله لهذه النتيجة. يقول عُمَر رضي الله عنه ("إني لا أحملُ همّ الإجابة ولكني أحملُ همّ الدعاء"). كيف سيكون هذا الدُعاء الذي ستأتي به هذه الإجابة؟ أهو دعاءُ تضرعٍ وإفتقارٍ ورجاءِ خيرِ اللّه وفضلِه، أم هو دعاءُ فتورٍ وإستغناءٍ؟. أهو دعاءٌ من قلبٍ تقيٍ تائب، أم هو دعاءٌ من قلبٍ غافلٍ لاهْ؟. وأختم بأبياتٍ للإمام الشافعي -رحمه الله-:

قُل للذي مَلأ التشاؤُمُ قَلبَهُ. ومَضى يُضيِّقُ حولنا الآفَاقا
سرُّ السعادةِ حسنُ ظنِك بالذِي. خلَق الحياةَ وقسَّم الأرزاقَا
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
47
الحلول
1
مستوى التفاعل
89
النقاط
12
العمر
27
توناتي
450
الجنس
ذكر
LV
0
 
ezTa8Rp.png




-



كانت أمُنا خديجةُ رضي اللّه عنها تُحِب رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسَلم، فما كان منْه صَلى اللّه عليه وسلمَ إلاّ أَن قال ("إني قد رُزِقْتُ حبَّها").

فما أجملها من كلمة وما أروعها من مقصد حِين تكون للّه وفي اللّه ومِن أجل اللّه؛ فالحبُ ماء الحياة، وغِذاء الروح. والحُب ليسَ كلمةً تُقال، ولا رسالةً تُكتب، ولا قصيدةً تُنشد، بل هو اتباعٌ واقتداءٌ، وبذلٌ وعَطاء. الحبُ هو أملٌ لطالما انتَظرتَه، وحدثٌ طويلٌ راقبتَه، وقصةٌ من سنين نسجتَ خيوطها. الحبُ عشٌّ بنَيْته، وقصرٌ بالشوق أسَّستَه، وبستانٌ بالرياحين زرعته. فإن لم تبذُل الحُب في سبيل سعادتك، وتَنعم به في حياتِك، وتعطِيَه لمن تُحب صراحةً دون تردُد، وشوقًا بلا خجل، فما قيمتُه وأهميته؟!


ومِنَ النِعم الجليلة أن يُزوجكَ اللّه بمن ترغبُ و تُحِب، فيتقدَم فُلانُ وفُلانٌ لِخِطبَتها فيمنعَها اللّه عنهم ويُزوجها لكْ، فتكون لك وحدَك. كَما جَاء فِي الحديثِ الصَحيح أن اللّه يُعدِدُ نِعمَه على عبْدِه يومَ القيامة فيقول «أَلَم أُزوجك فُلانة؟، خَطبها الخُطاب فمنَعتُهم وزَوّجْتُك».
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
47
الحلول
1
مستوى التفاعل
89
النقاط
12
العمر
27
توناتي
450
الجنس
ذكر
LV
0
 


«فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ؛ تَرِبَتْ يَدَاكَ» 🌹❤️
 

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
47
الحلول
1
مستوى التفاعل
89
النقاط
12
العمر
27
توناتي
450
الجنس
ذكر
LV
0
 
ECOWs8Z.png


بعد ما يقربُ الثمانين عاماً من نهاية الحرب العالمية الثانية أصبح الدولار عملياً هو العملة العالمية. طوال حياتنا لم يكن هناك مكانٌ على وجه الأرض يمكنه رفض ورقة نقديةٍ خضراء مطبوعٍ عليها وجه أندرو جاكسون أو بنجامين فرانكلين.

كان الدولار عملة عالمية ليس فقط في مجال التجارة حيثُ جميع المعاملات الدولية تتم بالدولار ولكن تم الإحتفاظ بنفس العملة في جميع أنحاء العالم لتخزين الأصول على المدى الطويل، حيثُ تُخزن البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم أصولها بالدولار أكثر من أي عملة أخرى. لم يعرف معظم الأمريكيون كيف حدث ذلك وفي حقيقة الأمر لم يهتموا بمعرفة السبب، فقد كان من المُبهج لهم أن تكلفة الإقتراض آخذةٌ في النزول داخل الولايات المتحدة مع زيادة تداول الدولار خارجها. كما يُمكن للحكومة الأمريكية التحكم في ديونها الفلكية -31 تريليون دولار- بدون وقوع عواقب وخيمة. تطبع الولايات المتحدة الدولارات وتسيطر على العملة الإحتياطية العالمية ممّا يوفر أموالاً رخيصة لشعبها وإمتيازاتٍ لا يحظى بها غيرهم من الشعوب الأخرى، ولكن ماذا سيحصل لو انتهت هذه العملية؟ حسناً، في الحقيقة فقد بدأت هذه العملية منذ تجاوز الجيش الروسي الحدود الأوكرانية، والسبب ليس مليارات الدولارات التي طُبعت لدعم أوكرانيا وإنما السبب الحقيقي-برأيي- هو العقوبات الإقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا والتي كان من المفترض أن تضر بالإقتصاد الروسي و قد فعلت، ولكن صانعي القرار داخل الولايات المتحدة نسوا أو تناسوا تقدير الأضرار المحتمل وقوعها على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، فقد دفعت هذه العقوبات روسيا والصين و الهند وتركيا ودولاً أخرى على تقليل إعتمادها على الدولار الأمريكي، لأن الأخير لم يعد عملة موثوقة لتخزين القيمة وأصبح سلاحاً سياسياً يُمكن إستخدامه ضد أي شخصٍ أو كيانٍ أو دولة تعارض الولايات المتحدة سياسياً أو فكرياً أو إقتصادياً، كمثال ماذا سيحدث لو دخلتَ كدولة في نزاعٍ حدودي مع أحد جيرانك لم يباركه شرطيّ العالم -أمريكا-،؟ أو إعترضت على مجتمع الشواذ القذر، أو أثرتَ حفيظة جماعات حقوق الإنسان؟ من المحتمل أن تُدينك الولايات المتحدة وتصادر جميع أموالك لأنهم فعلوا الشيء نفسه مع روسيا. ومن هنا بدأت عملية إلغاء الدولرة، حيث أعلنت روسيا و البرازيل أنهما ستجريان عملياتهما التجارية مع دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بعملة الصين الوطنية، تبعتهما الهند وماليزيا بعزمهما إجراء المعاملات التجارية بعملتهما المحلية، حتى فرنسا -التي حررتها أمريكا خلال الحرب العالمية الثانية- تستخدم العملة الوطنية للصين في إتفاقية الغاز المسيل الجديدة، و مؤخراً وقعت الصين و البرازيل إتفاقية تنص على إستعمال عملتيهما المحلية في تبادلاتهما التجارية. فالجميع بدأ تدريجياً بالتخلي عن الدولار وهو أمرٌ يحدثُ بسرعة ويطرح علامة استفهامٍ كبيرة حول طريقة تعاملِ صانعي القرار في واشنطن مع هذه المعضلة ووقوفهم موقف المُتفرج.

و أخيرا فإذا أرادت دولةٌ ما أن يثق العالم بعملتها فإن آخر شيءٌ تفعله هو إستخدام هذه العملة كسلاح حرب أو المبالغة في طباعتها، لأنه وفي حالة تجاوز حجم الطبع قيمة الورقة النقدية فسيؤدي هذا لا محالة إلى حدوث التضخم وفقدان الأموال لقيمتها تدريجياً، وهذا بدوره سيؤدي إلى نوعٍ من الإضطراب الثقافي والسياسي يتبعه إنهيارٌ إقتصادي تماماً كالذي حدث لألمانيا في عهد هتلر حين تحملت ديوناً ضخمةً لشن حربٍ لا طائل من ورائها، وهذا ما كانت تفعله الولايات المتحدة منذ عقود في فيتنام وأفغانستان والعراق وفي كل مرةٍ كانت تنجو من العواقب لأنها تمتلك عملة العالم بشكلٍ فريد لم يسبق له مثيل، ولكن هذه المرة الأمور مختلفة تماماً، قد تكون الحرب مع روسيا آخر حرب يمكن للولايات المتحدة التعامل مع عواقبها، فلا أحد يرغبُ في الإحتفاظ برأس ماله بعملةٍ تتناقص قيمتها عاماً بعد عام. فالحقيقة الظاهرة للعيان أن الولايات المتحدة بدأت تفقد مكانتها تدريجيا كقوة عظمى، ولكن هذا
-بحسب المعطيات الحالية و الأحداث التاريخية- لا يتم عادة بشكل سِلْمي.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
47
الحلول
1
مستوى التفاعل
89
النقاط
12
العمر
27
توناتي
450
الجنس
ذكر
LV
0
 

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} 🌹❤️
 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
47
الحلول
1
مستوى التفاعل
89
النقاط
12
العمر
27
توناتي
450
الجنس
ذكر
LV
0
 

"وَبِي شَوقٌ إِلَيكَ أَعَلّ قَلْبِي
ومَالِي غَيرَ قُرْبِكَ مِنْ طَبِيبِ"
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل