مدونة متألقة أفكار على السطح (6 زائر)


POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
87
الحلول
1
مستوى التفاعل
68
النقاط
50
أوسمتــي
1
العمر
27
توناتي
1,090
الجنس
ذكر
LV
0
 
# ١ #

خروج النساء "المحجبات" غير المحتشمات للأسواق والعمل والتنزه، فتنةٌ كبيرة وفسادٌ عظيم وخدمةٌ جليلة لإبليس وجنوده.

إنّ التفنن في التبرج، ونسج الحجاب الإسلامي ليتلائم مع أحدث صيحات العهر والموضة، بات أمرًا مستهجنًا ومبشّرًا بمستقبلٍ مظلم، فيه من التحرّش والزنا وخراب البيوت ما لم يكن في سابقه من الأزمنة. ولقد تحالف أعداء اللّه والملة بذكائهم ودهائهم مع النساء الساذجات والذكور السُفول من بني جلدتتا ليفرضوا علينا واقعًا مرًّا كئيبًا، يشوبه الكثير من الإنحلال الأخلاقي والجنس السطحي المتمثّل في اللمسات والمداعبات.

ولا ينكرن أحدٌ كيف أن أذرع أعداء الإسلام استطاعت بمكرٍ الدخول لبيوت المسلمين كافة، وفرضت رؤيتها الشيطانية على كثيرٍ منها التي غابت فيها سوية الأنثى وحزم الرجل، فنجحوا نجاحًا منقطع النظير في تشويه الحجاب الإسلامي بأنواعه كافة، وأدخلوا عليه تعديلات جهنمية، وأقنعوا المرأة بأن تُظهر جمالها للعلن ولو كانت بضعة "أشبارٍ" من جسدها، فإن إظهار ذلك لا يضر ما دام الستر يغلب على عموم الجسد.

لقد أصبحت الملابس الضيّقة شعارًا ترفعه كثيرٌ من النساء ممن ينسُبن أنفسهن لدين الإسلام، وقد مسّ هذا الشعار الملعون كلًّا من الحجاب والجلباب والنقاب، فشوّهها جميعًا، وجعلها مدعاةً لجلب البلايا للنساء، وتهييجًا لنفوس الرجال وإن كانوا أسوياء. إضافةً للملابس الضيّقة فقد برعت النساء في إظهار مفاتنهن عن طريق الكُحل، والحِناء، وإصباغ مساحيق التجميل على وجوههن.


يتبع..


💌📝
 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
87
الحلول
1
مستوى التفاعل
68
النقاط
50
أوسمتــي
1
العمر
27
توناتي
1,090
الجنس
ذكر
LV
0
 
# ٢ #

برزت في السنوات الأخيرة فئةٌ من الملتزمات بالحجاب الشرعي، المحسوبات من الصالحات داخل أوساط النساء واللاتي سترّن أجسادهن، لكنهن تعرّوا من ملابس الحِشمة والحياء التي إن إهترئت، إهترئت معها أنوثة المرأة وميزتها الأولى وتكريمها الوحيد. قال تعالى {فَجَآءَتْهُ إِحْدَىٰهُمَا تَمْشِى عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍۢ}. فقد وصف اللّه سبحانه إحدى الفتاتين بصفة الحياء فقط دون ذِكر أي صفةٍ من صفات النساء المرغوبٍ فيها، وذلك لعظِم خُلُق الحياء في الأنثى وأهميته الكبرى، بحيث كلما زاد الحياء داخلها كلما انعكس ذلك على جمالها الخارجي.

بالنسبة لي من أكثر الفخاخ التي يقع فيها الرجل الملتزم عند تقدّمه للخطبة هو فخ هذا النوع من النساء، فبمجرد رؤيته لحجابها الشرعي الذي لا يصفّ ولا يشفّ ولا يكشف، يتبادر لذهنه سير الصحابيات والصالحات القانتات ناسبًا إيّاها لهن بدون أدنى سابق معرفة، فتعمي هذه النظرة القاصرة بصيرته، وتُرخي عزمه في السؤال عنها أكثر، والأخذ والإعطاء معها بشكلٍ مفصّل.

لقد رأيت كيف أن
"بعضًا" من الملتزمات بالحجاب الشرعي مفتقداتٍ لصفات الحشمة والحياء، فتجدها في مكان عملها، أو نشاطها في الجمعيات، أو في الأسواق مع التجار متبنيّةً شعار "المداصرة فيما يرضي اللّه" المتمثّل في ظهورها متبسّمة المحيا، ضاحكةً بقهقهة، خاشعة الصوت، تتواصل بعينيها دون أن تخفضهما، تلتقط صورًا مع هذا وذاك، فكأنما المقابل لها زوجها أو أحد محارمها، لا فرق عندها، فهي بطبيعة الحال ملتزمةٌ بالحجاب الشرعي الذي يتبيّن لنا من خلال منظورها أنه "كود QR" للدخول إلى نادي الملتزمات!.

ومثلُ ما يحصل في العالم الواقعي هو نفسه -إن لم يكن أغلط- ما يحدث في نظيره الإفتراضي، الذي تتفاعل من خلاله الفتاة "الملتزمة" عزباء كانت أو متزوجة، مع الشباب "الملتزمين" بإيموجيات الحب والضحك، وتعلّق على كل منشورٍ مدحًا وإطراءًا للملتزم الخلوق، مختومًا بقالبٍ أحمر وأحيانًا أخضر..! أضف لكل هذا إنتشار موضة نشر المرأة لصورها الشخصية في القصص والمنشورات، خصوصًا تلك الصور المتقطّعة التي تُظهر فيها جزءًا منها في كل مرة، حتّى تظّن أنها "أحجية يوغي موتو" تُظهر لك في كل مرةٍ قطعة، حتى تجتمع في الأخير طال الوقت أو قصُر كل القطع مشكّلةً الأحجية الألفية، ولا حول ولا قوة إلّا باللّه.


يتبع..


💌📝
 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
87
الحلول
1
مستوى التفاعل
68
النقاط
50
أوسمتــي
1
العمر
27
توناتي
1,090
الجنس
ذكر
LV
0
 
# ٣ #

كوني أنتمي لمعشر الرجال فإن رؤية هذا النوع من النساء اللاتي تكلمت عنهن في التدوينتين السابقتين يجعلني أشكّ في رجولة محارمهن، ولإن كانت بعض المشاهد سابقًا تثير الدهشة بداخلي فإن المشاهد الحالية تصيبني بالصدمة والذهول، فقد كنت قبل سنواتٍ أتعجّب أشدّ العجب من رجلٍ يلزم سيارته بينما امرأته تتبضع داخل الأسواق والمحلات لوحدها! أو آخر يسمح لزوجته بأن تتزين أمام إخوانه بالروائح والعطور واللبس الضيّق، وتصافحهم وتبتسم لهم، مكتفيةً بتغطية شعيرات رأسها العلوية.

وأما في هذه الأيام فقد بُكُمت من الحال الذي دنت إليه الرجولة، ونزلت بفعله إلى الدرك الأسفل من قلّة الغيرة وخلع رداء القوامة والتنصّل الكامل من المسؤولية؛ ولم أستوعب لحدّ اللحظة كيف يمكن لرجلٍ أن يبيح لزوجته أو بناته الخروج بلباسٍ ضيّقٍ فاضح، يُبرز بما لا يترك للبصر الضعيف مبررًا مفاتن المرأة العلوية والسفلية، ألا يخشى هؤلاء من أن تُشتهى نسائهن من الغرباء؟ أليس هذا الأمر الحاصل المؤكد يوقد في قلوبهم -الباردة- النار الهشيم؟ أعوذ باللّه.

ثم أيّ ذرة رجولة بقيت في وليّ أمرٍ يسمح لمحرمته بالتقاط الصور التذكارية رفقة الذكور الغرباء في الملتقيات والأكاديميات، والمؤسسات الإقتصادية والتعليمية، وعلى منصات التكريم الإبليسية؟ ثم ماذا؟ ثم تُنشر هذه الصور على وسائل التواصل الإجتماعي! ولا حول ولاقوة إلّا باللّه.


يتبع..


💌📝
 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
87
الحلول
1
مستوى التفاعل
68
النقاط
50
أوسمتــي
1
العمر
27
توناتي
1,090
الجنس
ذكر
LV
0
 
# ٤ #

صدقًا إن هذه الفتن التي إنتشرت إنتشار النار في الهشيم قيّدت بدون مبالغة حركتي في الأسواق والطرقات، وأضحيت أتخيّر بسببها الأوقات والأيام الأقل زحمةً لأتجنب التعرض لعرض الأزياء والأجساد هذا، فصرت مثلًا أتجنب الخروج أيام السبت لأنه يوم عطلة، الذي يشهد إكتظاظًا رهيبًا في الأزقّة والمحلات، وأتحاشى المرور عبر الشوارع المعروفة بصناعة أزياء النساء ولو كلفني ذلك المشي لأمتارٍ طويلة، كما أنتقي بالإضافة إلى ما سبق ذكره وقت الظهيرة -القايلة- لقضاء مصالحي المختلفة، وأخيرًا فإني أُحجم على شراء ما يخصني من ملابس وغيرها أيام العطل والمناسبات، وأوثر إقتنائها في وقتٍ تكون فيه حركة الناس أقل وعيونهم الرادرية -الترصد- أخف.

وقد يقول قائل لما لا تغضّ بصرك وتخرج متى ما شئت وتذهب حيثما أردت، وهنا أقول أنّ هناك ما يُسمى في الشرع بـ
"نظرة الفجأة" وهي أن يقع نظر الرجل على امرأةٍ دون قصد منه؛ بشرط أن يصرف بصره، ولا ينظر إليها ثانيةً، فإن واصل النظر إليها، أو صرفه ثم أعاده مرةً ثانية، فقد وقع في الحرام، كما جاء في صحيح مسلم عن جرير بن عبد اللّه قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن نظر الفجأة، فأمرني أن أصرف بصري. وقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم «يا عليُّ! لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرَةَ، فإنَّ لَكَ الأولى، ولَيسَتْ لَكَ الآخرَةُ».

لكن حتّى وإن أشاح الرجل بنظره عن المرأة المقابلة له فإن هذا لا يمنع من تحرك نفسه إتجاهها، واشتهائه وتمنّيه لها -إن لم تكن ملتزمة بالحجاب الشرعي- ولهذا جاء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قوله «.. فإذا رأى أحدُكُمْ امرَأَةً فأعْجَبَتْهُ، فَلْيَأْتِ أَهَلَهُ، فإِنَّ الَّذِي مَعَها مِثْلَ الذي مَعَها
» أي ما لدى تلك الأجنبية عنه هو نفسه لدى زوجته، هذا بالنسبة للمتزوج فما يصنع العازب؟! إتقوا اللّه في أنفسكن.

يتبع..


💌📝
 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
87
الحلول
1
مستوى التفاعل
68
النقاط
50
أوسمتــي
1
العمر
27
توناتي
1,090
الجنس
ذكر
LV
0
 
# ٥ #

لاحظت أن فهم كثيرٍ من النساء اللاتي تُضطررن للتعامل مع الرجال سواءًا في العمل أو العلاج أو التسوق هو فهمٌ خاطئٌ لعقلية الرجل وتكوينه الداخلي، بحيث أن الرجل مصممٌ بشكلٍ تلقائي للإنجذاب الجنسي نحو المرأة بمجرد نظرةٍ خاطفةٍ سريعة، فكيف لو اجتمعت معها إبتسامةٌ ظريفة وتمايعٌ في الكلام وخشوعٌ في الصوت!

إن المرأة تعتقد أن الرجل في تركيبته المكوّن منها لا يختلف عنها في الكثير، فهي لا تستطيع أن تتخيل رجلًا تتحرك نفسه إتجاهها لمجرد إبتسامتها له، أو قول
"صباح الخير" له كل صباح! أو الوقوف معه والتحدث في مواضيع جانبية غيرِ اضطرارية، إنها لا ترى سوى اللبس المثير والكلام المعسول الصريح، واللمسات والقبلات المتبوعة بالمداعبات، الطريق الوحيد لاشتهاءه لها وفوران رغبته اتجاهها، وهذا فهمٌ عارٍ من الصحة.

وتنسى النساء في الغالب أن الأُلفة تزيل الكلفة، بمعنى أن التعامل اليومي للمرأة مع نفس الرجل الأجنبي يزرع داخلها شعورًا بالأمان إتجاهه إن لم يتحرّش بها أو يقوم بفعلٍ خادشٍ للحياء معها، فتختفي الحدود بينهما تدريجيًا حتى نصل لما نراه اليوم في المكاتب وأماكن العمل من مزاحٍ وضحكٍ وكلام، يحدث هذا إن لم تكن المرأة صارمةً ذكية حكيمة، وهذا نادرٌ في وقتنا.

إضافةً لما سبق فإن الرجل يبقى رجلًا ولو بلغ السبعين، يشتهي إن كان صحيحًا غير سقيم، لكنك رغم ذلك ترى كثيرًا من النساء تبجّل الخمسيني والستيني بل وأقل، وتقول ببراءةٍ ساذجة "أنا في عمر ابنته". نعم أنت كذلك لكنكِ لم تخرجي من صلبه، ومباحٌ له شرعًا خطبتكِ والزواج منكِ.

وبعض النساء تتنزّل عليها هالة ارتياحٌ غير مفهومة حين تكون في حضرة عالم دينٍ، أو شخصيةٍ مشهودةٍ لها بالقبول، وتنسى أنه قبل كل شيءٍ رجلٌ بعقلٍ وشهوة وليس ملكًا بعقلٍ فقط، ولهذا فإن الأصل التعامل معه كالتعامل مع غيره من الرجال.

هذا كلامٌ تكلّم فيه العلماء ونبّه إليه الحكماء وبيّنه الرجال أنفسهم للنساء، لكن رغم هذا لن تجد سوى القليل ممن تقتنع بهذا الكلام وتعتنقه، وغيرهن سيقابلنك بحجّةٍ من قبيل "لطالما كان محترمًا معي".


ملاحظة: أنا رجل أجلس أحيانًا مع الرجال بمختلف الأعمار، وأقسم بالذي رفع السموات بلا عمد أن بني جنسي بمختلف أعمارهم يُحملقون في النساء، الكبيرة والصغيرة بلا إستثناء، يُشبعون عيونهم القذرة بمظهرها الأمامي، ثم يواصلون النظر آملين أن تكون مفاتنها الخلفية بائنة وبارزة.


يتبع..


💌📝
 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
87
الحلول
1
مستوى التفاعل
68
النقاط
50
أوسمتــي
1
العمر
27
توناتي
1,090
الجنس
ذكر
LV
0
 
# ٦ #

مشكلة بعض النساء في وقتنا الحاضر أنها قبل إرتباطها تحتقر الرجل الإمِّعة الضعيف، الخاضع لها، المعتمد عليها
"ماليًا"، وتتمنى الزواج عوضًا عنه برجلٍ قويّ الشخصية، غيورٍ عليها، حازمٌ وكريمٌ معها، وهذا طيّبٌ غير مستنكر، لكن المشكلة تكمن حين وصول فارس الأحلام هذا لتجدها بعد ارتباطهما تتأفف من غيرته "المكتملة" وتصفها بغيرةٍ زائدة، وتُسميّ حزمه معها بهوَسٍ للسيطرة عليها وعلى تحركاتها.

وإني أسمي هذا السلوك بـ"قولبة الرجل" بحيث تقوم المرأة بعلمٍ منها أو جهل، بمحاولة تكييف الرجل بما يناسبها ويناسب ظروفها "ولو كان هذا مخالفًا لقيّم الرجولة والمروءة والدين"، فهي من ناحية تريد رجلًا غيورًا عليها، لكنه يجب أن يسمح لها بإضافة مديرها أو زملائها على مواقع التواصل، ولا يجد مشكلةً في أن تُصبّح وتُمسّيَ على هذا وذاك كل يوم؛ ثم تحاول أن تلوي سيف حزمه بأن تجعله يُرخي قبضته فيما يخصّ حرصه على تغطيتها لوجهها، والوقوف على تفاصيل جسدها، توثّقًا منه على عدم بروزها.

والناس عمومًا في زمن التطوّر والسرعة تلتقط معلوماتٍ وآراء كثيرة من مصادر شتى، متمثلةٍ في منشوراتٍ ومقالاتٍ ومقاطع وصور، تتبناها بعصبية بدون معالجةٍ ولا تمحيص، فنجد أن غيرة الرجل المكتمل الرجولة صارت تُسمى شكًّا، وحزم الزوج الحريص المحبّ صار مدرجًا في خانة السيطرة والسادية؛ بينما إختلاط المرأة اللامنضبط بالرجال خارج البيت، وعدم إستيفائه لكامل الشروط الشرعية الواجب توفرّها أثناء التواصل أضحت "ظروف عمل" واجبٌ على الرجل -الخانع الذليل- مراعاتها وتقبّلها!.

والمرأة التي تريد قولبة الرجل بما يخدم هواها ستُحبط في النهاية، لأن الرجل الحق لن يخضع لمثل هذه المحاولات، فإن هي وجدت من يتراجع عن مبادئه تماشيًا مع رغباتها بعد صراع، فهو في الحقيقة لا يختلف عن من كانت تمقته منذ البداية، ولن تجد فيه معنى الرجولة الكاملة المكتملة، قد لا تدرك هذا في البداية وتصوّره على أنه توافقٌ وتفاهم، لكنها ستدركه بعد سنواتٍ أو عقود حين تعيشه واقعًا وهي ترى أن السلطة في المنزل لها وحدها، تأمر وتنهى، تبتزّه جنسيًّا، وتتحكم في خيارات وتوجهات أبنائهما.. كحال الكثير من بيوت المسلمين اليوم.

نسأل اللّه العافية.

يتبع..

💌📝
 

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
87
الحلول
1
مستوى التفاعل
68
النقاط
50
أوسمتــي
1
العمر
27
توناتي
1,090
الجنس
ذكر
LV
0
 
# ٧ #

توجد فئةٌ من الرجال الشرفاء، المتزوجين والعزّاب، الذين يجدون أنفسهم يوميًا في حربٍ ضروس مع عواصف الفتن داخل مكاتب العمل وقاعاته، وإني أخصّ بالذكر الرجال الأعِفّاء الأتقياء، الأوفياء لدينهم وشريكات حياتهم، هؤلاء يدفعون ثمن لوثة الدياثة التي مسّت أشباه الرجال ممّن يبعثون بزوجاتهم إلى أماكن العمل وكأنهن في مسابقة للفوز بأكثر النساء إثارةً وفتنة.

وواللّه إني أرى بأم عيني في العمل نساءًا متزوجاتٍ يندى الجبين لحالهن ولحال أزواجهن، كيف يُعقل لرجلٍ أن يسمح لزوجته بالخروج بحجابٍ ضيق، وجسدٍ مفصّلٍ مبيّن، ومفاتن بارزةً بائنة، وكعبٍ عالٍ، وعيون مكتحلة، وأيادي بالحناء مغلّفة! وأي منطقٍ تعتنقه امرأةٌ ترتدي نقابًا يبرز تضاريس جسدها بوضوحٍ شديد، مع كعبٍ عالٍ، وتمايل في المشي، وحناءٍ في اليدين! والأعجب من هذا أن المرأتين تغطيان وجهيهما، لأي سبب بالضبط؟! وحال الجسد كما وصفت وأجملت؟.

والمرأتان السابق ذكرهما المكتسبتان لصفة الأمومة هما مثالان فقط من جملة أمثلةٍ أخرى كثيرة، فإضافةً لتفنن الأخوات
-هداهن اللّه- في عرض أجسادهن للملأ فإن تمايعهن في المشي، وضحكهن المتدلّع، وكلامهن الغنوج يحرق قلب الرجل المتعامل معهن مرةً بعد مرة بنار الشهوة والرغبة خصوصًا إن كان أعزبًا. وإني أتسائل بصدقٍ أحيانًا هل يفعلن هذا عمدًا؟ لأن لغة الجسد والعيون تقول ذلك.

وقد يتسائل الرجال الذين ينكرون هذا الواقع الخليع -وهم قلة- عن حلول جذرية لتلافي هذه النار الشيطانية الحارقة، وفي هذا السياق أقول أني منذ أيام الجامعة كنت شابًا أقرب للصرامة منه إلى اللطافة مع الإناث، فكنت أتجنب قول "صباح الخير" لمن تدرسن معي منهن، وأجلس في آخر طاولةٍ من القاعة، وأتحاشى كثرة السير في الجامعة المترامية الأطراف، وواللّه إن قدماي لم تطأ أكثر من ثلاث كليّاتٍ طوال خمس سنواتٍ من الدراسة.

كما أنّ إحدى أهم الخطوات التي كنت ولا زلت أنتهجها هي عدم الإبتسام بلطفٍ مع النساء، فقد أضطر للتعامل معهن، ونهايةً سيشكرنني أو أشكرهن، لكني طالما إمتنعت عن الإبتسام لهن، سواءًا استقبلت الشكر أو ألقيته. هذه الجديّة مع خفض النظر، و اختصار الكلام لأقصى الحدود، يُضفي في النهاية هيبةً على الرجل تجعل النساء يتجنبن الإحتكاك به بلا ضرورة، ويحترمنه وإن لم يكنّ محترمات.

وإني أشدّد على جزئية عدم وقوف الرجل يوميًا مع من تعملن معه من النساء "لإلقاء السلام والسؤال عن الحال، وقول صباح الخير ومساء الخير، وصح فطورك، وصح صيامك المرتقبة قريبًا". ليس لك كرجل شأنٌ في هذه الملاطفات الغير الضرورية، أمسك عليك نفسك وأحكم قبضتك على دينك، واذهب "صبّح ومسّي، واسأل واضحك مع زوجتك" فهي أولى وأحرى بالتدقيق في أحوالها وأخبارها.

خلال أيام دراستي
-الماستر- كانت تجلس أمامي امرأةٌ متزوجة في منتصف الثلاثينات، إستئذنتني مرةً إعطائها حلًّا لواجبٍ منزلي، فسلّمته إياها مراعاةً في نفسي لظروفها، كونها متزوجة ووقتها ضيّق محصور، لكنها بعد ذلك صارت تُنزل "الحائك" عن وجهها، وتصبّح علي وتسأل عن حالي، حتّى قررت الإمتناع عن إعطائها أي شيءٍ بعد ذلك، لأغلق باب شرٍ كنت في غنىً عن فتحه.

وهذه الأخت الكريمة وغيرها من الأخوات الذين لا يجدون حرجًا في مسألة "السؤال عن الحال والإبتسام" لا يدخلن بالضرورة في خانة النساء غير المحتشمات، بل علّهن يفعلن هذا بحسن نيّة، رغم أن ظروف الوقت، وطبيعة علاقتها العاطفية تزجرانها تلقائيًا عن الإنجرار وراء هذا الفعل، الذي يُفضي في الأخير لمبدأ "الألفة تُزيل الكلفة" الذي تكلمت فيه سابقًا. وإني بحق رجلٌ يمسك لسانه في التكلم في أعراض الناس وعيوبهم، غير أن توصيف الحال مع جهالة القارئ لشخص الموصوف يؤدي الغرض المطلوب من الهدف المبتغى المنشود.

وأخيرًا فإن أصدقائي في الجامعة حالهم كحال الشباب، كانوا لا يتورعون في الكلام والمزاح مع الإناث، وقد كان أحد هؤلاء الأفاضل رئيس الدفعة، الأمر الذي يتيح له عادةً التواصل مع جميع طلابها، حتّى استفرد بي ذات يوم وقال لي "قبيل قاتلي هاذيك -أشار إليها- صاحبك ربي يبارك جديّ ياسر، والله تقول جنرال، عقلية وطاي" وأخذ يقهقه ضحكًا، ظنًّا منه إني سأنزعج من كلامها، والحقيقة إني إرتحت إليه، وأدركت أني على الجادة الصائبة ما دمت ألتزم به.


ملاحظة: الجديّة لا تعني "التكشير" والفظاظة.

يتبع..


💌📝
 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
87
الحلول
1
مستوى التفاعل
68
النقاط
50
أوسمتــي
1
العمر
27
توناتي
1,090
الجنس
ذكر
LV
0
 
# ٨ #

ما ذُكر في التدوينات السابقة من هرولة كثيرٍ من النساء إلى التبرّج والتزيّن خارج المنزل يتحمّل إثمه ووزه وليّ أمرها والقائم بأمورها، ويعظُم الذنب في صحيفته أكثر من عظَمِه في صحيفتها وصحيفة من افتتن بها، وكلهم في الأخير مذنبون.

غير أن البلاء الذي نزل بنا والمتمثّل في إحاطة الأغبياء ومحدودي التفكير بنا من كل جانب، جعلني مضطرًا لإبانة البائن من القول أن من تكاليف القوامة = ستر الرجل لزوجته وبناته، والإنتباه لتغطية كل شبرٍ في أجسادهن خشية أن تتصيده أعين الغرباء، الأتقياء بغير قصد، والسفهاء بسبق الترصد والإصرار.

ولإن كان حساب ولي الأمر في بلاد الإسلام عسيرًا شديدًا يوم القيامة، مفصّلًا لدرجة أن يحمل وزر رعاياه نتيجة قراراته وأوامره، فيُحاسب على رعيّةٍ زنى بامرأة، وآخر شرب الخمر، وغيرهما ممن تعاطى المخدرات، لا لشيءٍ سوى لكون تشريعاته المنافية لقيّم الإسلام والمروءة من تعطيل لإقامة الحدود، وتقنينٍ لأوكار الفسوق والفجور، قد فتحت الباب أمام مصرعيه لتغوّل الشهوات في نفوس الخلائق، وتنمّر الهوى على العقل فكانت المصائب مما نشاهد ونسمع.

فمثل هذا مثلُ الرجل تمامًا مع أهل بيته، يُحاسب على لباس زوجته وبناته، وطبيعة الأماكن التي يرتدنها، ومن تصاحبن من النساء ومع من تجلسن، وفي كل تفصيلةٍ تقريبًا من حياتهن، يُسئل عنها، ويُستجوب بها.


يتبع بعد ساعة..


💌📝
 

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
87
الحلول
1
مستوى التفاعل
68
النقاط
50
أوسمتــي
1
العمر
27
توناتي
1,090
الجنس
ذكر
LV
0
 
# ٩ #

كم أحتقر الرجال في أوساط العمل الذين يتغزّلون بمن يعملن معهم في نفس المكان، يجالسونهن، يصبّحون ويمسّون عليهن، يبتسمون لهن، ويستفيضون في الحديث معهن عن أمور تافهةٍ غير ضرورية، يتبادلون أرقام الهواتف، ويضيفون بعضهم على مواقع التواصل، يدردشون، يتفاعلون، ويعلّقون!. إنه القرف بعينه.

أنا رجلٌ شديد الملاحظة والتركيز، أنتبه لأدقّ الكلمات وأفطن لأدنى الحركات، بارعٌ في قراءة لغة الجسد وترجمة ملامح الوجه، والتي كانت سببًا رئيسيًا في إصابتي بالصدمة والذهول من حقيقة
"مكاتب الفجور" التي إختلطت فيها الذكور بالإناث، كاسرين بلا حسيبٍ ولا رقيب كل قيود الأدب والتهذيب.

ويثقلُ علي رؤية رجلٍ يتعامل مع النساء بالطريقة الآنفة الذكر، بينما أتفكّر بالتوازي في حال المسكينة تلك -زوجته- التي علّ الحمل أنهكها، والرضيع أخذ من جسدها وصحتها، واستباح هو جسدها ووقتها، بأن استمتع بها متى ما شاء في الأولى، وانشغلت هي في قضاء حوائجه الشخصية في الثانية، ألا يفكر بها وهو يلهو مع غيرها؟ ألا تحنّ نفسه عليها؟ ألا يتورع من خيانتها؟ ويخشى وطئة ذلك على قلبها وإن لم تعلم؟!.

إننا نعيش في أكثر الأزمنة قذارةً ووساخة، وأدهاها في تبرير الإختلاط وتسويغه، حتى إقتنع فيه أغلب الرجال والنساء بعلاقات العمل هذه، وصُوّرت لهم على أنها حاجةٌ ملحّة للحفاظ على الإبداع والإنتاجية. لن تراني أبدًا -إن شاء اللّه- داخل دائرة السوء هذه، أو أن أسميّ من تعملن معي بزميلات عمل! هذا المصطلح على وجه الخصوص يثير اشمئزازي، لدي زميلةٌ واحدة، نفسها هي الحبيبة والصديقة والخليلة والعشيقة والأم، هي زوجتي المستقبلية.

إني رجلٌ أعدّ تبسّم المتزوج لغير محرمةٍ خيانة، وجلوسه قربها خيانة، وتحدّثه معها من غير ضرورة خيانة، وإضافته لها على مواقع التواصل، يرى وقت تواجدها وتراه خيانة، وتفاعله مع قصصها خيانة، وتعليقه على منشوراتها خيانة. وواللّه إن وجود رجلٍ لا يبتسم لمن تعملن معه من النساء، ولا يسلم عليهن يوميًا، ولا يجالسهن، ولا يضيفهن على مواقع التواصل هو أمرٌ نادرٌ، نادرٌ، نادر.

ملاحظة: قد يُضطر الرجل للتواصل إلكترونيًا مع امرأةٍ تعمل معه، أو المرأة للتواصل مع رجلٍ يعمل معها، ولو أني أفضّل -كما أفعل- الإقتصار على إستعمال جهاز تخزين البيانات "USB" لتبادل الوثائق، لكن إن إقتضت الضرورة لذلك النوع من التواصل، فإني أفضّل أن يكون تواصلًا باستخدام البريد الإلكتروني "Gmail". هذا لمن كان يضع لشريك حياته قيمةٌ ورِفعة.


يتبع بعد ساعة..


💌📝
 
التعديل الأخير:

POO

إنضم
25 أكتوبر 2022
رقم العضوية
13078
المشاركات
87
الحلول
1
مستوى التفاعل
68
النقاط
50
أوسمتــي
1
العمر
27
توناتي
1,090
الجنس
ذكر
LV
0
 
# ١٠ #

للإنصاف..

فإني رجلٌ أبذل قصارى جهدي للقيام بواجباتي قبل طلب حقوقي، ولن أُلزم زوجتي بقوانين تتمسك بها في العمل أنا عن نفسي منتهكٌ لها. لن أطلب منها الإمتناع عن إضافة الرجال على الهاتف ومواقع التواصل بينما أضيف النساء عندي، لن آمرها بالتوقف عن التسليم بالكلام على الأساتذة في مكان عملها وأنا أصبّح وأمسّي على النساء اللاتي يعملن معي، لن أُلزمها بغضّ بصرها وترك مسافةٍ معتبرة عند كلامها الضروري مع الأساتذة وأنا أفعل عكس ذلك، بإطلاق البصر والإقتراب المريب مع الموظفات في مكان عملي.

أؤمن بضرورة بقاء الزوج والزوجة العاملين متواصلين مع بعضهما البعض في أوقات عملهما برسالةٍ نصية أو مسموعة، أو بمكالمةٍ هاتفيةٍ بسيطة، حتّى يتذّكر أحدهما الآخر في خضم سيل الفتن العارم، ومكاتب اللهو والمجون التي تُعرض فيها الأجساد، وتُنتهك داخلها الحرُمات؛ يتواصلان حتّى يتقوّى أحدهما بالآخر، ويجدّدا ثقتهما ببعضهما البعض؛ يكتفي هو بها، وتستغني هي به عن من سواه، مترابطان متماسكان متداخلان، يضع كل واحدٍ منهما الآخر نصب عينيه في كلّ خطوةٍ ونظرةٍ ونفس.


يتبع..


💌📝
 

المتواجدون في هذا الموضوع

  • POO
المواضيع المتشابهة

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل