مهما عتِبت عليها واستنكرت بعضًا من ردود أفعالها فإنها بشهادة اللّه على قلبي أراها امرأةً لا مثيل لها قلبًا وقالبًا، سلطانة قلبي تلك وملكته. قد حقّ لها الإستئثار بلقب سيدة نساء الأرض.
لا أنساها، لا أمقتها، لا أكرهها، ولا أحقد عليها.. أبدًا.
تجارة بيع الهواتف والحواسيب المحمولة المستعملة رائجةٌ في بلادنا، بحيث أن كثيرًا من الناس يغيّرون ممتلكاتهم باستمرار، فتجده يبيع هاتفه أو حاسوبه ويضيف إلى المبلغ الذي حصّله بعضًا من مدّخراته ليشتري آخر جديدًا، وهذا خطأ فادح، خاصةً بالنسبة للإناث.
إن إعادة تدوير المنتجات هذه تجعل بياناتك الشخصية وإن كُنت في قرارة نفسك تظن أنك محيتها في خطرٍ شديد، فالأثر الرقمي للمستخدم وتحرّكاته البياناتية لا تُمحيان ولا تُنسيان، وهناك علوم قائمةٌ بحد ذاتها في هذا الشأن كعلم آثار البيانات.
ومن هذا المنطلق فإن أي شخصٍ يمكنه سواءًا عن طريق توظيف قدراته الشخصية أو الإستعانة بغيره ممّن يحوز هذه المهارات من استرجاع البيانات المحذوفة من الهاتف أو الحاسوب، صورًا كانت، أو وسائط مرئية، أو حتّى كلمات مرورٍ محفوظة، واستعمالها بأكثر الطرق بشاعةً وقذارة.
نصيحتي لكل الأخوات وحتّى الإخوة الذي احتفظوا في يومٍ من الأيام "بصورٍ خاصة لا تُشارك على الملأ" أن لا يبيعوا أي هاتفٍ أو حاسوب مهما كان السبب، حتّى لو أصابتك ضائقة مالية، لا تخاطر باستعمالٍ مستقبلي غير مرغوبٍ فيه لبياناتك الشخصية، إستلف ولا تبع.
شخصيًا لن أبيع أي هاتفٍ يخصّني، وقد إمتلكت قبل حاسوبي هذا حاسوبين إثنين، بعتهما نعم، ولكن إحتفظت بوحدة التخزين الداخلية -الديسك دير- وبعت المعالج والرامات لوحدهما، لإنّ القطعتين ليس لهما أي دورٍ في تخزين البيانات.
من الطرائف التي وقعت معي قبل أيام قليلةٍ خلت في شأن الهواتف هذه، إني دخلت ذات أمسية لإحدى المحلات التجارية لأشتري أغراضًا تخصّني، وبينما كنت أتفقّد المنتجات ناداني صاحب المحل الشاب وهمس لي "خويا نسقسيك، بورطابلي سرقوهلي قبل يومين وتو برك جاني ميساج سحب ٥٠٠.٠٠٠ من بريدي موب" أجبته مباشرةً بأن هناك مشكلةً أصابت التطبيق الفاشل المرّخص من الحكومة الرخيصة، بحيث أني فقدت بالمثل وبدون سابق إنذار ١.١٠٠.٠٠٠ وقد وقعت لي قبل يومٍ فقط وحُلّت المشكلة لوحدها، لا تقلق ستعود أموالك قريبًا.
وفجأةً سألته سؤالًا بدا لي سخيفًا حينها فقلت "ياخي بدّلت كلمات المرور تاع حساباتك؟" وأجابني بكل هدوء "لالا"!. أتذكّر أني تسمّرت في مكاني وقتها ولم أتفوّه بكلمة حتى استدرك صاحبنا إجابته بأن قال "بصح ديكلاريت عند لابوليس، منلعبش أنا"!! وقد كان لسان حالي حينها ثكلتك أمك يا صاح.
قلت له بشكلٍ علني "هاذي مش خدمة لابوليس، خدمتهم أنهم يقدرو يرجعوه في حال عاود ركّب السارق لابيس وزيد باه تكون محمي أونكا يدير بيه حاجة مش قانونية، فقال: آه صار هك؟". ويل عمري.
أصررت عليه بأن يُغيّر كلمات مرور حساباته فورًا وينتظر، فإن عادت الأموال فهي مشكلةٌ من التطبيق، وإن لم تعدّ فحسبك اللّه في من سرقك. وللأسف فقد ظنّ صاحبنا "النيّة" أن الشرطة الجزائرية هي إحدى فروع مكتب التحقيقات الفيدرالي أو وكالة المخابرات المركزية حتى يوفروا شبكة الأمان التي في مخيلته لمواطنيهم، وأي شبكة أمانٍ تُنتظر من دولةٍ تشتغل الحواسيب في إداراتها بـ"ويندوز xp". سحقًا.
زارتتي ليلة أمسٍ في منامي، كانت زيارةً غريبة غير متوقعة في توقيتها وفي وقائعها، رأيتها ليلة أمس وهي تستمع لأغانٍ وموسيقى، لا أتذكّر كلمات الأغنية بالتحديد لكني أتذكّر أني غضبت من فِعلها هذا لإنه لم يعجبني ولم يرُقني، نتيجةً لذلك فقد أمرتها بأن تتوقف عن سماعها فورًا، لكنها لم تُصغي إليّ، تجاهلتني، وتابعت الإستماع للأغنية. وإنتهت الرؤية أو الحلم، لست أدري.
إنشغلت كثيرًا اليوم، وتعكّر مزاجي أكثر. يوجد موضوعٌ طويل أودّ الحديث عنه بداية من يوم غدٍ أو الخميس، أقسّمه إن شاء اللّه لخمس مقالاتٍ أو سِت.
في كل لحظةٍ من يومي، وفي عزّ إنشغالي وعملي لا تغيب امرأتي عن تفكيري، أفتقدها لدرجةٍ لا توصف ولا تُكتب، تسكن قلبي وتحتل عقلي. خلال أشدّ اللحظات تعبًا، وأكثرها تشتّتًا لذهني، أفتّش عنها في ملامح القاصي والداني فلا أجدها، أتمنى أكثر من أي وقتٍ مضى حينها لو أنها كانت معي لأتصل بها وأسكن إليها.
تغيّرتُ كثيرًا بابتعادها عني، باردٌ جدًا، هادئٌ أكثر من ذي قبل، مبتسمٌ في كل وقت، وفي كل تمددٍ لشفاهي تمهيدًا لارتسام إبتسامتي، يتمدد جرح فقدي لها الغائر في أعماق فؤادي.
يقولون أن فَقد الأحبّة يقابله فَقد جزءٌ منك عن كل حبيبٍ يغيب، والحق أني فقدت كلّي بعدها، هي عندي أكثر من مجرد امرأةٍ للزواج والمتعة والإنجاب، وأكبر من كونها حبيبًا من ثلّة أحبتي في الدنيا، هي بالنسبة لي العين التي من خلالها أرى الدنيا جنة، والعكاز الذي أتكِئ عليه حين تقسو عليّ الأيام، هي شريكة حياتي في كل شطرٍ فيها، وتذكرة عبوري للفردوس بإذن اللّه، هي السُكّر الذي يُصبّ في كأس الموت المر خاصتي، فتهوّنه علي وتيسّره علي.
غدًا ليلة النصف من شعبان، ليلة عظيمةٌ عظيمة. وأنقل فيها ما جاء على لسان عطاء بن يسار "ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل اللّه تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم."
ومن نِعم اللّه علينا أن وافقت هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة المعروفٍ فضلُها وأجرها، فلا ينبغي لأحد أن يفوّت هذه الفرصة السانحة، وأن نكثر من أربعة أمور: الإستغفار، الدعاء، قيام الليل، والصلاة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
أدعوا اللّه وأنتم موقنون بالإجابة، أدعوه أن يغفر لكم ويعفو عنكم ويحقق أمانيكم. قال الشافعي رحمه اللّه: "بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان."
لن أنسى هدفنا الذي سعينا كثيرًا لأجله ذات يوم، سأدعوا اللّه لنا معًا بأن يعفو سبحانه عنا، ويغفر لنا، ويجمعنا في الدنيا والآخرة. أنا قريبٌ منكِ، معكِ دائمًا، لن أذهب لأي مكان وسأنتظركِ مهما طال بي الزمان.
سيدنا عثمان رضي اللّه عنه تخلّف عن غزوة بدر، أول معركةٍ في الإسلام، وأعظمها أجرًا ورِفعة، تخلّف عن المعركة التي قال فيها اللّه عزّ وجل للمجاهدين فيها «اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»، تخلّف عن كل هذا ليخدم زوجته ويسهر على راحتها ويمرض معها!.
ليت "مُفعمي الرجولة" عندنا، أصحاب "الحنحنات" المدويّة والقلوب الغليظة اللامبالية يطّلعون على سير من قبلهم، ليعقلوا، ويعملوا.