مدونة متألقة 7727 في شخصية واحدة | [مابين عمق كياني ومعاني وهراء الأصابع]. (1 زائر)


7727

كيان لهُ أسلوبة و مشاعره
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
322
مستوى التفاعل
364
النقاط
385
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
410
الجنس
ذكر
LV
0
 
تعزف مدينتي لحن الهدوء..
تعزف لحن الهائم على ضفاف نهر الخيبات..
الحان تبدوا بنفسجية وقاتمة بين ذهن مبعثر ونظرات لامعة..
بالكاد يمكن رؤية الدرب من كثرة الضباب..
مدينتي الهادئة قد شيدت بالخذلان وبعض من بقايا رماد الطموح..
لحن لا يسمعه سوى المجروحين المشتتين..
المضطرين لخوض حروبهم بسيوف مكسورة متآكلة..
مضطرين للتعايش لا القبول.. التأقلم لا الشعور..
تعزف مدينتي وكأنها تنادي على المجهول..
تنادي فقيد تباهى بالوجود في حين أنه لم يسجل حضوره في الاحتياج أبدًا..
تنادي شعور اضمحل وكأنه يهوى الاختباء حتى الرحيل..
تنادي بقايا انسان.. تعزف له حتى يتماسك..
حتى يدرك أن السقوط لن يؤذي سواه..
حتى يدرك أن معضلاته هو فقط من يلاقيها..
وأن شرحها كأخرس يحاول أن يشرح لأعمى جمال الألوان..
تعزف مدينتي لحن الزمان والمكان والأوهام..
وهم خيالات بعيدة الوصول والمنال..
وهم شبعت منه الوسادة وكأن من كثرة الخيال نزفت بها على الوسادة الأذان..
تعزف لمن اكتفى بالحياة الواهمة التي لطالما عاشها في خياله..
نسج خيمة من الخيال وصدق أن للنهايات احلام..
صدق أنه يمكن لنهايات السعادة التجسد في حياته..
وضع نفسه تحت رحمة شعور الخسارة بعد الاستيقاظ..
فأصبح وقته المفضل هو وقت لاعقلاني مليء بالهراء والسراب والخيال..
تعزف مدينتي لحن الشعور.. لحن التماسك.. لحن الانهيار..
تعزف وكأنها معزوفتها الأخيرة..

من يسمع؟.. من يفهم؟.. من ينقذ ماتبقى مني ومن ألحان.
 

7727

كيان لهُ أسلوبة و مشاعره
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
322
مستوى التفاعل
364
النقاط
385
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
410
الجنس
ذكر
LV
0
 
غير الطُلاب ما نسيناكم، لو عادت بك السِنين وبدأت دِراسة السنة الثَانوية من جديد ؛ هل بتغيّر مسارك وتخصصك؟ أيش الأشياء الي تبغى تغيّرها عن السَابق؟


ذكرتني هذه الفعالية بموقف قد حدث لي كانت اضراره كثيره..

أعلم بأن تدوينتي هذه بعيده كثيرًا عن المطلوب في الفعالية ولكنني أحببت مشاركتها فدعوني أحكيها بأسلوبي …



كان وضعنا المادي متوسط تمامًا كا درجاتي.. فلجأنا إلى معهد خاص مليء بالهراء والوعود حتى أكمل دراستي..
كان معهد له أكثر من فرع في المدينة.. يفرش لنا الخيال والورود اثناء التقديم الورود التي إذا اقتربت منها ستكتشف انها صناعية بلاستيكية..

امضيت سنتي الاولى أحاول أن أستوعب أين ذهبت الحالة والهالة التي أوحوها لنا أثناء دفع المصاريف..
كانت الأرض مفروشة بسجادة طويلة حمراء كما لو انني وزير الهراء أتى لزيارة المعهد..
ورحبوا بنا بكوب من العصير وقطعة من الكيك الذان ربما كانوا جرافيك وليس بحقيقين..
استقبلتنا استاذه ترتدي ملابس مرتبة وانيقة مثل مضيفة الطيران التي اعتقد انها قد قفزت من الطائرة لأنني لم أراها بعد ذلك مجددًا ابدًا..
أو ربما كانت مستأجرة !.. لا أعلم ..

فكان كل شيء مثالي ومرتب وأنيق..
حتى تبخر كل هذا وامضيت سنتي الاولى التي اكتشفت بها انني في معقل لكل الفاشلين الراسبين الفاسدين الملتحقين بذلك المعهد بأموالهم وليس بدرجاتهم..
فكانت اخلاقهم متدنية كما لو أن كل الأديان لم تمر أبدًا على هؤلاء الكتلة من قلة الأخلاق والتربية..

امضيت السنة الاولى في الاستيعاب وفي التأقلم.. ربما لهذا السبب لم أبني علاقة صداقة ابدًا في هذا المعهد اللعين..

وفي السنة الثانية حدثت قصتنا..
لسبب ما كانوا يفصلون بين كل مرحلة وأخرى بأسوار وأبواب حديدية..
كأنها سجون وكلما كبرت وتعديت مرحلة ستكتشف أنك لم تقابل الوحش الأخير بعد..
وبالطبع كان لكل مرحلة اساتذه خاصين بها.. دائمًا ما شعرت أننا في مؤامره ما وهناك خفايا مظلمة لا أحب أن أعلم عنها..

في أول يوم دراسي لنا في السنة الثانية..
دخلت إحدى الاساتذه وقد كانت فتاة محجبة في أواخر العشرين انا متأكد أن لولا احتياجها للمال لكانت قامت بتفجير هذا المعهد بكل طلابه..

ألقت السلام.. رحبت بنا في المرحلة الجديدة من لعبة البقاء.. وكانت لطيفة.. ربما!

بعد ان انتهت من الترحيب وبمجرد أن الطلاب تأكدت أن شخصيتها ضعيفة حتى تجاهلوها..
بدأوا في اللعب والحديث مع بعضهم البعض وتعالت أصواتهم في أنحاء الفصل..
بعد نصف ساعة تقريبًا من محاولة السيطرة على سوق الغنم هذا..
كان يجلس بجواري شاب من شكل هيئته تشعر كما لو أنه خرج من السجن مباشرة إلى جوراي..
حاجبه به خط .. شعره منقوش بهِ أشكال عجيبة.. يرتدي سلسلة..
ولم أرى معه حقيبة بأي شكل من الأنواع.. كما لو أنه خُلق لهذه القصة فقط..

منذ دخوله الى الفصل وانا لاحظت بأن معه قطعة حديدية.. يضعها في فمه مرة وأخرى يحك بها وجهه..
ويحفر بها قلبه المكسور على الديسك هذا المجرم المسكين.. كان يلقيها على هذا وذاك يمزح ويمرح بها..

حتى فجاءه قرر أن يلقيها على تلك الاساتذه التي دخلت سوق الغنم بالخطأ..
ألقاها تجاهها.. فاتجهت.. نحوها.. بالتصوير.. البطيء..
كرصاصة من فيلم ماتريكس.. تجاهلت كل الطلاب في الامام..
مرت من بينهم كالزبدة.. لما تصطدم بأحد مثلًا.. لم تخطيء هدفها او تنحرف عن مسارها بأي عامل خارجي..
عرفت الهدف واكملت متجهه نوح اصبع الاستاذه..
حتى بالكاد.. بالكاد لمست تلك الحديدة طرف اصبعها..
فصرخت صرخة كما لو أنها تلد !..
عم الصمت في الفصل أو بالأحرى عم الصمت بين الطلاب
لأن تلك الاستاذه اللطيفة انهالت علينا بالشتائم وهي تصرخ علينا
كما لو أن هذا الطالب أطلق عليها بـ Shot gun وليست حديدة صغيرة لمست طرف اصبعا..

بعد دقائق من الشتائم والصراخ حتى اتى المدير..
بكل حنان سأل ماذا حدث.. فأخبرته تلك الكاذبة بأن شخص ما ألقى عليها بحديدة
قد سببت لها كل الامراض المزمنة.. حرمتها من تحقيق حلمها..
وكانت سبب في انفصالها عن حبيبها من 7 سنين.. وهي السبب في الظلم والحروب في كل العالم.. وكل الهراء اللعين..

هرولت الأستاذة الباكية خارجًا كممثلة انتهى مشهدها..
فاستلم المدير حصة أخرى من الصراخ علينا.. وعن اهانة الجيل كله.. وبأننا أسوأ من الأسوأ في الأسوأ..

وقد هددنا بأن هذا الشخص الذي أطلق عليها تلك الطلقة أن لم يعترف على نفسه ويتأسف..
أو لم يدل عنه أحد ويسلمه للعداله فالفصل بأكمله راسب.. راسب .. راسب..
وبأن هذه السنة الدراسية ستكون واقعها علينا اسود من شعر رأسه .. الذي بالمناسبة لم أره قط .. ربما لأنه أصلع!

خرج المدير.. وتركنا في هذا الموقف.. لا أحد يعرف من الجاني .. لأنهم لم يروه.. ومن رأوه خائفون منه ومن الأدلال عليه..

ولكن .. أتى ذلك الشجاع.. الغبي ربما..
الذي بمجرد أن انتهى اليوم الدراسي العظيم..
حتى ذهب الى مكتب استاذ من الاساتذه المُكلف من المدير شخصيًا بالتحري عن ذلك الجاني المجرم الذي أطلق الرصاصة..
وأخبره عن المجرم.. وصف له شكله وصفاته وأسمه وكل ما يدل عن هذا المجرم..

في أغلب الافلام ستكون هناك مكافأة الى الشخص الذي ابلغ عن مكان السفاح..
ولكن .. الفيلم لن ينتهي بهذه النهاية السعيدة..

سأتوقف هنا..
وإذا كان هناك شخص ما يهتم بتكملة هذه القصة أخبرني .. وسأكملها لك


..
 
التعديل الأخير:

7727

كيان لهُ أسلوبة و مشاعره
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
322
مستوى التفاعل
364
النقاط
385
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
410
الجنس
ذكر
LV
0
 
ولكن .. أتى ذلك الشجاع.. الغبي ربما..
الذي بمجرد أن انتهى اليوم الدراسي العظيم..
حتى ذهب الى مكتب استاذ من الاساتذه المُكلف من المدير شخصيًا بالتحري عن ذلك الجاني المجرم الذي أطلق الرصاصة..
وأخبره عن المجرم.. وصف له شكله وصفاته وأسمه وكل ما يدل عن هذا المجرم..

في أغلب الافلام ستكون هناك مكافأة الى الشخص الذي ابلغ عن مكان السفاح..
ولكن .. الفيلم لن ينتهي بهذه النهاية السعيدة..


بالطبع لا أحتاج أن أوضح بأن هذا الشجاع كان أنا ..
لا أعلم حينها ما الذي كنت أفكر بهِ أو ما الذي كنت أتوقع حدوثه..
لكن من الطبيعي أن أشعر بالقلق على مستقبلي بعد كل هذه التهديدات من المدير بالرسوب..
والتي بالمناسبة علمت بعد هذا الموقف بأنها كانت مجرد تهديدات فارغة لم ولن تحدث..
ببساطة وبالمنطق لا يمكن لأي أحد حتى وأن كان منصبه هو المدير أن يجعل فصل بأكمله يرسب..
ولكنني كنت فارس ساذج ناطق بالحق مُحرر الظلم مدافع عن الكاذبين كتلك الاستاذة..

على كل حدث ما حدث.. وبالفعل قد أخذت خطوة لا رجعة لها..


بعد أن ذهبت حتى أبلغ عن ذاك المجرم ..
ابتهج وجه الأستاذ وكأنني أخبرته بمكان السفاح زوديك كان على وشك الصراخ "لقد أوقعنا بك"..
شعرت كأن الكاميرات والمراسلين قادمين تجاهي وستنهال على أضواء فلاش الكاميرات وتأتي الحراسة وتدخلني سيارة مصفحة..

بعد ثانية توقف ذاك الخيال حين ربت على كتفي وقال لي أحسنت..
تعال بالغد الى مكتبي حتى تشهد أمام هيئة المحلفين تقريبًا..

عدت إلى منزلي.. ولم اتفوه بكلمة مما حدث ذلك اليوم الى أهلي..
كان شغلي الشاغل هو الغد.. فأنا أمام مهمة وطنية وهراء..

في اليوم التالي و بسذاجة نفذت المطلوب.. قبل توجهي الى فصلي اتجهت الى المكتب المعين..
اخبرتهم نفس المعلومات.. اسم الشخص وصفاته والخ .. وبالمناسبة هذا الشخص تغيب لم يحضر في ذلك اليوم بالطبع..
انتهى التحقيق.. فتوجهت الى فصلي وبمجرد أن دخلت.. حتى وفجأة هدأ سوق الغنم..
بلفته غريبة و نظرات مريبة نحوي.. ومع ازدحام الفصل وحضور كل الطلاب بالفعل..
كان يمكن سماع فحيح الأشجار بالخارج من شدة سكون الجميع..
تتبعتني نظراتهم منذ لحظة دخولي حتى سيري تجاه مقعدي..
جلست منتظرًا ان تنتهي الريبة وتعود ضوضاء الجميع..
ربما تلك هي المرة الأولى التي رغبت في الضوضاء بدلًا من ذلك السكون المريب..

على الرغم من عدم اختلاطي وانطوائيتي.. لكني اضطررت لسؤال التلميذ المتشرد الجالس بجواري..
وكان معنى السؤال "ما الذي يحدث؟"..

حتى وبأداء درامي عميق.. مال علىَّ .. وقال لي فلان "ذلك المجرم الذي أخبرتهم عنه للتو" سيقتلك!..
ولا أبالغ قال لي ذلك مباشرة.. سيقتلك..

بعد أن قال لي ذلك حتى أكد بعض التلاميذ الأخرين على كلامه.. سيفعل وسيفعل .. وألخ

كانت تهديدات واضحة ومباشرة.. بعضهم يخبرني بها للحذر والبعض الأخر توصيل رسالة لا أكثر..
شعرت من كثرة التهديدات بأنها مبالغ فيها جدًا جدًا.. وبأنه لن يستطيع فعل شيء وأنه يريد تخويفي لا أكثر..
وبالفعل لم أشعر بالخوف.. لم أشعر بذلك التهديد.. وكنت راسخًا شجاعًا..
وأمضيت اليوم الدراسي طبيعي كأي يوم آخر.. حتى..

حتى أتى أستاذ من هيئة المحلفين!..
دعاني للخروج من الفصل حتى يطلب مني بعد انتهاء الدوام: لا تغادر بمفردك..
أنتظرني حتى أغادر معك لأننا علمنا أن ذلك الطالب ينتظرك بالخارج..

من بعد ذلك الحديث.. شعرت بجدية الأمر.. وبدأت أشعر بالتهديد.. وبأنني قد ورطت نفسي..

انتهى اليوم الدراسي.. انتظرت في الفصل حتى غادر الطلاب منهم من نظر لي نظرة الوداع..
ومنهم من كان ينظر لي نظرة الغباء.. وكان لهم هذا الحق..

الطلاب كلها تغادر.. طالب بعد الآخر.. المعهد يهدأ أكثر وأكثر..
النهار يغيب أكثر وأكثر.. والصمت ينتشر أكثر وأكثر..
كانت المرة الأولى في حياتي التي أنتظر بها لهذا الوقت المتأخر..

بعد عدة ساعات وعلى نحو الساعة 4 أو 5 مساءً.. / للعلم كان ينتهي اليوم الدراسي على نحو 12 ظهرًا.
فهذا يوضح كم من الوقت قد تأخرت..

هناك سؤال منطقي للغاية.. لماذا لم أبلغ أهلي حتى يأتوا ويأخذوني..
في الحقيقة أنا لم أكن أشعر بجدية الأمر حتى أخر الوقت..
كما أن ذلك الاستاذ أخبرني بأنه سيغادر معي وسيصل بي الى بر الأمان..
فلا داعي لأثارة قلقهم على أشياء تافهه.. أو ذلك ما كنت أتخيل…

بعد الانتظار كل تلك الساعات.. أخيرًا ظهر ذلك الأستاذ.. ذلك الحامي الذي سيعبر بي في وادي الذئاب..
سيرنا تجاه الباب الحديدي للمعهد.. بخطوات مترددة مني.. وبتسأل ما الذي ينتظرني خلفه..
هل هو الهلاك.. هل هي النهاية.. كان يرد عقلي بالمنطق لا تخف فمعك حماية الاستاذ..
وحتى وأن كان ينتظرك فالأكيد أنه سئم الانتظار لكل هذه الساعات ورحل.. صحيح؟ .. صحيح

خرجنا من باب المعهد الكبير.. بضوضاء دقات قلبي وشجار المنطق مع قلقي ..
مع صوت صدأ مفاصل الباب الحديد.. هذا وذاك.. رغبة في أمان المنزل.. ورغبة أخرى من الاختفاء..
هواجس عقلي .. اغلقوه خلفنا: مهلًا لا تغلقه .. الباب يغلق: انتظر لا تغلقه .. اخر أمل: لااااااا..

صوت ضوضاء من ارتجاج الباب الحديدي بعد غلقه بالمفتاح والسلاسل..
أنا والأستاذ صرنا رسميًا في الشارع ع ع ..

سيرنا بخطوات بطيئة.. انا بجوار الاستاذ وربما خلفه بقليل اسير..
وهو لا يشعر بحالي او بتضارب كل شيء بداخلي.. فأنا المهدد لا هو..
تقريبًا كان يشعر بالملل لأن فيلم الرعب انا فقط من اشاهدة أما هو فقد كانت قناته تعرض تيلي تابيز تقريبًا..
بعد عدة دقائق لاحظنا بأنه لا يوجد أحد.. الشارع فارغ.. المكان هاديء.. الدنيا تغني أغاني السلام والأمان.

ثقل قلقي قد بدأ ينزاح عني.. ومنطقي ظل يركض هنا وهناك كنت محقًا.. كنت محقًا.. !!
كلما سيرنا أكثر .. كلما شعرت بالارتياح أكثر.. لقد كانوا مبالغين كما توقعت.. هذا ما اخبرني بهِ عقلي.. حتى..

حتى وفجاءة تبعثر كل هدوئي.. عادت ضوضاء دواخلي من جديد..
بعد أن ظهر من العدم ذلك المجرم الذي ابلغت عنه.. وكانت خطته محكمة للغاية..

سار بجوار الاستاذ.. بدأ بالسلام بكل احترام ثم بدأ الحديث:
هناك شخص ما قد اتهمني زورًا بأنني من ألقى بشيء على الاستاذه.. وانا لم افعل هذا ابدًا.. والكثير والكثير من الهراء..
هو يبرر ويكذب والمعلم يهدده بالفصل من المعهد والخ.. رد امامه رد أخر .. الأهم من كل ذلك هو أنا ..
أسير خلفهم مشاهدًا لهذا الهراء.. ولكن .. لكن أثناء هذه المحادثة ..
بدأ يظهر من حولي عدة أشخاص.. تقريبًا 6 أو 7 أفراد..

لاحظت بأنهم يحاوطونني.. بحيث هناك شخصين خلفي..
وآخرين نجحوا في السير أمامي بيني وبين الأستاذ.. وأخرين عن يميني وعن يساري..
حاولت لفت انتباه فيلسوف التهديد.. سفير الغباء.. ولكن بلا جدوى..
كأن من أثر فرحة لقائه مع ذلك الطالب.. نسى أنه مسؤول عني..
بل نسى أنني كنت أسير بجواره من دقائق.. لقد نسى أمري نهائيًا..

هذا الاستاذ الغبي.. الذي من المفترض انه يحميني.. قد انخرط في الحديث مع ذلك الطالب مسرعًا في السير..
وأنا محولاتي أن أسير بالقرب من الاستاذ قد فشلت..
وكلما ابتعدت عن الاستاذ وزادت المسافة بيني وبينه كلما كانوا يضيقون دائرة الأشخاص التي انا وسطها..

وماهي سوى دقائق حتى انفصلت تمامًا عن الاستاذ.. ابتعد كثيرًا عني لدرجة أنني قد فقدت الأمل..
صرت وحيدًا.. وحيدًا للغاية .. وحيدًا بين نظرات الانتقام..
وتوعدهم بأذيتي كما لو كنت من كان سببًا في فشلهم في الحياة..

توقفت.. فلا جدوى من استهلاك طاقتي في السير.. سأوفرها لما هو قادم.. سأوفرها للمجهول..
توقفوا جميعًا وأخر شك لدي بأنني أتخيل كل هذا قد قُتل..
فتأكدت تمامًا أنني المعني بهذا الجمع.. وبأنني بطل الفيلم بالطبع..

وإن كان هناك من ينتظر أن أعيش دور السوبر باتمان وأقوم بأبراحهم ضربًا.. فذلك في افلام جاكي شان وليس في الواقع..

سلمت أمري.. أنتظرت.. ثواني مرت كسرعة فلاش من فيلم فرقة العدالة..
حتى وبكل ما أتاهم من قوة أنهالوا بالضرب عليَّ بكل أنحاء جسدي..
وجهي .. صدري.. يدي.. قدمي.. معدتي.. كلها كانت تحت حصة تدريبية في الكيك بوكسينج..
استمر الامر لدقائق ربما.. لا أعلم.. فأخر ما كنت أهتم بهِ هو حساب الوقت.. كنت اهتم بحماية ما يمكن حمايته..
6 أو 7 أشخاص يبرحون فرد واحد ضربًا .. فلا أعتقد أن أي شيء يُهم الأن..

بين قسوة أياديهم وتمثيل إحدى افلام الملاكمة على أرض الواقع..
لمحت بطرف عيني بأن شخص ما منهم قد أخرج خنجرًا..
وكان مزمعًا على طعني حتى تنتهي القصة بخبر ما، في جريدة ما بمقتل طالب بعد مشاجرة بين الطلاب..

بعد أن رأيت ذلك الخنجر .. قد أيقنت أن أمري أنتهى.. لم أكن أعلم بأن هذه هي النهاية وبهذة الطريقة..

ولكن .. كان لابد من مخرج.. والمخرج كان فردًا منهم..
تقريبًا قد شعر بالشفقة علىَّ عندما رأني أنني وحدي أدافع فقط وقد ضُربت مايكفي لصناعة ثلاث افلام من الأكشن الخالص..
حاول ايقافهم ولكنهم لم يصغوا.. فاضطر إلى دفعهم عني .. وأخذ بيدي وركض بما تبقى مني..
ركضنا وكانوا يركضون خلفنا ولا ننسى صاحب الخنجر..
بالطبع صرخوا عليه وانهالوا عليه بالشتائم .. فكان يرد عليهم بأن ما فعلناه يكفي.. دعوه يذهب.. لا داعي لأكثر من ذلك..
استحلفهم بالله.. توسل إليهم.. ولكن بلا جدوى..

لا أعلم هل كانت شفقة علىَ لهذه الدرجة..
أم أنه لم يرد أن تصل الأمور للقضاء والشرطة ويتفاقم الأمر وربما يقضون عدة سنوات بالسجن..

على كل .. ركضنا كثيرًا.. ركضت بأقصى سرعتي.. ركضت حتى كادت رئتاي تقفز من عظام صدري..
ركضت حتى اظلمت عيناي ولم أعد أرى شيئًا.. ركضت لحياتي.. ركضت حتى أخر أمالي..

أخيرًا وصلنا للشارع الرئيسي.. أوقف سيارة اجرة وقد دفعني بداخلها..
ظل يصرخ على السائق أسرع أسرع.. عندما رأى السائق الوضع لم يسأل وأنطلق مسرعًا..

ربما أكون قد نجوت..
قد بدأت أن التقط أنفاسي محاولًا أن أهدأ وبأن هذا الكابوس قد أنتهى بأقل ضررًا أخذًا في الاعتبار رغبة أحدهم في طعني وقتلي..

حاول السائق سؤالي.. حاول الحديث معي.. كل ما أخبرته بهِ هو المكان الذي سيوصلني إليه..
كان الأمر مأسويًا.. كان مخيفًا.. مر عليَّ بصعوبة بالغة..


بالطبع عدت إلى المنزل .. وكان لا يمكن اخفاء اي شيء..
فكل شيء مكتوب بالكدمات على جسدي .. وعلى تورم عيناي وفكي ..
كنت كلوحة رُسمت بالدم وزُينت بالألوان الحمراء والبنفسجية.. كان خليط مميز من كل شيء..

أخبرت أهلي كل ما حدث..
وبالطبع لم أذهب إلى ذلك الفرع من المعهد مجددًا..
وخصوصًا بأننا علمنا أن هذا الطالب مازال ينتظرني.. لا أعلم لماذا..
هل كان بالإمكان أن يحدث أكثر ما كان!.. ولكن الحمدلله انتقلت إلى مكان آخر..
ومضت السنين .. وأنتهت القصة بسلام.. ربما.

"في الحقيقة هذا الزمان جعل الباطل شبيه بصاحب الحق.. ومن يخبر عن الباطل فقد جعل للباطل حق في أذيته"

وتنتهي قصتي هذه الى هنا..
لدي الكثير من القصص .. ربما أشارك بأحدها يومًا ما..

..
 

7727

كيان لهُ أسلوبة و مشاعره
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
322
مستوى التفاعل
364
النقاط
385
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
410
الجنس
ذكر
LV
0
 
في غفلة من الواقع أدركت بأن الحياة سراب جعل تخيلي بحقيقتها واقع مؤلم..
أرغمني علي بناء شخصية التصقت بي حتى أصبحت شخصيتي التي أكرهها وأعشقها في ذات الوقت..
فكان كل شيء يبدوا مثالاً جيداً لعالم تم صنعة حتى يتماشى مع حقيقتي وأسراري التي شوهتها الظلال..
أما أنتم كسابق غيركم أصبحتم..
فقد شعرت بالأمال المتأرجحة فوق أشواق قتلها سمها بمجرد لمسها..
وبالرغم من إني أعطيتكم مساحة في كيان كان يومًا خاصًا بي..
ولكن لم أشعر بمقابل يكفي رغبتي بوجودي وسطكم..
حتي وأنا أشاهد محولاتكم لوضعي في مكانه مميزة في قلوبكم..
رغم علمي وعلمكم بأن قلوبكم بحجارة تكونت..
فاكتشفت بأن هذا المكان المميز الذي لم يكن أبدًا..
بدأ يضيق حتى تلاشى تدريجياً دون أن يعطي لأحدنا الفرصة في البقاء..
ولهذا يجب أن أخرج كثيرين من ذاك المكان..
فهناك أخفي قباحة وجهي وبشاعة نفسي..
ولا يمكن تواجد سوى المتقبلين الحقيقة مدركين العيوب..
وهناك ايضاً أخفي حزني الدافئ وروحي الهائمة وسط مجموعة من الدموع التي تطفو حولها بحرية..
فمن أنا حتى أمنع حرية الدموع أو أقف عائق أمام ابداع الألام..
ولأن جرس استغاثتي الذي تجاهله الجميع دق في عالمي معلنًا شعور غرق مدينتي وغرقي معها..
تركتم نفسي تغرق ببطيء في محيط مظلم لا نهاية له مؤكدين لي بأني أتيت في الوقت والزمن الغير مناسبين..
فلا يوجد من هو صادق في وعوده ولا يوجد من يكون وقت الحاجه له..
لذلك أترككم لحياتكم فهي لكم أجمل.. وأبحثوا عن غيري فهم لكم أفضل..
كونوا سعداء و أبحثوا عن أصدقاء وأخلقوا علاقات..
لكن لا تنسوا الشخص الذي لم يكن في الصورة قط..
تذكروا من كان يلتقط لحظاتكم السعيدة..
تذكروا بأنني اعطيتكم كل طرق الوصول.. ولم يزورني أحد..
كمن صنع أجراس لكل سكان المدينة ولم يصنع واحدًا لنفسه..
أو كمن تحضر وأحضر هدية غالية لصاحب عيد ميلاد لم يدعوه للحفله قط..
علي الأقل لا تنسوا من صدقكم!.. من وضع رهانًا على اخلاصكم..
أمل لكم السعادة والحياة العادلة! .. فمن يخاف العدل يعلم جيدًا كم ظلم.
 

7727

كيان لهُ أسلوبة و مشاعره
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
322
مستوى التفاعل
364
النقاط
385
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
410
الجنس
ذكر
LV
0
 
يُمكنك أن تدعي المثالية وبأن كل شيء يسير على ما يرام،
ولكن ماضيك سيظل يطاردك مهما ادعيت أنك تخلصت منه،
فالتخلص من ماضيك كما لو أنك تريد أن تتخلص من ظلك،
لا تريد منه الظهور لا تريد منه الوجود لأنك تعلم بأنه مظلم،
تعلم أن الاخرون إن علموا بحقيقتك سيرون أقبح مافيك،
لذلك تدعي بأنك لا تخاف، تدعي بأنه لن يٌصيبك سوء،
ولكن الحقيقة كل شيء له عواقب، لكل شيء مقابل،
لا يمكنك أن تؤذي الأخرون دون عقاب،
لا يمكنك أن تجرح القلوب دون ثأر،
لا يمكنك أن تكون أنانيًا دون ثمن،
لربما تتأخر العدالة لبعض الوقت، ولكنها حتمية،
لربما تشعر بأنك ستفلت من الأذى ولكنها مسألة وقت،
لا يمكنك الهرب والركض من ماضيك للأبد
لأنك حتمًا ستشعر بالتعب وتتوقف وحينها لن يرحمك،
لا يمكنك تزييف حقائقك القبيحة لأن شخص ما في مكان ما يعلم بها،
مهما ادعيت أنك تستحق الأفضل فأنت تعلم أن ذلك غير صحيح،
أنت تستحق الأسوأ والأسوأ دائمًا،
مهما تصورت بأنك جميل فأنت متيقن بداخلك أنك حقير وأناني،
مهما خُيل لك بأن يمكنك أن تتقدم وتتطور فأنت عاجز سجين مشلول،
مهما تخيلت بأنه يمكنك أن تحصل على حياة طبيعية
فأنت مخادع تخدع نفسك بأوهام واكاذيب تعلم أنها لن تحدث،
تعلم بأن أخر ما يمكن أن تصل إليه هو مشاهدة حياة الاخرون
وأنت مجرد مشاهد عابر محروم،
تعلم بأن امنياتك يعيشها غيرك،
وتلك الحياة اللي تتمناها يتذوقها شخص أخر أحق بها منك،
فببساطة لا يمكنك تغيير ما هو محتوم،
ما هو نتيجة اخطائك وافعالك وخطيئتك،
تذكر دائمًا كم من دمع كان بسببك وكم من ظلم شعر به غيرك من خلالك،
كم تجرع الأخرون من كأس كذبك،
تذكر بأنك تستحق ما أنت عليه، تستحق ذلك الانهيار، وذلك الحرمان،
أنت ببساطة كاذب أناني وحقير،
أنت ببساطة أبشع من ان توصف كإنسان وتصنف من البشرية،
على الرغم من بشاعتهم ولكنك تفوقت عليهم،
أنت اسوأ من تلك الصورة التي تخدع بها الأخرون،
مجرد مخادع فارغ ذليل،
ادعي كما تدعي ولكن تيقن بأن شخص ما.. في مكان ما .. يعلم بحقيقتك.
وبأن يومًا ما.. ستأخذ حقك من العدل.
 

7727

كيان لهُ أسلوبة و مشاعره
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
322
مستوى التفاعل
364
النقاط
385
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
410
الجنس
ذكر
LV
0
 
لا يمكنك ان تخرج خارج نفسك،
لا يمكنك ان تخرج خارج حدود امكانيتها ..
حدود شغف طوحاتها.. ضعفها.. انكسارتها ..
لكن يمكنك ان تخدعها بأن الحياة ستكون عادلة..
بالظبط ذلك العدل القبيح تمامًا..
عدل وجود الانكسارات في ما بين الازواج..
انكسار العلاقات بين الأصدقاء، الاقارب، الأخوات..
عدل بين رماد هذا العالم المحترق.. بين هذا العالم القبيح للغايه..
كما كان الاسد عادلًا عندما اختار اضعف وابطيء فريسة حتى ينهشها مُنهي حياتها..
وكتلك النار التي لم تكن رؤوفة وهي تحرق منزل مليء بالذكريات..
تمامًا كعدل زجاج الفساد والرشاوي والواسطة الذي ينغرز في صدر اصحاب الامكانيات والموهوبين..
هذا العالم القبيح مليء بالادعاء بالانفاق الزائف والعطاء الأخذ على متطلبات الآخرون..
ولكنها في الحقيقة تلبية رغبات شخصية لا أكثر..
يمكنك ان ترى العمى في نن عيون تبتسم مع شفاه كاذبة تشققت من كثرة مرور الدموع..
فلا وجود للمُسكن في الدموع كما اخبرونا كانت هذه ايضًا كذبه..
يمكنك ان ترى التشققات بين الجميع، المسافة بين الكل..
الهاوية المظلمة في القلوب..
وعلى بعد اميال يمكنك أن تشم رائحة الظلم والفساد والخطايا المتعفنة تفوح من كل مكان..
نحن نآكل السراب بالملعقة نقنع أنفسنا بالاكراه أن له طعم..
نسكت عن الحق لطلما أن سهم الظلم لا يتجه نحونا..
هذا العالم المليء بالخيانة وسهولة كسر الوعود لا يحتاج أناس تتعلم من أخطائها..
يريد أن يسد جوعه بالضعفاء.. المهمشين.. الاوفياء.. الصادقين.. فهؤلاء اكثر المتضررين..
فحتى تعيش هنا عليك ان تتخلى.. تتخلى عن الكثير..
ربما تتحلى عن نفسك وعن طموحك واحلامك فقط لتعيش حياة شبيهه بحياة الفخار..
يتحكم بك هذا العالم.. يعيد كسرك مرة تلو الاخرى.. يقوم بتشكيلك كما يشاء..
نحن نتعايش بالقهر في ايام امطرت عليها السموم..
اكان ذلك اختيار ام انه المصير المحتوم..
اكان يجب ان نتقيد في انفسنا.. محاطين باسوار عالية من الخداع والنخوع..
مهما حاولنا لا نخرج من انفسنا ابدًا..
لن نخرج من ملامحنا مهما بدت متعبة ومرهقة..
لن نخرج ابدًا الى تخيلاتنا..
كأن باب التقائنا بها ليس سوى رسمة باهتة على جدران غرفة شهدت الكثير من العبوس والأسرار..
باب لا يذهب بنا الى مكان ولا عنوان..

يبدوا بأننا لن نخرج ابدًا من انفسنا.. ربما إن خرجنا من أنفسنا سنجد الحرية..

أو ببساطة نكتشف أن لم نكن مساجين قط وكل هذا كان الجزء الأسهل من المعاناة.
 

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل